سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دافع عن برنامج اسرائيل النووي وقال انها "لا تريد تدمير جيرانها ولا تدعم الإرهاب". غيتس يشجب سياسة ايران ل "زعزعة الاستقرار" في المنطقة ويحض دول الخليج على إقامة نظام للإنذار المبكر من الصواريخ
شجب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس امس "سياسة زعزعة الاستقرار" التي تمارسها ايران والتهديد الذي تشكله بالنسبة الى الولاياتالمتحدة ودول الخليج، وتمنى انشاء"مظلة"مضادة للصواريخ و"نظام للإنذار المبكر"في المنطقة. ثم دافع عن برنامج اسرائيل النووي قائلاً:"انها لا تريد تدمير جيرانها وهي لا تهدد استقرار دول المنطقة ولا تدعم الارهاب"، ما اثار ضحك المسؤولين العرب الذين كانوا يشاركون مع غيتس في"منتدى حوار المنامة الأمني"في البحرين، الذي نظمه معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن، وقاطعته طهران. وقال غيتس في خطابه:"ان سياسة ايران تقضي بزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى"كما ان"سياستها الخارجية الرامية الى زعزعة الاستقرار تشكل تهديداً لمصالح الولاياتالمتحدة، ومصالح كل دولة في الشرق الاوسط وكل الدول الواقعة على مدى الصواريخ البالستية التي تطورها ايران". واتهم الوزير الاميركي ايران"بتمويل ميليشات في العراق وتدريبها"و"نشر الاسلحة والتقنيات القاتلة في العراق وافغانستان"، وكذلك"بدعم منظمات ارهابية كحزب الله وحركة حماس"، في لبنان والاراضي الفلسطينية، و"بتطوير صواريخ بالستية ليست مفيدة بشكل خاص الا عند تزويدها بأسلحة دمار شامل". وجاء كلام غيتس بعد ايام من نشر تقرير استخباراتي اميركي جاء فيه ان ايران اوقفت العام 2003 برنامجاً سرياً لحيازة القنبلة الذرية، وانها اقل تصميما اليوم على الحصول عليها. وأدت هذه الخلاصات الى إضعاف الهجوم الذي تشنه الادارة الاميركية بهدف اقرار عقوبات جديدة على طهران. وكرر غيتس ما قاله الرئيس جورج بوش، بان الخطر لا يزال قائماً وان مواصلة الضغوط على طهران لضمان ألا تصنع سلاحاً نووياً ما زالت ضرورية. وقال"ينبغي ان يشغل هذا الموضوع بال كل حكومة في العالم". وشجع وزير الدفاع دول الخليج على العمل معاً لتحسين امن المنطقة، ورأى ان هذا التعاون"ضرورة مطلقة". ودعا بشكل خاص الى"جهود متعددة الاطراف لتطوير انظمة اقليمية للدفاع الصاروخي تشكل مظلة حماية ودفاع"في المنطقة، في مواجهة التهديد الايراني. وحض دول المنطقة على التعاون عن كثب في أنشطتها الدفاعية لمواجهة سياسات طهران ودرس اقامة نظام مشترك للانذار المبكر لرصد أي اطلاق للصوريخ، قائلاً أن ذلك قد"يردع ايران ويحول دون متابعتها صناعة مثل هذه الاسلحة". وتتزامن دعوة غيتس مع ابلاغ وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون الكونغرس نيتها بيع اسلحة وعتاد عسكري بقيمة تتجاوز 10 بلايين دولار الى دول في المنطقة. ومن المعتقد بشكل كبير أن اسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة لكنها ترفض تأكيد أو نفي ذلك. وتحاشت واشنطن منذ فترة طويلة الضغط على اسرائيل لكي تعلن قدراتها. ولم يذكر غيتس في خطاب مدروس بعناية الاسلحة أو الترسانة النووية الاسرائيلية، لكنه رد على تساؤلات بخصوص"برنامجها النووي"ما اعطاه الفرصة لرفض أي ايحاءات بأنه أكد ضمنياً وجود مثل هذه الاسلحة في اسرائيل. ورفض الوزير الاميركي المزاعم بأن الولاياتالمتحدة تكيل بمكيالين في ما يتعلق بالقضية النووية بمساندة اسرائيل مع مطالبة ايران في الوقت نفسه بالتخلي عن أنشطتها لتخصيب اليورانيوم التي تقول طهران ان أهدافها"سلمية". وقال:"اسرائيل لا تدرب ارهابيين لتدمير جيرانها... ولم تشحن أسلحة الى مكان مثل العراق لقتل آلاف المدنيين الابرياء سراً"وهي لم تهدد بتدمير أي من جيرانها ولا تحاول زعزعة استقرار حكومة لبنان". واستطرد"ومن ثم أعتقد أن هناك اختلافاً واضحاً في ما يتعلق بتاريخ وتصرفات الحكومتين الايرانية والاسرائيلية". وقبل عام أغضب غيتس الاسرائيليين أثناء الادلاء بشهادته أمام الكونغرس عندما ضم اسرائيل الى قائمة الدول التي تملك أسلحة نووية والمحيطة بإيران لتفسير السبب الذي ربما دفع طهران للسعي لامتلاك القدرة على تصنيع قنبلة نووية. ولم يناقش هذا الامر علناً منذ ذلك الوقت. وقال غيتس أمام المنتدى"التقويم الاخير لاجهزة استخباراتنا يوضح أن ايران تبقي خياراتها مفتوحة وقد تستأنف برنامجها للتسلح النووي في أي وقت، وأود أن أضيف اذا لم تكن فعلت ذلك بالفعل". واضاف:"على رغم أن التقويم لا يقول ذلك الا أنه ليست هناك عوائق أمام استئناف ايران لبرنامجها للتسلح النووي باستثناء المجتمع الدولي". وكان غيتس تفقد القوات الاميركية في أفغانستانوالعراق حيث أبلغه قادة الدولتين أن ايران"ما زالت تقدم الدعم للمسلحين". وتنفي ايران الاتهامات الاميركية بأنها تسلح وتدرب وتمول الميليشيات الشيعية في العراق وتلقي باللوم في العنف في العراق على الغزو بقيادة الولاياتالمتحدة للعراق لاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين. ويقوّم الجيش الاميركي حالياً قدرات ايران على تعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز وهو ممر شحن لنحو 40 في المئة من كل شحنات النفط العالمية. وكانت طهران أشارت الى أن ميليشياتها قد تكون قادرة على تعطيل ممرات شحن النفط الاستراتيجية في الخليج اذا تعرضت لهجوم من الولاياتالمتحدة. من جهة ثانية دعا غيتس دول الخليج الى دعم العراق، محذراً من ان اي فشل في تصحيح الاوضاع في هذا البلد"ستكون له عواقب وخيمة"على المنطقة كلها. وقال:"ان عديد القوات الاميركية سيخفض اعتبارا من الشهر الجاري في العراق وان هذا الواقع يحمل مخاطر وفرصاً للمنطقة برمتها". وشدد على ان"دول الشرق الاوسط ستخسر الكثير اذا غرق العراق في الفوضى، وستربح الكثير من عراق آمن، مستقر ومزدهر". واكد غيتس"ستؤدي الفوضى في العراق الى عواقب وخيمة على امن وازدهار كل دولة في الشرق الاوسط والخليج"مذكراً بان الانجازات التي احرزت في العراق"حقيقية لكنها هشة". واضاف:"اطلب منكم ممارسة تأثيركم على العراقيين لتشجيعهم على انجاز اهدافهم وايفاء وعودهم. كما اطلب ان تساعدوهم بشتى الوسائل الممكنة"، واقترح مكافحة التطرف وتقديم الدعم الاقتصادي والديبلوماسي لبغداد. وأنهى غيتس خطابه بالتهديد قائلاً:"لا يستخف احد بقدرات الولاياتالمتحدة... ان دولاً تعتقد بأن الولاياتالمتحدة تواجه تحديات في الداخل والخارج لكن ذلك لا يخرج عن كونه سوء تقدير"، مشيراً الى"ان المانيا النازية واليابان الامبريالية وايطاليا الفاشية والاتحاد السوفياتي دفعت كلها ثمن العداء للولايات المتحدة".