رد السودان بتحفظ على اعتذار تشادي رسمي عن اختراق قواتها الحدود واشتباكها مع فصيل من الجيش في منطقة فور برنقا الحدودية، ما أدى إلى مقتل وجرح 57 عسكرياً. وفي وقت يصل إلى الخرطوم السبت المقبل وزير الخارجية التشادي أحمد علامي في مسعى لاحتواء التوتر، وصل مسؤول الشؤون الأفريقية في الخارجية الليبية علي عبدالسلام التريكي إلى نجامينا أمس في وساطة جديدة تقودها طرابلس. وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية مطرف صديق في مؤتمر صحافي أمس، رداً على سؤال عن الاعتذار التشادي إن هناك"ضحايا وخراباً وأموالاً نهبت من مواطنين، ولا بد من معالجة هذه الأمور عبر الآليات الإقليمية كي لا يتكرر ما حدث". واعتبر أن الاعتداء"غير مفهموم وغير مبرر، والسودان يحتفظ بحقه القانوني في الرد عليه". وأشار إلى أن نجامينا سبق لها أن شكت من تدخلات سودانية"غير حقيقية"و"سنستغل حقنا القانوني في كل المؤسسات الدولية حتي لا يتكرر ذلك... هناك مؤسسات إقليمية لمعالجة مثل هذه الأمور". وفي السياق ذاته، قال السفير السوداني في تشاد عبدالله الشيخ ل"الحياة"خلال اتصال هاتفي أمس إنه تلقى اعتذاراً خلال لقاء جمعه وعلامي ليل الثلثاء. وأضاف أن الوزير التشادي طلب لقاءه وأبلغه بأن الهجوم التشادي الذي استهدف معسكراً للجيش السوداني في منطقة خور برنقة في ولاية غرب دارفور"غير مقصود"، وأن تشاد تأسف لوقوع ضحايا سودانيين. وأكد أنه نقل"هذه المستجدات في الموقف التشادي"إلى حكومته في حينها. وكشف أن علامي يعتزم التوجه إلى الخرطوم السبت المقبل على رأس وفد رفيع بتكليف من الرئيس التشادي إدريس ديبي، لشرح الأمر للمسؤولين السودانيين، لافتاً إلى أن قبول الاعتذار من عدمه"أصبح في يدي القيادة في الخرطوم". ونقل الشيخ عن الوزير تأكيده أن القوات التشادية كانت تتعقب متمردين في المنطقة الحدودية، وأن"الأمر كان مفاجأة بالنسبة إليها، عندما وجدت نفسها تطلق النار على الجيش السوداني"، مشيراً إلى أنها انسحبت فور علمها بأن المواجهة مع قوات سودانية وليست مع المتمردين. وأكد الشيخ أنه نقل إلى علامي احتفاظ بلاده بحق الرد على الهجوم الذي اعتبر"غير مبرر". وقال:"لقد كان الأمر مفاجئا لي عندما اعتذر الوزير". ولفت إلى أن علي التريكي وصل أمس إلى نجامينا في إطار جهود ديبلوماسية لاحتواء التوتر الجديد. ونقل عنه"ثقته الكبيرة"بالرئيسين السوداني عمر البشير والتشادي ديبي"لتدارك الموقف والعودة إلى السلام والحوار". من جهة أخرى، قال الناطق باسم المتمردين التشاديين البساطي صالح أمس إن تأكيدات نجامينا بأن قواتها كانت تتعقب متمردين من حركة"الوفاق الوطني التشادي"عندما توغلت في الأراضي السودانية"غير صحيحة". وأكد أن المتمردين"لم ينسحبوا في أي وقت إلى الجهة الأخرى من الحدود". على صعيد اخر، زار رئيس جنوب افريقيا ثابو امبيكي جوبا عاصمة جنوب السودان والتقى نائب الرئيس سلفاكير ميارديت بعدما التقى امس الرئيس البشير، في وقت اجلت الولاياتالمتحدة فرض عقوبات على السودان"لمنح الاممالمتحدة فرصة للتفاوض".