اشتبكت الشرطة الباكستانية أمس، لليوم الثاني على التوالي، مع محامين احتجوا ضد اقالة الرئيس برويز مشرف قاضي المحكمة العليا افتخار تشودري الاسبوع الماضي، واحالته على المحاكمة بتهمة سوء استخدام السلطة. وأفاد شهود أن مئات المحامين تجمعوا امام مقر المحكمة العليا في مدينة لاهور لمناقشة القضية، حين أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت هراوات لمنع مجموعة من المحامين من الدخول الى مقرها. في المقابل، رشق محامون الشرطة بالحجارة التي ردت بالمثل، ما ادى الى جرح عشرات من الطرفين. وقال سيد ذو الفقار علي بخاير، الأمين العام لنقابة المحامين،"انه أمر معيب. لا أفهم لماذا يفعلون ذلك، لكن يبدو أن بعض الايدي الخفية تحاول خلق الفوضى". وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وعيارات مطاطية واعتقلت عدداً من ناشطي المعارضة ودهمت مقر قناة تلفزيونية خلال احتجاجات في اسلام آباد ومدن أخرى أول من أمس. وأضرت الاشتباكات بصدقية الحكومة، ما سيؤدي الى آثار سلبية على الانتخابات المقبلة المقررة نهاية السنة والتي سيسعى فيها الرئيس برويز مشرف الى اعادة انتخابه. في غضون ذلك، زار رئيس الوزراء شوكت عزيز مكاتب قناة"جيو"الاخبارية، أكبر مجموعة إعلامية في باكستان، وذلك غداة اقتحام الشرطة مكاتبها لمنع بثها لقطات عن الاحتجاجات. وأكد عزيز ان المسؤولين الامنيين الذين ألحقوا الأضرار بممتلكات قناة"جيو"سيحاسبون، علماً ان 14 من رجال الشرطة اوقفوا بعد اتهامهم بمهاجمة مبنى القناة. وكان الرئيس مشرف قال اول من أمس:"هذا تخريب لما ندافع عنه ونقوم به... القوة الرئيسة للاصلاحات التي اجريها، هي حرية الرأي ووسائل الاعلام". على صعيد آخر، أعلنت رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو انه لا بد من هزيمة حركة"طالبان"في باكستان و"الا ستقع البلاد تحت سيطرة المتطرفين، مثلما حدث في افغانستان قبل هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001". وحذرت بوتو التي تأمل العودة من المنفى وترشيح نفسها مجدداً لمنصب رئيس الوزراء في الانتخابات المقبلة من ان الازمة القضائية في باكستان قد تخرج عن السيطرة، مؤكدة اهمية اعادة الحكم المدني. وقالت ان"طالبان اقامت فعلياً دولة مصغرة في مناطق القبائل. وفي حال عدم وقف هذه القوى فستحاول السيطرة على باكستان كلها، وأعتقد بأن ذلك تهديد حقيقي، خصوصاً ان الرئيس مشرف لم يستطع قمع العناصر التي ما زالت متعاطفة مع طالبان في قوات الامن الباكستانية". وأيضاً، اتهمت بوتو الرئيس مشرف باستغلال وجود"طالبان"لإبقاء حكمه العسكري، الى ما بعد الانتخابات العامة. وتتفاوض بوتو على عودتها عبر طرف ثالث مع مشرف الذي اجاز قانوناً يحرمها من السعي الى الفوز بولاية ثالثة كرئيسة للوزراء، علماً انها تواجه ايضاً مزاعم بالكسب غير المشروع تقول انها ملفقة.