أشادت ميرس كول، نائب مدير مهرجان"دراك ماجيك"لسينما المرأة في برشلونة بأسبانيا، ب"التفوق الكبير الذي تحققه السينما الفلسطينية عالمياً"، مشددة على ضرورة دعم"هذه السينما التي تعمل في ظروف معقدة، وغاية في الصعوبة"، كاشفة عن أن الدورة المقبلة لمهرجان"دراك ماجيك"ستخصص من ضمن فعالياتها عروضاً لأفلام المخرجات الفلسطينيات. في حين أكدت ماريان بهالورتا، مديرة صندوق هوبيرت بالز في مهرجان روتردام السينمائي الدولي، على أن نجاح أفلام مثل"الجنة الآن"لهاني أبو أسعد، الذي حصل على جائزة"الغولدن غلوب"، وترشح للأوسكار و"يد إلهية"لإيليا سليمان، الذي حصل على جوائز عدة، أهمها جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي يساهم في شكل كبير في انتشار السينما الفلسطينية عالمياً، ويمهد الطريق أمام عدد من المخرجين والمخرجات الفلسطينيين للانتشار، خصوصاً مع وجود عدد لا بأس به من مبدعين يملكون مقومات النجاح في الأراضي الفلسطينية. وعبرت بهالورتا، في ورشة عمل في رام الله، ضمن فعاليات مهرجان"شاشات"الثاني لسينما المرأة في فلسطين، عن"فخرها"بدعم صندوق هوبيرت بالز لفيلم"يد إلهية"، مؤكدة أن النجاح الذي حققه الفيلم عالمياً، أكد أن"قرار الدعم كان صائباً ومدروساً، وأكد لنا أهمية دعم السينمائيين الفلسطينيين، بخاصة ممن يملكون أعمالاً سينمائية، بما تحمله الكلمة من معان". وكشفت بهالورتا، أنها لمست العديد من المشاكل لدى صانعي وصانعات الأفلام في فلسطين، على رأسها صعوبة الحصول على تمويل للإنتاج، بخاصة مع ما تعيشه السينما الفلسطينية من عزلة، على مستويات مختلفة، لا تنحصر في عدم قدرة الكثيرين من صناع هذه السينما على السفر والمشاركة في المهرجانات العالمية، فحسب، بل في"صعوبة التواصل مع السينما العالمية أيضاً". وعن زيارتها للأراضي الفلسطينية، أشارت بهالورتا إلى رغبتها والقائمين على الصندوق، في التعرف على المشاريع السينمائية الفلسطينية الجديدة، وعلى"أصحاب العديد من المشاريع التي قدمت لنا من مخرجين ومخرجات من فلسطين، عبر البريد الالكتروني أو الفاكس"، مشيرة إلى أن تعرفها على هذه المشاريع عن قرب، قد يتيح فرصة كبيرة لإنتاج بعضها عبر الصندوق، أو المشاركة في الإنتاج، خصوصاً إذا ما كانت أفلاماً روائية، وتتطلب موازنات كبيرة. ألا لا يجهلن... وتشير بهالورتا إلى أن إمكانات التميز السينمائي موجودة في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في الأفلام التسجيلية، التي حقق الفلسطينيون عبرها، وعلى مدار عقدين ماضيين، إنجازات كبيرة، وقفزات غاية في الأهمية. من جهتها تحدثت كول، في محاضرة بجامعة بيرزيت حول السينما الإسبانية، ثم ورشة عمل في مقر مؤسسة شاشات، على هامش مهرجانها الثاني، عن"جهل واضح لدى القائمين على مجمل المهرجانات السينمائية العالمية، بدور المرأة في صناعة السينما، ككاتبة، أو مخرجة، أو منتجة، أو ربما تجاهل"، مشددة على ضرورة العمل على"إبراز هذا الدور عبر مهرجانات متخصصة في السينما النسوية، ليس كونها سينما خارجة عن المألوف، أو موضة، أو استثناء، وليس عبر التركيز على صورة المرأة الضحية، بل من باب تسليط الضوء أكثر على دور النساء في صناعة السينما، كما في مهرجان"دراك ماجيك"في برشلونة، و"شاشات"في فلسطين، وغيرها من المهرجانات العالمية المتخصصة بالمرأة وقضاياها كموضوع، أو بها كصانعة أفلام". وتحدثت كول عن صورة المرأة في السينما الهوليوودية، لافتة إلى أنها في مجملها"صورة غير حقيقية"، مشيرة إلى ضرورة"إدراك المرأة لطبيعة هذه الصورة"، وعلى رغم أن إدراك هذه الصورة يختلف باختلاف الخلفية الاجتماعية، والثقافية، وحتى الجغرافية،"إلا أن ثمة قوالب واضحة تتعاطى بها مجمل الأفلام الأميركية مع المرأة، ولا تخرج في مجملها عن النظرة الذكورية"، مشيرة إلى أن ما ينطبق على السينما الأميركية لا ينطبق بالضرورة على غيرها،"وإن كانت النظرة الذكورية هي السمة السائدة لطبيعة الصورة التي تظهر عليها المرأة في السينما عالمياً". ولا ترى كول أن وجود المرأة في موقع الكاتبة، أو المخرجة، أو المنتجة، شرطاً أساسياً للخروج من هذه السيطرة الذكورية، إن جاز التعبير، فهي سيطرة لأفكار أبوية بالأساس يعاني منها الذكر والأنثى، لكن زيادة حجم العاملات في السينما من النساء، بالضرورة سيؤثر باتجاه التعاطي مع الأمور بزوايا مختلفة، وإن كان بعض الذكور يحملون مثل هذه الزوايا، وإن كانت حساسية الكاميرا قد تختلف بعض الشيء هنا. وترفض كول التعاطي مع"المرأة كضحية في شكل دائم"، مع أنها تقر أنه الخط السائد في معظم الإنتاجات السينمائية على مستوى العالم، محذرة من الإفراط بالتفاؤل كمحاولة للخروج من الصورة القاتمة التي تصور المرأة كضحية على الدوام،"فالتفاؤل قد يبعدنا عن الواقع في الكثير من الأحيان". وإذ وجد عدد من المخرجات الفلسطينيات لورش العمل هذه أهمية كبيرة، تقول المخرجة ديمة أبو غوش:"وجود كول وبهالورتا بيننا في"شاشات"، إنجاز بحد ذاته، والمهم أننا استفدنا الكثير من خبرتهما، وأعتقد أن أفلامنا المقبلة قد تلاقي دعماً أفضل من سابقيها، عبر مهرجان شاشات، وضيوفه".