تضاربت الأنباء في إسرائيل أمس في شأن فرص التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس" بوساطة مصرية تشمل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المخطوف في قطاع غزة غلعاد شاليت في مقابل إطلاق إسرائيل مئات الأسرى من الحركة، وسط جدل واسع في شأن معايير إطلاق الأسرى، خصوصا الذين دينوا بالمشاركة في هجمات عسكرية سفكت دماء إسرائيليين. وفيما أوحى انشغال الإعلام العبري بوتيرة غير مسبوقة بالجدل في شأن تعديل المعايير التي وضعتها الحكومة السابقة للإفراج عن أسرى"تلطخت أياديهم بالدماء"، بأن ثمة صفقة تتم بلورتها بوساطة مصر التي يزورها وزير الدفاع ايهود باراك غدا، أفادت صحيفة"هآرتس"ان رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت أبلغ عائلة شاليت أنه لم يطرأ أي تقدم في الاتصالات للإفراج عن ابنها"لكن الحكومة ستواصل بذل مساعيها للإفراج عن الجندي". وعقد"منتدى الوزراء لشؤون الأسرى"برئاسة النائب الأول لرئيس الحكومة حاييم رامون اجتماعاً تشاورياً مساء أمس لفحص إمكانات تخفيف شروط الإفراج عن أسرى ملطخة أياديهم بالدماء، ولينقل بالتالي توصياته إلى رئيس الحكومة. وأفادت مصادر صحافية أن اولمرت يريد من خلال هذا المنتدى الوزاري"عدم تحمل العبء لوحده"، ثم الالتفاف على موقف رئيس جهاز المخابرات العامة شاباك يوفال ديسكين الرافض إبداء أي مرونة أو إدخال تعديلات على معايير الإفراج عن الأسرى، ما حال قبل اشهر دون إتمام صفة لتبادل الأسرى بعد أن وافقت إسرائيل على إطلاق عشرات فقط من لائحة تضمنت مئات أسماء الأسرى قدمتها"حماس". ونقلت"هآرتس"عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إنه ينبغي على إسرائيل إبداء موقف براغماتي لتعزيز فرص الإفراج عن الجندي المخطوف، فيما روجت أوساط قريبة من رئيس الحكومة أن الجندي في صحة غير جيدة وأن أطالة أمد أسره قد تشكل خطراً على حياته. ورأت أوساط أمنية أن من شأن تهدئة عسكرية في قطاع غزة أن توفر أجواء أفضل للمفاوضات في شأن صفقة التبادل، لكن مسؤولين في المنطقة الجنوبية للقيادة العسكرية لا يزالون يؤيدون مواصلة العدوان العسكري على قطاع غزة بحجة أن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية ليس قادراً على بسط نفوذه على الذراع العسكرية للحركة بقيادة أحمد الجعبري،"وحتى الآن ليس أكيداً أن الجعبري معني بوقف النار". وأفادت"يديعوت احرونوت"أن تعديل المعايير للإفراج عن الأسرى سيتيح إطلاق أسرى"ملطخة أياديهم وليس بقتلهم"، أو من كان لهم"دور هامشي"في هجمات مسلحة. وأضافت أن المستوى السياسي لا يعتزم إطلاق أسرى دينوا بالضلوع في عمليات تفجيرية كبيرة داخل إسرائيل، كما انه لا ينوي إطلاق أمين سر"فتح"في الضفة الغربية مروان البرغوثي الذي حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن خمسة مؤبدات. ويأتي هذا الموقف على رغم تأييد وزيري البنى التحتية والبيئة بنيامين بن اليعيزر وجدعون عزرا إطلاق البرغوثي بداعي أن من شأن ذلك أن يعزز مكانة"فتح"، وان للأخير كل الفرص ليصبح زعيماً للفلسطينيين في المستقبل. وانضم إليهما أمس نائب وزير الدفاع ماتان فلنائي الذي علل موقفه في حديث للإذاعة العامة أمس بأن يدي البرغوثي غير ملطختين بالدم، فضلاً عن أنه قيادي بارز في حركة"فتح". ويبدو أن ثمة أغلبية في الحكومة تدعم تخفيف شروط الإفراج عن أسرى فلسطينيين في مقابل الإفراج عن شاليت. في المقابل، خرج أقطاب اليمين داخل الحكومة وخارجها في حملة ضد الحكومة واتهموها بالإذعان إلى شروط"حماس"، ما من شأنه أن يشجع المسلحين الفلسطينيين على ارتكاب"أعمال إرهابية"ضد الإسرائيليين لعلمهم أنهم سيخرجون من السجن بعد فترة قصيرة، كما قال النائب المتشدد بيني ايلون. لكن زعيم حركة"شاس"الدينية المتشددة نائب رئيس الحكومة ايلي يشاي فاجأ الجميع بموافقته على تعديل المعايير"فقط في صفقة الإفراج عن شاليت، لا بشكل عام".