تشكو الممثلة السورية ليلى سمور من آلية العمل المتبعة في الوسط الدرامي السوري، فهي ترى أن "العدالة غائبة"عن مسألة توزيع الأدوار، ذلك أن "بعض الفنانين يجدون فرصاً كثيرة إذ يظهرون في أعمال عدة، وخصوصاً في الدورات الرمضانية، بينما بعضهم الآخر يعاني من قلة الفرص على رغم عدم افتقاره الى الموهبة". ولا يشعر هذا الوضع بعض الفنانين بالغبن فحسب، بل يقلل أيضاً، بحسب سمور، من أهمية الدراما السورية"التي يفترض أن تتنوع فيها الأدوار والشخصيات والمواضيع، لا أن تقتصر على وجوه محددة، ومواضيع مكررة". وتتحدث سمور عن مشاركتها، قبل سنوات، في برنامج"سي بي ام"الكوميدي، بكثير من التقدير"كانت فرصة مهمة أن اعمل مع مجموعة فنية ظريفة، وقد حقق لي هذا البرنامج الذي عرضته محطة"إم بي سي"الواسعة الانتشار، شهرة واسعة، وأظهر قدرتي على تجسيد الأدوار الكوميدية". وترى أن الدراما السورية لم تستثمر هذا الجانب الكوميدي في شخصيتها، ولا تعلم السبب الذي دفع القائمين على البرنامج المذكور الى الاستغناء عنها. أدوار مفبركة وتتهم سمور، المتخرجة من المعهد العالي للفنون المسرحية، الإعلام السوري بالتقصير في تسليط الضوء على الفنان، كما تؤكد أن الممثلة السورية تتعرض للضغوط والابتزاز، ما يحجم دورها، بخلاف الممثل السوري الذي تتاح له فرص أوسع. وعلى رغم أنها حققت حضوراً محبباً عبر مجموعة من الأعمال مثل"خلف القضبان"،"باب الحارة"وپ"أسياد المال"، تلاحظ سمور أن جيل الوسط الذي تنتمي إليه"أُبعد قليلاً عن الساحة الدرامية". وهي إذ تجهل الأسباب الحقيقية وراء ذلك، توضح:"لا انتمي إلى شلة، ولا اتمتع بديبلوماسية أو خبرة في العلاقات العامة". وتشير إلى أن كثرة من الفنانين تفتقد الفرص نتيجة فشلها في عقد صداقات مع المخرجين وأصحاب شركات الإنتاج. وتعتبر ان مساحة الظهور في العمل ليست مهمة بالنسبة لها،"فمهما كان الدور ضئيلاً، ومساحة الظهور فيه قليلة، أنا على استعداد لأن أجسده شرط أن يكون للدور تأثير في بنية العمل، بمعنى أن حذفه يحدث خللاً في المسلسل". وهي هنا تلمح إلى أن الكثير من الأدوار تكون"مفبركة"، وإزالتها لا تؤثر كثيراً على بنية العمل وعلى خطوطه الدرامية الرئيسة، ذلك أن كاتب السيناريو، الذي تعاقد مع الشركة المنتجة على كتابة ثلاثين حلقة، يضطر، غالباً، إلى الإطالة والإقحام والثرثرة، وإضافة شخصيات ثانوية كي يحقق ما هو مطلوب منه. ابتزاز وفي مسألة الأجور ترى سمور أن الفنان السوري لا يحصل على ما يوزاي الجهد المبذول، وهو، قياساً إلى أجور الفنانين في دول أخرى، لا يحصل إلا على القليل باستثناء قلة قليلة، والسبب في ذلك، بحسب اعتقادها،"هي شركات الإنتاج التي تبتز الفنان ولا تقدره التقدير المطلوب"، فهذا الفنان أثبت جدارة بدليل السمعة الطيبة التي نالتها الدراما السورية في مختلف البلاد العربية، ومن هنا استعانت حتى الدراما المصرية التي تتمتع بإمكانيات فنية وتمثيلية هائلة، بالممثلين السوريين، كما جرى مع جمال سليمان الذي أدى دوراً ناجحاً ولافتاً في مسلسل"حدائق الشيطان"، وهناك أخبار عن مشاركات لممثلين سوريين آخرين في الدراما المصرية. وهي في هذا السياق تعبر عن إعجابها ببعض الفنانين السوريين مثل منى واصف، بسام كوسا، قصي خولي، سمر سامي وسامية جزائري... وترفض سمور الخوض في ظاهرة الفنانات المصريات المحجبات:"هذا شأن شخصي، ولا يحق لي مناقشة وجهات نظر هؤلاء الفنانات". وتطمح إلى تجسيد دور صحافية كي تبرز معاناتها وكيف استطاعت أن تتغلب على المصاعب وتحقق النجاح والشهرة. وتختتم حديثها الى"الحياة"بفرضية:"لو امتلكت، يوماً ما، شركة إنتاج، لعملت على تكريس مبدأ العمل الجماعي، فالدراما لا تنجح إلا على أساس تكاتف جهود جميع العاملين فيها، ابتداء من العامل الذي يصنع القهوة والشاي وصولاً إلى البطل والمخرج". وهي ترى ان نجاح أعمال مثل"زيزينيا"وپ"ليالي الحلمية"جاء نتيجة الاعتماد على الجهد الجماعي، ذلك أن"النظرة الفردية، وفرض الرأي الواحد، والاحتكار لا ينتج منها سوى الفشل".