احتشد آلاف من أنصار أحزاب المعارضة الباكستانية والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان أمام المحكمة العليا في إسلام آباد أمس، للإعراب عن تأييدهم لكبير قضاة المحكمة العليا افتخار تشودري الذي أمر الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف بإحالته الى مجلس القضاء الأعلى في تهم تتعلق بسوء استخدام صلاحياته. وأحرق المتظاهرون مجسماً يمثل الجنرال مشرف كما أحرقوا عدداً من الإطارات أمام مبنى المحكمة، فيما احتشد المئات من رجال الشرطة وقوى الأمن أمام المحكمة والمقار الرسمية القريبة خشية تصاعد وتيرة العنف وخروج المسيرات عن القانون. وشارك قادة المعارضة الباكستانية على اختلاف توجهاتهم في المسيرات دعماً لكبير القضاة وللضغط على مشرف لإقناعه بعدم ترشيح نفسه لفترة رئاسية ثانية أواخر هذا العام. وقال ل"الحياة"الشيخ فضل الرحمن زعيم المعارضة في البرلمان إن"الشعب الباكستاني كله يقف صفاً واحداً دفاعاً عن استقلالية القضاء التي انتهكها مشرف، كما أن الشعب يريد انتخابات حرة ونزيهة تكون تحت إشراف القضاء الباكستاني والمحكمة العليا، وهذا لن يتم مع هيمنة الجيش ومشرف على أعلى محكمة في البلاد". كذلك اعتبر محمد أحسن بون رئيس اتحاد محامي المحكمة العليا في لاهور ان جماعات المحامين واتحاداتهم تنظر الى مشرف باعتباره حاكماً عسكرياً وليس رئيساً منتخباً بصورة قانونية وأنه لا شرعية لنظام عسكري في البلاد يحاول الهيمنة على القضاء بعدما سيطر على كل المرافق المدنية. بدوره أكد عمران خان ان المعارضة الباكستانية لن تقبل إلا باستقلال تام للقضاء وأن يكون هو المشرف على الانتخابات البرلمانية في البلاد أواخر هذا العام. وشن مناصرو رئيس الوزراء السابق نواز شريف هجوماً عنيفاً على حكم مشرف بعد يوم من تصريح شريف بأنه رفض عرضاً من مشرف بالعودة في مقابل دعم ترشيحه للرئاسة مرة ثانية. وأشار شريف في مقابلة تلفزيونية الى إن كل من يبرم اتفاقاً لإنقاذ مشرف من ورطته يعتبر خائناً ويجب محاسبته. وأعرب عن قناعته بأن رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو لن تقدم على"خطيئة"الاتفاق مع مشرف على رغم إجراء مندوبي الطرفين حوارات ومحادثات في دبي ولندن وباكستان.