جدد الرئيس التشادي إدريس ديبي، أمس، حملته على الرئيس السوداني عمر البشير، متهماً إياه بدعم المتمردين الذين يشنون هجمات لإطاحة نظامه في نجامينا انطلاقاً من دارفور في غرب السودان. جاء ذلك في وقت بعثت ليبيا موفداً خاصاً الى الخرطوم آتياًً من نجامينا لاحتواء التوتر بين البلدين. وأفيد أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بعث موفداً خاصاً هو علي عبدالسلام التريكي الى الخرطوم مساء أمس آتياً من نجامينا حيث سعى الى تهدئة الأوضاع إثر إعلان الرئيس ديبي قطع العلاقات مع السودان الأسبوع الماضي. وقال وزير الخارجية السوداني لام أكول إن التريكي سلم رسالة الى الرئيس البشير تحمل تفاصيل مبادرة لاحتواء الوضع بين البلدين، علماً أن التريكي كان التقى أيضاً الرئيس ديبي. لكن أكول نفى وجود ترتيبات للقاء بين البشير وديبي. في غضون ذلك، أعلنت مصادر أميركية ان واشنطن أبلغت الخرطوم رسالة صريحة وحادة تحذرها من التدخل في الأوضاع في تشاد أو دعم المتمردين. وتقوم جهات أميركية بجمع معلومات عن إمكان أن تكون الخرطوم متورطة في الهجمات الأخيرة. وفي نجامينا أ ف ب، دان الرئيس إدريس ديبي في مؤتمر صحافي أمس"سياسة التغافل"التي ينتهجها الاتحاد الافريقي في النزاع القائم بين تشاد والسودان. وقال:"إنني آسف لانتهاج الاتحاد الافريقي سياسة التغافل"، موضحاً انه"يجب ان يدين الاتحاد عدوان نظام الخرطوم ... إدانة حازمة وواضحة وصريحة". وتابع:"إذا عجز اخواني عن قول الحقيقة للرئيس السوداني عمر البشير الذي هو خائن ومجرم ... فإن القارة الإفريقية ستواجه مرة أخرى وضعاً صعباً". واستقبل ديبي صباحاً موفد الاتحاد الافريقي عبدالقادر توريه الذي سلمه رسالة من رئيس مفوضية الاتحاد الفا عمر كوناري. من جانب آخر، أعلن ديبي ان الجيش التشادي يسيطر على"كامل أراضي"تشاد بعد الهزيمة التي مني بها الخميس متمردو"جبهة التغيير"ووعد بعودة"الهدوء"الى البلاد. وقال:"الوضع بات تحت السيطرة على كامل اراضي تشاد". كما أعلن ان المعارك التي دارت الخميس بين الجيش والمتمردين في نجامينا وادري شرق تشاد اوقعت اكثر من 70 قتيلاً في صفوف المدنيين. وتابع:"قُتل 60 مدنياً في نجامينا و10 في ادري"، مضيفا"لقد خسرنا نحو أربعين جندياً وضابطاً في حين أصيب 137 جندياً وضابطاً بجروح في مجمل العمليات العسكرية". وهاجمت"جبهة التغيير"في 9 نيسان ابريل بلدات عدة في تشاد، ووصلت الخميس الى مشارف نجامينا قبل ان يتمكن الجيش التشادي من صدها بعد معارك عنيفة. وكانت الرئاسة التشادية اتهمت مساء الاثنين السودان"بتجنيد شبان"في دارفور لامداد المتمردين بالعناصر تمهيداً لهجوم جديد على تشاد. وأضافت:"تمهيداً لهجمات برمجها السودان ضد تشاد، أرسلت تعزيزات بالأسلحة والمقاتلين الى الجنينة"عاصمة ولاية غرب دارفور على الحدود التشادية.