توقعت جمعيات يهودية بريطانية أن يكون وزير الخزانة غوردون براون، المرشح الأقوى لخلافة توني بلير على زعامة حزب"العمال"، صديقاً كبيراً وقوياً لإسرائيل عندما يتولى منصب رئيس الوزراء. وأشارت الى أن براون"سيصغي ويتعاطف"مع إسرائيل على نحو قوي، مثله في ذلك مثل بلير. جاء ذلك ضمن دراسة واسعة قامت بها صحيفة الطائفة اليهودية في بريطانيا"ذي جويش كرونيكل"في عددها الأخير، فقالت إن براون ساهم في أعمال جمعيات يهودية خيرية، وبكتابة مقدمة لكتيب عن"العمل الاجتماعي"للطائفة يوزع على المعابد اليهودية للطائفة لمناسبة عيد قومي يهودي. وفي هذا المقال، تحدث براون عن اعجابه الدائم بمدى اتساع وقوة المبادرات التي تطلقها الطائفة اليهودية في بريطانيا. وأكدت المطبوعة اليهودية ايضاً أن براون يعتبر صديقاً شخصياً للحاخام الأكبر في بريطانيا السير جونثان ساكس الذي من المتوقع أن يكتب مقدمة كتاب ينشر قريبا ويضم مجموعة من الخطب التي كان براون ألقاها. وكان براون يتحدث دائماً عن تأثير والده الراحل الذي كان قساً في كنيسة اسكتلندا بالنسبة الى الاعجاب باسرائيل والصداقة معها. وقال إن والده كان دائم الزيارة لإسرائيل. ولهذا، فإن منظمة خيرية خاصة ب"المحرقة"اليهودية ستقيم حفلة تكريم خاصة لبراون للاشادة ب"التزامه"بضرورة تعريف الأجيال الشابة بما جرى في المحرقة على أيدي النازية. وكان براون قدم تبرعاً بمبلغ 1.5 مليون جنيه من الحكومة البريطانية الى هذه المنظمة من أجل أن تعمل على تنظيم رحلات مجانية دورية للطلاب الى المعسكر النازي السابق في"اوشفيتز"في بولندا خلال فترة الحرب العالمية الثانية. ويرتبط براون ايضاً بأحد كبار رجال الأعمال الذي قدم تبرعات سخية لحزب"العمال"، وهو السير رونالد كوهين، علما أن براون كان زار العام الماضي إسرائيل والضفة الغربية، وعقد بعدها مؤتمرا مهما في لندن حضره وزيرا المال الفلسطيني والإسرائيلي وبحث في سبل التغلب على المصاعب الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية بهدف المساهمة في إقرار السلام في المنطقة. وتحدثت الصحيفة الى عدد من كبار أصدقاء إسرائيل في بريطانيا، فأكدوا أن براون سيكون مؤيداً وداعماً كبيراً لإسرائيل، لكن على نحو عملي. وقال اللورد جانير، وهو من أشد أنصار إسرائيل، إنه يعرف فعلا والد براون الذي"كان موالياً لإسرائيل، وكذلك لليهود على نحو فاعل". وأعرب عن اعتقاده بأن براون سيكون مثل والده في هذا الشأن. وطمأن اللورد جانير الطائفة اليهودية قائلاً:"إنه لا ينبغي عليها أن تقلق إذا ما تولى براون الحكم". إلا أن الصحيفة أوضحت أن رئيس الاتحاد الصهيوني ايريك مونمان أبدى قدراً من التحفظ، قائلاً إنه يتوقع أن يكون براون أكثر نقداً لإسرائيل من بلير"لأن عقله يتحكم في قلبه"على عكس بلير المعروف بولائه المطلق لإسرائيل، وهو يفخر بذلك فعلاً كما حدث أثناء الحرب في لبنان.