أقر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأنه"داعم قوي جداً جداً للجالية اليهودية في بريطانيا ولاسرائيل وسيظل على هذا الموقف دائماً". وجاءت تصرحيات بلير في حديث أجرته معه صحيفة"جويش كرونيكل"اليهودية ونشرته في صفحتها الأولى امس بعنوان"بلير يطمئن الجالية اليهودية"، وذلك قبل بضعة اسابيع من الانتخابات البرلمانية في بريطانيا المتوقعة في 5 ايار مايو المقبل. ويسعى بلير الذي كان ينتمي قبل توليه رئاسة الوزراء الى"جمعية أصدقاء اسرائيل"في حزب العمال البريطاني، من خلال هذا الحديث الى كسب ود الجالية اليهودية وازالة أي مخاوف لديها بعدما كانت اتهامات وجهت الى العمال بأنهم معادون للسامية. كما جاء ذلك بعد نشر ملصقات دعائية تصور زعيم حزب المحافظين المعارض مايكل هوارد، ووزير الخزانة في حكومة الظل المحافظة أوليفر ليتون وهما يهوديان على أنهما"خنازير طائرة"، فيما اعتبر بمثابة"معاداة للسامية"على حد قول أوساط الجالية اليهودية القوية النفوذ مالياً وسياسياً في بريطانيا. واكد بلير في حديثه انه سيوجه هجومه خلال الحملة الانتخابية على الجوانب السياسية لخصمه زعيم المحافظين، لكنه لن يقحم"مطلقاً"مسألة أصول هوارد اليهودية. وعلق رئيس الوزراء ايضاً على الحملة المثارة ضد عمدة لندن كين ليفنغستون بعد اتهامه هو الآخر بمعاداة السامية وإهانة صحافي يهودي بريطاني في هذا الشأن، فقال انه"ينبغي على العمدة ان يعتذر. وفي الحقيقة انه يريد ان يفعل ذلك". ودافع بلير عن موقفه الشخصي ازاء الملصقات التي اعتبرت معادية للسامية، قائلاً انه"لم يشاهدها شخصياً، ولم يقصد منها توجيه أي اهانة الى أي عضو في الجالية اليهودية، وانه قد تم سحبها بعد اعتراضات عليها". ومرة اخرى، نفى بشدة ان تكون حملة حزب العمال الانتخابية مركزة على لفت الأنظار الى أصول هوارد اليهودية، خصوصاً خلال المنافسة الشديدة مع حزب الأحرار الديموقراطيين لكسب دعم الجالية المسلمة التي يقدر عدد أفرادها بنحو 1.6 مليون شخص. وأشار الى ان حكومته اقامت احتفالاً خاصاً في ذكر المحرقة اليهودية للتنديد بالإبادة التي مارسها النازيون ضد اليهود، واكد ايضاً ان حكومته تراعي الحساسية البالغة ازاء أوجه القلق الخاصة بالجالية اليهودية. وقال:"اننا مؤيدون بشكل راسخ لاسرائيل ومدافعون بقوة عن الجالية اليهودية، ونعادي بشكل حازم أي نوع من أنواع العنصرية". يذكر ان مبعوث بلير للسلام في الشرق الأوسط اللورد ليفي هو من أصول يهودية ايضاً وهو صديق شخصي له ويلعب دوراً رئيسياً في جمع التبرعات لمصلحة حزب العمال الحاكم.