أعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي، أمس، بعد يوم من سحقه هجوماً للمتمردين على أبواب العاصمة نجامينا، قطع العلاقات الديبلوماسية مع السودان وإغلاق الحدود الطويلة مع جارته الشرقية. وتضامنت معه فوراً جارته جمهورية افريقيا الوسطى بإعلانها غلق حدودها مع السودان احتجاجاً على ما وصفته ب"عدوان"الخرطوم على تشاد، لكنها لم تصل الى حد قطع العلاقات. وفي حين أعلنت السطات التشادية انها هزمت المتمردين شر هزيمة وطردتهم الى داخل إقليم دارفور السوداني بعدما كبّدتهم 370 قتيلاً وأسرت أكثر من 160 منهم، أقر متمردو"الجبهة الموحدة للتغيير"بفشل هجومهم على نجامينا، لكنهم قالوا انهم نفّذوا"انسحاباً تكتيكياً"من العاصمة وما زالوا على بُعد 40 كلم منها. وحمّلوا الجيش الفرنسي مسؤولية فشلهم بعد الطلعات التي قامت بها الطائرات الحربية الفرنسية فوق أرتالهم المتجهة صوب نجامينا. وكررت السلطات السودانية نفيها، أمس، علاقتها بالمتمردين ضد ديبي. وقال جمال ابراهيم، الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية، إن بلاده ليست ضالعة في الشؤون الداخلية التشادية، وإن الحكم التشادي يواجه تمرداً لا دخل للسودان به. ووقف ديبي في نجامينا أمس الى جانب نحو 160 أسيراً و14 مركبة عسكرية، وقال ان قواته ألقت القبض عليهم اثناء صدها هجوم المتمردين. وأضاف:"لا يوجد تمرد ضد تشاد. انها الحكومة السودانية التي تسعى الى إشاعة عدم الاستقرار في تشاد". وهدد بأنه سيطرد 200 ألف من لاجئي دارفور في بلاده إذا لم يتوصل المجتمع الدولي الى حل لأزمة هذا الإقليم السوداني بحلول حزيران يونيو المقبل. وقال وزير الدفاع التشادي بشارة عيسى جاد الله، في تصريح الى إذاعة"فرنسا الدولية"أمس، ان الجيش التشادي أرغم"الجبهة الموحدة للتغيير"على التراجع الى داخل السودان بعد معارك دارت الخميس في مدينة ادريه شرق أسفرت عن سقوط 150 قتيلاً. أما بالنسبة الى هجوم المتمردين على العاصمة نجامينا الذي صده الجيش التشادي، فقال جاد الله:"وقع أكثر من 200 جريح وعدد من القتلى وأُسر 200 شخص وانتهى الأمر". وشدد على ان"المتمردين باتوا الآن في السودان". لكن وزير إدارة الأراضي التشادية محمد علي عبدالله قدّم رقماً أكبر لضحايا المعارك، إذ قال انها أسفرت عن سقوط 370 قتيلاً في صفوف المتمردين ونحو ثلاثين قتيلاً في صفوف الجيش. وأوضح ان نحو مئة من جنود الرئيس ديبي اصيبوا أيضاً بجروح في هذه المعارك وأُسر 287 متمرداً.