انتقد ائمة المساجد في خطب الجمعة سير المفاوضات التي تجريها القوائم السياسية لتشكيل الحكومة العراقية، وطالبوا بانهاء معاناة الشعب العراقي والالتفات الى المصلحة العامة وناشدوا الجميع التعاون لقيادة البلاد. وطالب بعضهم بأن تكون"محاربة الارهاب"اولى مهمات الحكومة المقبلة، فيما شبه خطيب سني ممارسات وزارة الداخلية بأعمال ارييل شارون في فلسطين. ففي مدينة كربلاء 100 كلم جنوببغداد انتقد الشيخ احمد الصافي، ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة، سعي القوائم السياسية وراء المقاعد الوزارية، محذراً من"ان توجه القوائم على الوزارات سيربك العطاء على الشعب العراقي ويجعل القوائم تسقط امام الشعب". واكد الصافي ان"الوزارة يجب ان تكون عراقية لتخدم جميع العراقيين... ولا يعني كونها تتبع لقائمة معينة بأن تكون مقفلة لها"، ودعا الوزراء الى"العمل انطلاقاً من مبدأ الخدمة العامة". وشدد الصافي على ضرورة التعامل بحزم مع الفساد الاداري المنتشر في الدوائر الرسمية مثلما يتم التعامل مع الحرب، مطالباً الدولة"باقصاء كل خائن يحاول ان يوظف اموال الشعب لخدمة مصالحه الخاصة". وارجع اسباب ظاهرة الفساد الاداري في العراق الى اعوان النظام السابق، وشبّه"المفسدين بالبعثيين الذين كانوا يسرقون اموال الشعب"، معرباً عن امله بأن تقوم الحكومة الجديدة بالقضاء على الفساد. اما الشيخ احمد حسين طه، عضو"هيئة علماء المسلمين"خطيب الجمعة في مسجد الامام ابي حنيفة النعمان شمال بغداد فقد اعتبر ان"من المستحيل ان تعود للبلاد سيرتها الاولى بوجود من يهمهم هذه الوزارة او تلك". واعتبر ان الساعين وراء المناصب الوزارية"لا ينقون الاجواء السياسية ولا يحققون انسجاما وتآخياً"بين العراقيين، وطالب ب"ابعاد كل الوجوه السياسية الحالية والاتيان بسياسيين يهتمون بمصلحة البلاد ولا تحوم حولهم الشبهات كما هو الحال مع السياسيين الموجودين في الساحة". واتهم طه الحكومة بقيادة حملة تطهير ضد المدائن 40 كلم شرق بغداد ولفت الى ان"شرطة الداخلية بدأت حملات واسعة لتطهير المدينة من سكانها السنة بهدف تعميق مبررات الخلاف بين اهالي المدينة، الى جانب حرق مساحات واسعة من الاراضي الزراعية في المنطقة"مشبهاً الاعمال التي تقوم بها بالاعمال التي قام بها ارييل شارون في فلسطين. وتساءل عن نتائج التحقيق في ظاهرة"فرق الموت"التي"استخدمتها القوات الاميركية وسيلة لتأجيج الاوضاع الامنية في البلاد واشعال فتيل الحرب الاهلية وايجاد مبررات كافية لبقائها في العراق". من جانبه، اعرب الشيخ محمود مهدي الصميدعي، عضو"هيئة علماء المسلمين"من مسجد ام القرى غرب بغداد، عن امله بأن"يتفق اعضاء الحكومة العراقية الجديدة ليحكموا كي تسود العدالة والامان في العراق". ودعا الى"الابتعاد عن المصالح الفئوية والفردية والاهتمام بالمصلحة العامة للشعب العراقي وعدم الاستئثار بالحكم، وتعيين مؤهلين وأكفياء لتسلم الوزارات". وطالب الصميدعي ب"العمل بجدية لانهاء قضية التهجير القسري التي طاولت آلاف العائلات العراقية". وفي النجف 160 كلم جنوببغداد دعا رجل الدين الشيعي صدر الدين القبانجي في خطبة الجمعة الحكومة العراقية الجديدة الى اعطاء الاولوية لمحاربة الارهاب وعدم التراجع عن قرار اجتثاث البعث. وقال القبانجي، المقرب من"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم في خطبته ان"اولى مهمات الحكومة الجديدة تفعيل اجتثاث البعث وتصفية الارهاب"، مشددا على انه"لن تتم تصفية الارهاب الا عبر اجتثاث البعث". ودان القبانجي خطف الديبلوماسي الاماراتي ناجي راشد النعيمي في بغداد، واعتبر ان"الهدف هو ضرب النجاح الذي حققته السياسة العراقية الخارجية". وختم خطبته بالمطالبة بتوفير الخدمات الاساسية للشعب العراقي وخصوصا الكهرباء في فصل الصيف. وفي بغداد، شدد الشيخ علي الابراهيمي، ممثل آية الله محمد اليعقوبي، المرشد الروحي ل"حزب الفضيلة"على"دعم العملية السياسية"مشيراً الى ان"انسحاب الفضيلة من الحكومة سببه العقلية الضيقة للائتلاف"، مشيراً الى ان"اليعقوبي طلب من نواب الفضيلة التصويت لحكومة المالكي". وانتقد"محاولات اسقاط محافظ البصرة محمد الوائلي الفضيلة واثارة الازمات المختلفة بوجهه"مشيراً الى ان"اليعقوبي ارسل وفداً برئاسة ممثله في النجف الشيخ مرتضى الساعدي الى البصرة للوقوف على اسباب الازمة"ولمح الى وجود"تدخلات اجنبية لاسقاط المرجعيات الحركية في العراق لاثارة الفتن عليها".