كرر وزير البيئة الاسرائيلي جدعون عزرا الإعراب عن تأييده للإفراج عن أمين سر حركة"فتح"في الضفة الغربية النائب مروان البرغوثي المحكوم في إسرائيل بالسجن المؤبد خمس مرات بدعوى ضلوعه في عمليات قتل إسرائيليين. وقال إن ثمة توافقا في الرأي لدى الفلسطينيين بأن إطلاق البرغوثي سيعزز مكانة الرئيس محمود عباس أبو مازن،"وإذا كانت إسرائيل معنية حقاً بذلك، فلماذا لا نفرج عن البرغوثي؟". وجاءت تصريحات الوزير القطب في حزب"كديما"الحاكم، وزير الأمن الداخلي نائب رئيس جهاز الاستخبارات العامة شاباك سابقا، في حديث للإذاعة الإسرائيلية أمس غداة النقاش الذي دار بينه وبين نائب رئيس"شاباك"الحالي في جلسة الحكومة الأسبوعية قبل يومين عن إطلاق النائب المعتقل. وكان الوزير تساءل عن إمكان إطلاق أسرى فلسطينيين من ضمنهم البرغوثي ك"لفتة طيبة"تجاه عباس، فردّ عليه المسؤول الاستخباري بالقول إن البرغوثي ليس ب"الشخصية المعتدلة"المرتسمة في وسائل الإعلام. إلاّ أن عزرا الذي سبق أن فاجأ قبل شهرين بطرح قضية إطلاق البرغوثي على طاولة السجال العام في إسرائيل مخترقاً جدار الرفض الإسرائيلي الرسمي للفكرة، استغرب أمس تعنت الرافضين الإفراج عن البرغوثي المعتقل منذ خمس سنوات. وقال إن إسرائيل أطلقت عام 1985 في إطار ما عُرف ب"صفقة جبريل"نحو 1600 أسير فلسطيني،"عدد كبير منهم ارتكب جرائم أفظع من تلك المنسوبة الى البرغوثي". وأضاف أن إسرائيل أطلقت أيضا قبل سنوات الزعيم الروحي لحركة"حماس"الشيخ أحمد ياسين،"فلماذا لا تفرج عن البرغوثي؟". ورداً على ملاحظة المحاور بأن الإفراج عن ياسين تم في أعقاب ضغط أردني أعقب المحاولة الفاشلة لجهاز الاستخبارات الخارجية موساد في اغتيال الزعيم السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل في عمان قبل عشر سنوات، قال عزرا إن العلاقات مع السلطة الفلسطينية ليست أقل أهمية منها مع الأردن،"بل هي أحد أهم الأمور بالنسبة الى عموم الاسرائيليين، ما يستوجب فحصا معمقا لإمكانات الإفراج عن البرغوثي". وتابع ان بالامكان ايجاد"مخرج قضائي"يتيح الإفراج عن البرغوثي الذي دين في محمكة مدنية وليس عسكرية، في إشارة الى الإجراءت القانونية الكثيرة والمعقدة التي يتطلبها العفو عمن دانته محكمة مدنية. وزاد انه بناء على علاقاته السابقة مع البرغوثي ومعرفته بأفكاره، فإن الأخير"يحمل أجندة فيها الكثير من المنطق وتختلف جذرياً عن أجندة حماس". وقال:"نفتقد اليوم الى هذا المنطق، خصوصاً عندما نسمع تصريحات قادة حماس ومطالبهم". وأضاف ان مسؤولين فلسطينيين كبار"يحجون"الى البرغوثي في سجنه لاستشارته في كل صغيرة وكبيرة"ما يؤكد قدرات هذا الرجل وشعبيته الواسعة في أوساط الفلسطينيين وفي العالم العربي". وتابع ان مصير السلطة على المحك الآن وأنه يجدر بإسرائيل أن تدعم سلطة عباس"المدنية والعلمانية"في مواجهة"سلطة أصولية". وأردف انه اذا كانت إسرائيل"معنية حقا بضرب حماس"وإضعافها، فإن عليها أن تدلي بدلوها في مساعي القوى العلمانية الفلسطينية لمنع سيطرة الأصوليين على السلطة الفلسطينية،"وذلك عبر الإفراج عن أسرى بينهم البرغوثي". ورداً على سؤال عن احتمال أن يخيّب البرغوثي بعد الإفراج عنه أمله وأمل المؤيدين إطلاقه عبر تبني مواقف متطرفة، قال عزرا إن"بمقدور قوى الأمن الاسرائيلية معاودة اعتقاله متى تشاء". وكان نائب وزير الدفاع إفرايم سنيه قال قبل ثلاثة أسابيع ان"إسرائيل قد تعيد النظر في ملف البرغوثي في الوقت المناسب"، وأنها ستضطر إلى الإفراج عنه في الوقت المناسب"، وهو تصريح اعتبره مراقبون بمثابة إزالة لبنة اخرى في جدار الرفض.