تبادل الرئيس جورج بوش والديموقراطيين الذين يهيمنون على الكونغرس الاتهامات السبت بالاخفاق في دعم القوات، ولم يبد أي طرف تراجعاً عن موقفه في ما يتعلق بتمويل الحرب في العراق. ويريد الديموقراطيون ان يحددوا موعداً للانسحاب من العراق يلحقونه بمشروع قانون لتخصيص مئة مليون دولار للحرب، لكن بوش أصر على انه سيستخدم حق النقض ضد اجراء من هذا القبيل، ما يعد الساحة لمواجهة بين الطرفين. ودعا بوش الزعماء الديموقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ الى اجتماع في البيت الابيض الاربعاء لمناقشة مشروع القانون، واستغل كلمته الاذاعية الاسبوعية لتوجيه انتقادات الى الديموقراطيين لاتخاذهم نهجاً قال انه"يكبل أيدي جنرالاتنا". وأضاف:"يجب عدم محاصرة قواتنا في الوسط. انها تنتظر هذه الاموال منذ فترة طويلة". وقال هاري ريد، زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ ان الديموقراطيين يدافعون عن مصالح الجنود. وأوضح في بيان ان"الديموقراطيين يواصلون العمل لتمويل جنودنا بشكل تام واعطائهم استراتيجية لإحراز نجاحات تكون جديرة بتضحياتهم". وأضاف:"يواصل الرئيس بوش الإصرار على ان نتبع استراتيجيته الفاشلة التي زجت بجنودنا لمدى طويل في حرب أهلية يتعذر السيطرة عليها". وأشار الى ان التفجير الذي تعرض له الاسبوع الماضي البرلمان العراقي دليل على فشل سياسة بوش. وفي حين قال الرئيس الأميركي انه يريد مناقشة الخلاف حول التمويل خلال اجتماع مع ريد وديموقراطيين آخرين، اوضح البيت الابيض ان ليس لديه نية للتفاوض. وقال بعض اعضاء الكونغرس انهم يرون امكان طرح بعض الاقتراحات التي تمثل حلا وسطاً، وتضع"معايير"لقياس التقدم الذي تحرزه الحكومة العراقية في الاضطلاع بمسؤولية الأمن والتقاسم العادل لعائدات النفط وتحقيق أهداف أخرى. ولكن التوصل الى اي اتفاق يستغرق اسابيع. ويتوقع ان يحاول الديموقراطيون في مجلسي النواب والشيوخ خلال الايام المقبلة تسوية خلافاتهم حول مشروع القانون. وأيد المجلسان تحديد جداول زمنية لسحب القوات كشرط لتمويل الحرب ولكن بطريقتين مختلفتين قليلا. وتطالب نسخة مجلس النواب بسحب كل القوات المقاتلة بحلول الاول من ايلول سبتمبر 2008. في حين تقضي نسخة مجلس الشيوخ بالبدء في الانسحاب هذا العام واستكماله بحلول 31 اذار مارس 2008 من دون الزام. ووعد الزعماء الديموقراطيون بإرسال التشريع الى بوش في نهاية هذا الشهر، ويتوقع ان يعترض عليه. وعلى الكونغرس حينئذ إعداد تشريع جديد، إما ان يوفر التمويل للحرب من دون شروط كما يريد بوش، واما ان يوفر التمويل ويربطه بشروط قد يقبلها بوش.