أعلن مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي أمس، اعتقال المتورطين الرئيسيين في تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء في 22 شباط فبراير الماضي، واغتيال مراسلة قناة"العربية"الفضائية الزميلة أطوار بهجت. وقال الربيعي خلال مؤتمر صحافي إن قوات الأمن العراقية اعتقلت أحد أعضاء تنظيم"التوحيد والجهاد"وهو تونسي الجنسية يدعى يسري ناجي التريكي، ويُلقب ب"أبي قدامة التونسي". وأوضح أن"أبا قدامة يعتبر أحد المسؤولين الرئيسيين عن تفجير مرقدي الامامين العسكري والهادي في سامراء واغتيال مراسلة قناة"العربية"الاخبارية أطوار بهجت بعد يوم من التفجير، بعدما تلقى أوامر من رئيسه المدعو هيثم البدري الذي خطف بنفسه أطوار وقتلها لاحقاً". وأضاف أن عملية تفجير مرقدي الامامين نفذتها احدى خلايا القاعدة بقيادة البدري ومساعدة"أبي قدامة"التونسي وعراقيين اثنين وأربعة سعوديين، لافتاً الى أن الخلية دهمت مرقد الامامين واحتجزت الحراس ثم فخخت المرقدين وفجرتهما. وزاد أن التونسي كان مسؤولاً عن عمليات تفخيخ داخل العراق. وكشف مستشار الأمن القومي أن"أبا قدامة التونسي"اعتقل أخيراً في منطقة الضلوعية شمال بغداد، في عملية قُتل فيها 15 مقاتلاً أجنبياً كانوا يحاولون مهاجمة حاجز أمني، مؤكداً أن التونسي أُصيب بجروح بالغة اثناء مشاركته في هذا الهجوم وأُسر، قبل أن يعترف بالمشاركة في تفجير مرقدي الامامين الشيعيين في سامراء. ودخل المعتقل التونسي العراق في تشرين الثاني نوفمبر عام 2003، واعتقل قبل أيام، في حين لا تزال القوات الامنية تلاحق البدري لاعتقاله، بحسب الربيعي. وكشف هذا المسؤول العراقي عن هوية البدري، قائلاً إنه"هيثم -صباح البدري وكانت له علاقات سابقة بالنظام العراقي البائد، ثم بعد ذلك بتنظيم أنصار السنة، قبل أن ينتمي الى تنظيم القاعدة في العراق". وعرض صوراً للبدري، مطالباً العراقيين بتقديم أي معلومات تساعد في اعتقاله واصفاً اياه بأنه"ارهابي خطير". وأكد المدير العام في وزارة الامن الوطني اللواء رياض الشمري ل"الحياة"اعتقال"أبي قدامة"التونسي في ضواحي محافظة صلاح الدين، بعد معلومات استخباراتية وردت من تلك المناطق. وأوضح أن مدن الضلوعية والعظيم والقرى السبع الواقعة ضمن منطقة حمرين، تشهد نشاطاً ملحوظاً لتنظيمات القاعدة وحزب البعث"المنحل"، مشيراً الى وجود تحالف بين الطرفين. وأكد أن المعلومات الاستخباراتية تشير الى أن عزت ابراهيم الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة"المنحل"ونائب رئيس الجمهورية العراقي السابق، يقود تنظيمات البعث في تلك المنطقة ويتنقل حالياً بين مدن الحويجة والدور وتكريت. وزاد أن سبعة تنظيمات هي"الرايات السود"و"كتائب ثورة العشرين"و"أنصار السنة"و"الطائفة المنصورة"وحزب"العودة"و"الجيش الاسلامي"و"جيش محمد"تُحكم سيطرتها على تلك المناطق، مشيراً الى أن"غالبية عناصرها من البعثيين ومنتسبي الاجهزة الامنية المنحلة". وأكد أن جميع هذه التنظيمات مخترقة استخباراتياً، إلا أن القيود المفروضة على حركة القوى الامنية التنفيذية كونها متعددة المفاصل، تحول دون الوصول الى الهدف قبل إفلاته. وأكد وجود ثلاثة فصائل من هذه التنظيمات تفاوض حالياً مع المعنيين بالعملية السياسية، وخصوصاً بعد نشوب خلافات عميقة بينها وبين تنظيمات"القاعدة"التي انتهجت الفكر التكفيري. وأشار الشمري الى أن الاعترافات الأولية لأعضاء خلية"أبي قدامة"التونسي تشير الى أن هيثم البدري المعروف بين أهالي سامراء ب"هيثم السبع"متورط في شكل مباشر في تفجيرات سامراء في 22 شباط فبراير الماضي. كما أفادت هذه الاعترافات أن البدري تولى بنفسه تنفيذ عملية خطف مراسلة قناة"العربية"أطوار بهجت واغتيالها بعد مرور ساعات فقط على تفجيرات سامراء. وذكر الشمري أن الاعترافات تكشف كذلك عن ضلوع البدري ومجموعته في"قتل وذبح"أكثر من 60 مدنياً بينهم كثير من النساء، علاوة على طفلين"ذبحهما بيده وألقى جثتيهما في النهر". ولفت الى أن البدري المتحدر من سامراء، ضابط سابق في أحد الاجهزة الامنية المنحلة، في نهاية الثلاثينات من عمره. وختم الشمري بالقول إن"أبا قدامة"التونسي والبدري، وعدداً من ضباط جهاز الاستخبارات العراقي السابق الذين تلقوا تدريباً خاصاً عالي المستوى في مجال صنع المتفجرات، نفذوا عملية تفجير المرقدين العسكريين في سامراء، بغية اشعال فتنة مذهبية.