بدأ تلفزيون فلسطين، وعبر عدد من برامجه، العمل على ترويج السينما الفلسطينية ورموزها الراحلين والمعاصرين، سواء من خلال عرض عدد من الأفلام، أو عبر برنامجي «هؤلاء أسلافي» و«حكاية فيلم» للمخرجة الفلسطينية غادة الطيراوي. عن هذه الخطوة يقول المدير العام للبرامج في تلفزيون فلسطين عماد الأصفر: «استذكر تلفزيون فلسطين أخيراً عدداً من رواد السينما الفلسطينية الراحلين، ضمن برنامج «هؤلاء أسلافي» الذي يقدم معلومات عن روادفلسطينيين في مختلف المجالات. على رأس هؤلاء المخرج السينمائي الراحل مصطفى أبو علي، مؤسس سينما الثورة الفلسطينية وجماعة السينما الفلسطينية عام 1973 في بيروت، وإبراهيم ناصر وعمر المختار، المصوران اللذان استشهدا خلال تغطية العدوان الإسرائيلي على لبنان، وهاني جوهرية الذي وثق بكاميراته أهم مفاصل الحكاية الفلسطينية، ومنها صور نزوح الفلسطينيين عبر نهر الأردن، عقب «نكسة» عام 1967، وكان من بين مؤسسي وحدة السينما التابعة لحركة فتح، واستشهد خلال تصويره معارك الفدائيين الفلسطينيين في لبنان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي. وكذلك سلافة جاد الله، أول سينمائية فلسطينية حملت الكاميرا، وأصيبت في أحداث «أيلول الأسود» المؤسفة، ورحلت قبل أعوام قليلة، وتحمل اسمها جائزة مهرجان شاشات السينمائي الدولي لسينما المرأة، وتنظمه مؤسسة شاشات في عدد من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية». ومن بين الذين تناول برنامج «هؤلاء أسلافي» سيرتهم، الراحل إبراهيم سرحان الذي صور أول فيلم سينمائي فلسطيني عام 1935، عن زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود لفلسطين، وكان في استقباله المفتي أمين الحسيني. ويقول الأصفر: «ما لا يعلمه كثيرون أن سرحان هجر بعد نكبة 1948 إلى مخيم شاتيلا في لبنان، حيث قضى فترة الحرب الأهلية اللبنانية، وهو معدوم الحال، اذ تشير المراجع إلى أنه لم يخرج في جنازته، ولأسباب مجهولة، سوى زوجة ابنه وحفيدته». كما يتطرق البرنامج الى الأخوين لاما، وتعود أصولهما إلى منطقة بيت جالا، حيث أسسا أول شركة إنتاج مصرية في الإسكندرية في عشرينات القرن العشرين، ويعتبران مؤسسي السينما المصرية، وفق عدد من المراجع الدولية». وأضاف الأصفر: «اهتمام تلفزيون فلسطين بإبراز رموز السينما الفلسطينية الراحلين، واكبه اهتمام مواز برموزها المعاصرين، وذلك عبر برنامج «حكاية فيلم» الذي تقدمه المخرجة غادة الطيراوي، ويستضيف لعشرين دقيقة مخرجاً أو مخرجة يتحدث فيها عن ظروف إنتاج فيلم من أفلامه، يعرض مساء كل خميس، فور الانتهاء من «الدردشة» حوله». فكرة البرنامج تقوم على نقل تفاصيل لا يعرفها المشاهد عن الأفلام المنوي عرضها، وهو ما يمكن وصفه ب «ما وراء الكواليس»، كما تشتمل على الأسباب التي دفعت المخرج أو المخرجة إلى الانحياز نحو فكرة الفيلم، ومن ثم إنجازه، ومراحله، والصعوبات المرافقة له، وهذا من شأنه أن يوفر للمشاهد خلفية عن صناعة الأفلام الفلسطينية بالمجمل، وصناعة كل فيلم على حدة، من حيث ظروف إنتاج الفيلم، ومدى تأثيرها في صانعه. وتقول الطيراوي: «راوي «حكاية» الفيلم ليس بالضرورة أن يكون مخرجه، فقد يكون المنتج، أو أحد الممثلين، أو ربما الكاتب، مع اقتصار الرواية على شخص واحد يشكل أحد أعمدة الفيلم. الهدف من وراء البرنامج توعوي بالدرجة الأولى، حول وجود صناعة سينمائية في فلسطين أولاً، ومن ثم تطل أهمية هذه الأفلام، إضافة إلى أنه يتيح للمشاهدين التعرف الى السينما الفلسطينية، عبر عرض أفلام مهمة بموضوعها، أو بطابعها السينمائي، وطريقة صنعها، أو حكايتها. إضافة إلى أنه يتيح للمخرجين الفلسطينيين كذلك فرصة عرض أفلامهم أمام جمهور أوسع ليس في فلسطين، بل في العالم». وتضيف الطيراوي: «البرنامج يقوم على حوار في عشرين دقيقة مع أحد عناصر الفيلم حول فكرته وتصويره وإنتاجه وبنائه وماذا يعني له وماذا تعني له السينما بالمجمل... فهذه التفاصيل الصغيرة تضيف معاني إضافية لما يمكن أن يخرج به المشاهد من الفيلم عند عرضه».