عكست التغطية المتواضعة في وسائل الإعلام العبرية لزيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ولقاءاتها أركان الحكومة، مستوى الاهتمام الإسرائيلي المتدني بلقاء أنابوليس المتوقع الشهر المقبل. وغاب الموضوع عن عناوين كبرى الصحف، اذ لخصت"يديعوت أحرونوت"تصريحات رايس واجتماعاتها في القدسالمحتلة في مئتي كلمة في ذيل الصفحة الرابعة، بينما اعتبرت"معاريف"مهمتها التوفيق بين الإسرائيليين والفلسطينيين"مستحيلة"، في حين أفادت"هآرتس"أن رايس قالت لرئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت إنه ليس في نيتها أن تفرض على إسرائيل"أي شيء لا تقبل به"، في إشارة إلى المفاوضات التمهيدية الجارية للمؤتمر. وتابعت"هآرتس"أن السلطة الفلسطينية باتت تخشى أن تحاول رايس في لقاءاتها كبار المسؤولين في رام الله إقناعهم بأنه ليس ممكناً تضمين البيان الختامي للمؤتمر الدولي جدولاً زمنياً خشية أن يؤدي ذلك، إضافة إلى طرح القضايا الجوهرية للصراع، إلى إسقاط حكومة اولمرت. ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الخارجية الأميركية قوله إنه في أعقاب اللقاءات التي جمعت رايس بكبار المسؤولين في الدولة العبرية، وإزاء البون الشاسع في المواقف بين الإسرائيليين والفلسطينيين"قد تنشأ الحاجة إلى إرجاء لقاء أنابوليس المتوقع في الشهر المقبل". ووفقاً للمصدر، فإن التحضيرات للمؤتمر تستوجب المزيد من الوقت،"ما من شأنه أن يرجئ موعد المؤتمر"، مضيفاً أن التوصل إلى تفاهمات قبل انعقاد المؤتمر يستدعي جهداً ديبلوماسياً أميركياً كبيراً"لأننا بصدد مسائل صعبة للغاية". واعتبرت"معاريف"مهمة رايس"مستحيلة"، في اشارة الى التوفيق بين المواقف المتشددة التي يطرحها الفلسطينيون ومطالبتهم ببيان تفصيلي يسبق انعقاد المؤتمر وبين تهديدات اولمرت بتفكيك ائتلافه الحكومي في حال مورست عليه ضغوط. وزادت ان هناك في واشنطن من ينتقد رايس على تسرعها في الإعلان عن المؤتمر الدولي قبل أن تحصل على موافقة الطرفين على بيان جدي،"وستتصبب عرقاً كي تعود إلى واشنطن مع بوادر لوثيقة مشتركة". من جهتها، نقلت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أنه إلى جانب"ارتياح"إسرائيل لإعلان رايس أنها لن تمارس ضغطاً عليها، فإن أوساطاً سياسية إسرائيلية غدت تتساءل عن"الثمن"الذي ستدفعه الدولة العبرية في حال فشل المؤتمر في أنابوليس، متوقعة أن يدفع الفشل برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن نحو استئناف الحوار مع حركة"حماس"، ما يعني بالنسبة الى إسرائيل"تقصير الطريق إلى موجة أخرى من العنف". إلى ذلك، قالت رايس في حديث للقناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي إن"القضايا الجوهرية"في الصراع ستكون في مركز مداولات مؤتمر أنابوليس، نافيةً أن تكون هناك قنوات سرية للتحضير للمؤتمر. وأضافت أنه يجب بلوغ نقطة يتم فيها تحديد أسس المفاوضات،"وعندما تتضح الأمور سيكون في وسعنا توجيه دعوات للمشاركة في المؤتمر".