يتجه السودان إلى شن عمليات انتقامية ضد تشاد عقب مقتل 17 من جنوده في صدامات مع الجيش التشادي الذي كان يطارد معارضين لنظام الرئيس إدريس ديبي في داخل الأراضي السودانية. وأعلنت الأممالمتحدة أن أكثر من 400 تشادي قُتلوا في هجمات شنتها ميليشيات "الجنجاويد" داخل الأراضي التشادية في الأسابيع الماضية، مشيرة إلى "مقابر جماعية" دفن فيها القتلى. راجع ص 5 واستدعت وزارة الخارجية السودانية، أمس، القائم بالأعمال التشادي في الخرطوم وابلغته احتجاجاً شديد اللهجة على"ما أقدمت عليه الحكومة التشادية من اختراق حرمة الأراضي السودانية والدخول في اراضيها والاشتباك مع الجيش السوداني، مما أدى إلى مقتل ضابط و16 جندياً وإصابة 40 آخرين". وطلب وكيل الخارجية بالوكالة محجوب الباشا من القائم بالأعمال التشادي رداً خطياً من نجامينا، وأبلغه أن السودان يحتفظ بحق الرد على"الانتهاك الخطير"في الوقت والمكان الذي يحدده الجيش السوداني. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق للصحافيين عقب لقاء سفيري ليبيا واريتريا في الخرطوم مع وكيل الخارجية السودانية، عقب استدعاء القائم بالأعمال التشادي، ان وزارة الخارجية أبلغت السفيرين بموقف السودان مما قامت به تشاد. وتراقب لجنة اريترية - ليبية تنفيذ"اتفاق طرابلس"بين الخرطوم ونجامينا الذي يمنع أياً من الدولتين عن تقديم دعم لمعارضي الدولة الأخرى. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية في الخرطوم ل"الحياة"أن الجيش السوداني يحشد قواته على الحدود الغربية، ورجّحت انه يستعد لعملية انتقامية رداً على مقتل واصابة 57 من جنوده. وأشارت، في المقابل، إلى أن تشاد تستعد أيضاً لسحق المعارضة التشادية بعدما عززت قواتها في المنطقة الحدودية. وذكرت مصادر في الخرطوم أن الرئيس إدريس ديبي يرعى قادة متمردي دارفور الذين يشكلون"جبهة الخلاص الوطني"، لاستخدامهم في أي تسوية مع السودان، كما فعلت اريتريا في السابق مع متمردي"جبهة الشرق"في السودان. ورأت أن الخرطوم، في المقابل، فقدت حليفها زعيم المعارضة التشادية السابق محمد نور الذي وقّع اتفاقاً مع ديبي صار بموجبه وزيراً للدفاع. وجاء التوتر الجديد بين البلدين إثر هجوم ضخم شنّته 3 فصائل تشادية انطلاقاً من الأراضي السودانية ضد مدينة تشادية قريبة من الحدود المشتركة. وضد القوات التشادية هجوم المتمردين ولاحقتهم حتى داخل السودان حيث ثم الاصطدام بالجيش السوداني.