سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البشير يطلب من "الحركة الشعبية" الكف عن اتهام حزبه بعرقلة السلام ... وأحكام على عسكريين في دارفور . الأمم المتحدة وجهاز الأمن السوداني يبحثان في تهديدات "القاعدة"
كشف مسؤول دولي في الخرطوم، أمس، أن بعثة الأممالمتحدة في السودان تُجري اتصالات مع قيادة جهاز الأمن السوداني في شأن تهديدات تنظيم"القاعدة"الذي يتزعمه أسامة بن لادن بنقل نشاطه إلى إقليم دارفور المضطرب في غرب البلاد، مؤكداً أن"الأممالمتحدة تأخذ هذه التهديدات مأخذ الجد"، فيما طالب الرئيس عمر البشير شركاءه في السلطة من قيادات"الحركة الشعبية لتحرير السودان"بالكف عن المعارك الإعلامية والصحافية واتهام حزبه بالتلكؤ في تنفيذ اتفاق السلام والانتقال الى معركة التنمية والإعمار في جنوب البلاد. واتهم مبعوث الأممالمتحدة إلى السودان يان برونك في مؤتمر صحافي في مقر البعثة الأممية في الخرطوم أمس، شركات النفط الأجنبية والسودانية العاملة في جنوب البلاد باستخدام ميليشيات عسكرية لحماية منشآتها النفطية، وقال ان تلك الميليشيات منعت النازحين من العودة الى مناطقهم الأصلية التي تقع قرب حقول النفط. وانتقد من سمّاهم"لوردات الحرب في جنوب السودان"من زعماء الميليشيات الجنوبية التي لم تنضم الى القوات الحكومية أو"الجيش الشعبي لتحرير السودان"بحسب اتفاق السلام الذي وقّع أوائل العام الماضي، واعتبر ذلك خرقاً للاتفاق. وذكر أن الاوضاع في دارفور هادئة نسبياً، ورأى ان المواجهات تحولت من صراع بين القوات الحكومية والمتمردين الى عمليات بين"حركة تحرير السودان"التي وقّعت اتفاق سلام مع الحكومة في ايار مايو الماضي وبين الفصائل الرافضة الاتفاق، إلى جانب الصراع القبلي في جنوب الإقليم الذي أوقع عشرات الضحايا أخيراً، لافتاً إلى أن"اتفاق أبوجا لا يزال حياً ولم يمت". وفي السياق ذاته، أعلن رئيس الجهاز القضائي في ولاية شمال دارفور معتصم محمد الجاك محاكمة 216 عسكرياً وصدور أحكام تتراوح ما بين الإعدام والمؤبد والسجن بمدد متفاوتة في الولاية منذ العام 2004 وحتى الشهر الجاري في شأن قضايا تتصل بانتهاكات وقعت هناك. ونقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية أمس عن الجاك أن المحكمة الخاصة في الفاشر فصلت في قضايا ضمت 27 عسكرياً، إضافة إلى 7 عسكريين حوكموا أمام محكمة الفاشر الجنائية وفي محافظات أخرى، موضحاً أن محكمة كبكابية الجنائية حاكمت 36 عسكرياً ومحكمة كتم الجنائية 95 عسكرياً ومحكمة مليط 5 عسكريين ومحكمة اللعيت جار النبي عسكرياً واحداً، فيما لم تحاكم محكمة مدينة أم كدادة أي عسكري. إلى ذلك، طالب الرئيس البشير شركاءه في السلطة من قيادات"الحركة الشعبية"بالكف عن المعارك الإعلامية والصحافية واتهام حزبه بالتلكؤ في تنفيذ اتفاق السلام والانتقال الى معركة التنمية والإعمار في جنوب البلاد. ودعا البشير في لقاء مفتوح نظمه اتحاد المرأة أمس الأجهزة الأمنية الى العمل لانهاء مظاهر الحرب التي لا تزال مستمرة، ووقف عمليات خطف واعتقال ومحاكمة مواطنين من قبل ميليشيات ومسلحين، مؤكداً أن الأوضاع في دارفور تتجه الى الأفضل إذ لم تقع مواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين منذ توقيع اتفاق أبوجا. لكنه أقر بوجود احتكاكات، مشيراً إلى أن عمليات نزع السلاح في الإقليم ستبدأ قريباً. وأضاف البشير ان حكومته لن تسلم دارفور الى قوات أممية وسيظل صدرها مفتوحاً لانضمام حملة السلاح في دارفور الى السلام، متهماً جهات لم يسمها بالعمل ضد السلام والتنمية. وتابع محذراً:"الداير السلام أهلاً به لكن الداير شبر من أرضنا نقول له جرّب لحس كوعك". ونصح حاملي السلاح في دارفور باستجابة نداء السلام لأن الحرب ليست في مصلحة الإقليم وأهله.