لم تنقض أيام على انتهاء قمة الخرطوم الافريقية التي أطلقت توقعات بجهود جديدة لرأب الصدع في العلاقات بين تشاد والسودان، حذرت الخرطوم جارتها نجامينا من"رد قاس"بعدما اتهمتها بالهجوم على بلدة حدودية، أمس، وطالبتها باحترام سيادتها. لكن زعيماً للمتمردين السودانيين في دارفور سارع الى تبني هجوم على قاعدة للجيش السوداني في ولاية غرب دارفور، مما أدى الى مقتل 78 جندياً. وقالت الحكومة السودانية ان منطقة منكلاي في جنوب غربي الجنينة غرب دارفور تعرضت أمس لقصف عنيف من داخل الأراضي التشادية. وطالب الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية السفير جمال محمد أحمد نجامينا باحترام سيادتها، محذراً من أن حكومته"لن تقف مكتوفة الأيدي"إزاء ما سماه ب"تجاوزات تشاد". غير ان وكالة"رويترز"نقلت عن خليل عبدالله، الزعيم السياسي ل"الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية"المتمردة في دارفور، قوله ان المتمردين هاجموا أمس قاعدة للجيش السوداني في بلدة ارم ياكوي الواقعة على مسافة نحو 30 كيلومتراً شمال غربي بلدة الجنينة الرئيسية في ولاية غرب دارفور، مما أسفر عن مقتل 78 جندياً. واتهم مسلحين تشاديين بالقتال الى جانب القوات المسلحة السودانية. وأعلن خليل أسر 17 جندياً في الهجوم، قائلاً ان جماعته فقدت قتيلين وخمسة جرحى. وأكد مصدر في الجيش السوداني وقوع هجوم على قاعدة للجيش في المنطقة، لكنه لم يذكر عدد القتلى. وقال ان الهجوم جاء من داخل الأراضي التشادية. وأضاف:"جاء الهجوم بغتة من داخل الاراضي التشادية وقمنا بالرد بالمثل باستخدام نيران المدفعية". وتصاعدت حدة التوتر خلال الشهور القليلة الماضية بعدما اتهمت تشاد السودان بإيواء متمردين تشاديين يحاولون اطاحة الرئيس ادريس ديبي. وتعمل الحركة الوطنية للاصلاح والتنمية في مناطق على الحدود التشادية - السودانية. والحدود التي تمتد لمسافة طويلة بين تشاد والسودان سهلة الاختراق، كما ان العديد من القبائل موزعة على الجانبين. وتولى الرئيس التشادي نفسه السلطة في تمرد شنه انطلاقاً من دارفور عام 1990. وقال خليل عبدالله ان المتمردين التشاديين بزعامة محمد نور قاتلوا الى جانب القوات المسلحة السودانية خلال الهجوم. وقال"لا نفهم السبب وراء ذلك. ليست لدينا أي مشكلات مع محمد نور". ويقود نور تحالف المسلحين التشاديين المسمى"الجبهة الموحدة للتغيير الديموقراطي". وهاجمت جماعته بلدة أدري الحدودية الشهر الماضي وتعمل على اطاحة ديبي.