بغداد - أ ف ب، رويترز - أعلنت سلطات الأمن العراقية اعتقال ثلاثة اطفال ينتمون الى منظمة «اشبال تنظيم القاعدة» و6 من «الارهابيين» الذين يقومون بتجنيدهم، إضافة الى اعتقال الشخص الذي قتل مراسلة قناة «العربية» اطوار بهجت في شباط (فبراير) 2006، وكشفت ان «قوات مكافحة الارهاب» لعبت دوراً في كشف مخبأ زعيم تنظيم «القاعدة» السابق ابو مصعب الزرقاوي وقتله في حزيران (يونيو) 2006. وأوضح الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان «قيادة عمليات الكرخ تمكنت في 26 تموز (يوليو) الماضي من اعتقال 3 ارهابيين ينتمون الى اشبال القاعدة في بغداد و6 إرهابيين يقومون بتجنيدهم». وأضاف ان «تنظيم القاعدة بعد ان فقد اساليبه القديمة بدأ يركز على تجنيد الاطفال والنساء العازبات والمطلقات وغير المتعلمين». وأكد ان «الاطفال كانوا ينفذون عمليات لقاء مئة الف دينار (ثمانون دولاراً) لقاء العملية الواحدة، وليس لقاء ايمان بفكرهم انما بسبب العوز». وعرضت خلال مؤتمر صحافي اعترافات احد الاطفال ويدعى احمد عبد الله (مواليد 1992) الذي قال انه نفذ 3 عمليات جميعها عبوات ناسفة في اليرموك والعامرية ضد الجيش العراقي. وأوضح عطا ان الاطفال ينقلون عبواتهم بواسطة الدراجات النارية لأنها وسيلة لا يتم تفتيشها وفحصها من جانب عناصر الجيش ويمكنها السير على جميع الطرق الضيقة غير المحمية. وأكد عطا ان «هذا الاسلوب بات مكشوفاً لقوات الامن». وخلال الاعترافات اكد المتهم عبد الله الذي يسكن حي الخضراء (غرب بغداد) انه تلقى تدريبات على تفجير العبوات والسيارات المفخخة في غابات الموصل، وفي الدورة (جنوب) والغزالية (غرب) في بغداد. وكانت السلطات العراقية اعلنت في نهاية نيسان (ابريل) الماضي اعتقال مجموعة مشابهة في كركوك تطلق على نفسها تنظيم «طيور الجنة» مرتبطة ب «القاعدة». الى ذلك، قال اللواء عطا ان «قوات الشرطة الوطنية في الدورة اعتقلت المدعو ياسر محمد الطاخي المتهم الرئيسي في قتل اطوار بهجت مراسلة قناة العربية». وأضاف ان «عملية الاعتقال تمت بناء على معلومات استخباراتية دقيقة واعترف في شكل واضح بتفاصيل القتل» وبأنه تمكن من «اغتصابها مرة واحدة». وأكد ان «الطاخي هو الذي نفذ قتلها باعترافه، مؤكداً اعتقال اثنين من اشقائه». وأعرب عطا عن امله «بعدالة القضاء العراقي لمحاسبة الذين يرفعون شعار الإسلام زوراً وبهتاناً بينما هم يرتكبون أخطر المحرمات». وعرض عطا شريطاً للتحقيقات الأولية مع الطاخي الذي قال فيه انه ينتمي الى «جيش محمد». وكشف الطاخي ان غيث العباسي زعيم المجموعة المباشر طلب منهم تنفيذ هذه المهمة التي رافقه فيها شقيقه محمود وغزوان والسائق نعمان. وروى كيف أوقف سيارة الصحافيين على الطريق العام قرب سامراء والطلبه منهم الترجل من السيارة، ثم اقتيادهم لمسافة 800 متر على جانب الطريق، ثم اغتصاب الصحافية بهجت تحت تهديد السلاح، وقتل الصحافيين الثلاثة قائلاً: «اطلق محمود وغزوان النار على المصور والمهندس بسلاح ال «بي كي سي» وأطلقت انا النار على اطوار بالرأس والعنق والصدر». ووفقاً للناطق باسم قيادة عمليات بغداد ان «جيش محمد» يدعمه حارث الضاري، الامين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق. وكانت اطوار بهجت قتلت بعد خطفها مع اثنين من زملائها هما المصور عدنان عبدالله ومهندس الصوت خالد محسن اثناء محاولتهم دخول سامراء بعد تفجير القبة الذهبية للامامين العسكريين في شباط 2006. وكانت السلطات العراقية أعلنت في حزيران (يونيو) 2006 ان هيثم السبع، أحد قياديي «القاعدة» في سامراء، هو المسؤول عن مقتل بهجت. وقال الطاخي انه انتقل بعد عملية قتل بهجت الى تنظيم «القاعدة» موضحاً خلال اعترافاته انه اعتقل مرتين من جانب الجيش الاميركي، وقال القوات الاميركية افرجت عنه في 2005، وثم اعتقل مرة اخرى في نهاية 2006 واطلق سراحه في آذار (مارس) 2007. في غضون ذلك، قال قائد عمليات «قوات مكافحة الارهاب» اللواء فاضل البرواري في مؤتمر صحافي ان «قواتنا كان لها الدور في كشف مخبأ ابو مصعب الزرقاوي والوصول اليه وقتله» في حزيران 2006. وأوضح «بعد ان اعتقلنا ابو حفصة (احد مساعدي الزرقاوي) ساعدتنا اعترافاته بالحصول على آخر ارقام الهواتف النقالة التي يستعملها الزرقاوي». وتابع «من خلالها تمكنا من كشف موقع الزرقاوي». وقتل الزرقاوي وخمسة مسلحين آخرين بعد ان القت طائرات اميركية قنبلتين زنة كل منهما حوالى 250 كليوغراماً على مخبئه في مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق) في حزيران 2006. على صعيد آخر، أصدرت محكمة أحداث ديالى حكماً بالسجن سبعة أعوام ونصف العام على الفتاة رانيا ابراهيم التي القي القبض عليها مرتدية حزاماً ناسفاً قبل شن هجوم انتحاري في محافظة ديالى (شمال شرقي العراق) في آب (أغسطس) 2008. وألقي القبض على رانيا ابراهيم، التي كانت تبلغ من العمر حينئذ 15 عاماً في آب 2008 في ديالى. وكان مسؤولون عراقيون وأميركيون وصفوا رانيا بأنها انتحارية «رغماً عنها» كما قالت الفتاة عن نفسها في مقابلة تلفزيونية.