يبدو أن السبات الذي تقع فيه الدراما اللبنانية منذ سنوات، دفع بعض الممثلات اللبنانيات إلى الدراما العربية، سواء المصرية أو السورية. وعلى رغم تطور الدراما اللبنانية في السنتين الماضيتين، إلا أنها ما زالت تعاني الكثير من المشكلات في التسويق، إضافةً إلى المشكلات التقنية والمادية. ويسعى المخرجون والمنتجون السوريون إلى استقطاب العديد من الممثلات اللبنانيات لتجسيد أدوار رئيسة، نظراً إلى تشابه المجتمعين اللبناني والسوري. وتعود مشاركة الممثلة اللبنانية في الدراما السورية إلى زمن بعيد، أيام الأبيض والأسود. وكانت البداية مع مسلسل «حمام الهنا» الذي جمع نهاد قلعي (حسني البورزان) ودريد لحام (غوار الطوشة). ولم يفكر المخرج أو المنتج السوري يوماً بأنه يستقطب الممثلات اللبنانيات لاستغلال جمالهن وتسويق العمل في الفضائيات على هذا الأساس. كما أنّهن لا يقمن بأدوار ثانوية. بل على العكس تماماً، يلعبن أدوار بطولة كما هي الحال مع الفنانة رولا سعد التي ستطل على الجمهور العربي من خلال بطولتها الدرامية الأولى في المسلسل الكوميدي «صايعين ضايعين» للمخرج صفوان نعمو. رولا كانت أيضاً بطلة إحدى حلقات مسلسل «الفصول الأربعة» الذي عرُض قبل أكثر من عشر سنوات. يومها، لم يكن دورها ثانوياً، لا سيما أنّها عملت مع المخرج حاتم علي. ومن بين الممثلات اللبنانيات اللواتي حققن نجاحاً لافتاً في الدراما السورية ملكة جمال لبنان السابقة نادين نجيم التي شاركت في العديد من الأعمال السورية، منها «رجال الحسم» مع المخرج نجدت أنزور، والمسلسل البدوي «أبواب الغيم» مع المخرج حاتم علي. وها هي اليوم تلعب بطولة «الانفجار» مع المخرج أسامة الحمد، إلى جانب باسم ياخور. ويتناول المسلسل قيام إرهابيين بتفجير عبوة ناسفة في باص يقل عدداً من الناس من دمشق إلى حلب. ويعرض لنجيم حالياً مسلسل «مطلوب رجال» الذي أشرف على إخراجه حاتم علي. أما ورد الخال التي تُعتبر الممثلة «المدللة» في المسلسلات السورية، فتغيب هذا العام بعدما شاركت في العديد من الأعمال السورية في السنوات الماضية من بينها «أبواب الغيم» الذي قدمته العام الماضي بإدارة المخرج حاتم علي. كما أنّ دورها في مسلسل «أسمهان» حقّق لها حضوراً لافتاً في أوساط الجمهور السوري. ومن بين الممثلات اللواتي شاركن في المسلسلات السورية، المغنية اللبنانية مايا نصري التي لعبت دور البطولة في مسلسل «رجال الحسم» مع المخرج نجدت أنزور، والممثلة دارين حمزة التي شاركت في بطولة «الدوامة» قبل سنتين، إضافةً إلى «ذاكرة الجسد» الذي عرض في الموسم الفائت. كما أنّ الجمهور السوري تعرف إلى كارمن لبس عندما أدّت دور طبيبة في مسلسل «أيام الغضب» مع باسل الخطيب قبل أكثر من 15 عاماً، إضافة إلى مسلسل «عصر الجنون» مع قصي خولي. أما اللبنانية ماغي بو غصن، فتعتبر الأكثر حظاً في الدراما السورية، باعتبارها شاركت في أكثر من خمسة مسلسلات. حتى أنّ الجمهور خالها سورية في بداية مشوارها. ومن أعمالها مسلسل «الخوالي» مع بسام كوسا، و «حمام القيشاني» بجزأيه الرابع والخامس، و «أسرار المدينة» مع المخرج هشام شربتجي. وها هي بو غصن تقف مجدداً أمام كاميرته في مسلسل «آخر خبر» الذي سيعرض في رمضان المقبل. كما أنّ الممثلة والمذيعة كاتيا كعدي شاركت في الموسم الفائت من خلال مسلسل «يا صديقي» مع المخرج عمار رضوان. أما نادين الراسي فتعتبر الممثلة اللبنانية الوحيدة التي لم تشارك في أي مسلسل سوري. ويبدو أنّها فضّلت الدراما المصرية التي شاركت فيها من خلال «كلام نسوان». ويبقى أن نشير إلى أنّ الدراما السورية ساهمت في شهرة الممثلات اللبنانيات عند الجمهور السوري والعربي أيضاً. كما أنّ هناك عدداً كبيراً من الممثلين اللبنانيين الرجال شاركوا في الدراما السورية ومنهم بيار داغر، وأحمد الزين، وباسم مغنية، وعمار شلق، ومجدي مشموشي وغيرهم.