قدم الرئيس بشار الاسد خلال لقائه رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية في دمشق امس دعماً غير محدود لجهود تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والصمود وكسر الحصار الدولي. وافاد بيان رسمي سوري انه تم التشديد، خلال اللقاء، على"الدعم الكامل للشعب الفلسطيني وتطلعاته في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة اللاجئين، وضرورة بذل جهود لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، كما جرى تأكيد ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في هذه الظروف الحساسة". راجع ص 5 في غضون ذلك، سجل تطور لافت في الموقف الاسرائيلي الرسمي من قضية اطلاق امين سر حركة"فتح"في الضفة الغربية النائب المعتقل مروان البرغوثي، اذ دعا وزير البيئة جدعون عزرا علناً الى الافراج عنه، على ان يكون ذلك في اطار اتفاق يسمح بعودة الجندي الاسير غلعاد شاليت وتعزيز الهدنة ودعم حركة"فتح"ومكانة الرئيس محمود عباس ابو مازن. ويشكل هذا التصريح كوة جدية في جدار الرفض الاسرائيلي الرسمي لخطوة كهذه، كما يكتسب أهمية كونه صادرا عن نائب سابق لجهاز المخابرات العامة شاباك، وأحد أقطاب حزب"كديما"الحاكم. كما انه اول تصريح من هذا النوع يصدر عن وزير. ورغم بيان الحكومة قبل يومين الذي نفى نية اسرائيل اطلاق البرغوثي المحكوم بالسجن المؤبد 5 مرات، بدعوى ضلوعه في عمليات قتل اسرائيليين، لا يستبعد ان يكون تصريح عزرا بالون اختباراً لموقف الشارع الاسرائيلي، او ان يكون صدر بإيعاز من رئيس الحكومة. وكان لافتاً ان عزرا هو من بادر الى الحديث مع محاورته في الاذاعة عن احتمال الافراج عن البرغوثي حين قال انه يتحتم على اسرائيل العمل على انتشال"فتح"اذا ما أرادت تدعيم مكانة"ابو مازن". واضاف انه اذا تبين لاسرائيل ان البرغوثي قادر على تحقيق التفاهمات التي يرغب"ابو مازن"في تحقيقها لكنه عاجز عن ذلك بمفرده"فإنني لن أعارض الافراج عن أسرى حتى ممن تلطخت أياديهم بالدم، وبينهم البرغوثي، لكن لقاء تعهد واضح من السلطة بوقف تهريب السلاح في معبر فيلادلفي واقتلاع الارهاب من جذوره". يذكر ان عزرا كان من اكثر الوزراء معارضة، حين كان وزيرا للأمن الداخلي في حكومة آرييل شارون، للافراج عن أسرى"تلطخت اياديهم بالدماء". وكان سفراء اوروبيون نقلوا عن النائب اليميني المتشدد رؤوبين ريبلين ليكود انه في حال انتخب رئيسا، فإنه لن يقف في طريق قرار حكومي بالعفو عن البرغوثي. وكان النواب العرب في الكنيست نقلوا عن اولمرت موقفاً مماثلاً حين التقاهم طالبا منهم دعم ترشيحه لمنصب رئيس الحكومة. واضافوا ان النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز الذي يتنافس على الرئاسة، يتبنى موقفا مماثلا.