استنكر خطباء وائمة المساجد الشيعية في خطبة الجمعة أمس، تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك، والتي اعتبر فيها أن"ولاء اغلب الشيعة لايران وليس لدولهم"، وانتقدوا الأطراف السياسية لتأخرها في تشكيل الحكومة بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على الانتخابات. وقال الشيخ احمد حسن الطلبة خطيب وامام جامع ابي حنيفة النعمان في الاعظمية إن القادة السياسيين مشغولون بالصراع على المناصب، تاركين الشعب يسبح في بحيرة من الدماء، مشيراً الى أن"عصابات الداخلية"باتت تعبث بحياة العراقيين من دون رقيب او رادع. وأكد أن عشرات العراقيين يقتلون يومياً وترمى جثثهم على قارعة الطريق من دون رحمة. وتحدث الطلبة عن حملات الشرطة ضد أهل السنة في العراق، قائلاً إنها اعتقلت 68 مواطناً من منطقة الدورة جنوببغداد، وألقت بجثثهم في اليوم التالي بعد تصفيتهم في منطقة ابو غريب. واتهم عضو"هيئة علماء المسلمين"الشيخ محمود مهدي الصميدعي القادة العراقيين بأنهم يعملون من اجل مصالحهم الشخصية. وقال في خطبة الجمعة من مسجد أم القرى غرب إن"قادتنا يختلفون، كل منهم يريد مصلحته الشخصية في الوقت الذي تجري جراح الامة دماً ويقتل ابناؤها ويجوع اطفالها". وتابع مخاطباً الكتل السياسية:"شكلوا الدولة، لا نريد منكم الا اتفاقاً يقوم على اساس العدالة والمساواة. فمن دونهما لا يمكن لكم أن تنجحوا في بلادنا". ومن مسجد الامام موسى الكاظم، طالب حازم الاعرجي ممثل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الاطراف السياسية العراقية والحكومة الحالية"بتشكيل حكومة في أسرع وقت". واضاف أن"لا بد من أن نتكاتف سوية من أجل ضرب الارهاب الذي تفشى هذه الأيام". وعن تصريحات مبارك، قال الأعرجي إن"من الأفضل للرؤساء العرب أن يقولوا للعراق كلمة طيبة في الظرف الذي يعيشه اليوم، فالعراق يحتاج الى كلمة توحده". واوضح ان"هذا التصريح جاء في فترة حرجة، فالوضع لم يعد يتحمل مثل هذا التصريح ولم تشكل الحكومة حتى الآن". واعرب عن أسفه"لسماع مثل هذه التصريحات غير المسؤولة من رئيس دولة عربية واسلامية كبيرة". وناشد الازهر الشريف باتخاذ"موقف من تصريحات الرئيس المصري والا فانه مؤيد له". وطالب بأن"يكون الاسبوع المقبل اسبوع وحدة اسلامية رداً على تصريحات مبارك، لأن العراق سيبقى واحد متحداً". وكان مبارك صرح في حديث الى قناة"العربية"الفضائية السبت الماضي رداً على سؤال عن النفوذ الايراني في العراق:"بالقطع ايران لها ضلع في الشيعة .. الشيعة 65 في المئة من العراقيين وهناك شيعة في كل هذه الدول وبنسب كبيرة والشيعة دائما ولاؤهم لايران. اغلبهم ولاؤهم لايران وليس لدولهم". وفي كربلاء، اكد الشيخ احمد الصافي ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني في خطبة الجمعة من الصحن الحسيني أن"عملية تشكيل الحكومة تأخرت كثيراً وان الاطراف المسؤولة عن ذلك هي القوائم الفائزة في الانتخابات". واوضح أن"السبب في ذلك هو وجود ازمة ثقة بين هؤلاء الفرقاء". واعرب الصافي عن استغرابه تصريحات مبارك، وقال:"استغرب ان كان الرؤساء بهذا المستوى من الجهل، فليس عيباً ان لا يعلم مبارك انما العيب ان يتكلم بما لا يفهم". واكد استعداده"لتزويده بالمصادر"التي تدحض اتهامه لشيعة العراق بالولاء لايران. وفي مدينة الصدر الشيعية، قال علي النعماني في خطبته:"نستنكر تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك"، واصفاً مبارك بأنه"العراب". وفي مرقد الامام علي بن ابي طالب في مدينة النجف، دان صدر الدين القبانجي القريب من"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبد العزيز الحكيم، تصريحات مبارك قائلاً إن"ما يجري في العراق ليس حرباً أهلية، وانما هو حرب بين العراقيين، بمختلف قومياتهم وطوائفهم، وعناصر الارهاب من بعثيين ومستفيدين من النظام البائد الذين اطاح بهم الشعب". واوضح أن"هذه التصريحات تهدف الى افشال التجربة العراقية الجديدة عبر اشعال فتيل الحرب الطائفية حتى لا تصل التجربة الديموقراطية الى بلدانهم". وطالب القبانجي رؤساء الدول العربية بأن"يفهموا التجربة الجديدة لان الولاء للدين لا يتقاطع مع الولاء للوطن". واكد ان"شيعة العراق يرفضون المزايدة على وطنيتهم، فكما أن ولاء المسيحيين للفاتيكان لا يعني تخليهم عن وطنيتهم، أو توجه المسلمين لمكة لا يعني انهم ليسوا وطنيين، فان الاعتبار هو ذاته، والا فانت يا مبارك غير وطني لكونك لا تميز بين الحرب الاهلية وحرب الارهاب". واتهم القبانجي مبارك ب"الحنين الى صديقه صدام حسين الذي ذهب من دون رجعة". الى ذلك، دعا امام سني نافذ في خطبة الجمعة الله أن يجعل نهاية الرئيس الاميركي جورج بوش كنهاية رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ارييل شارون الذي دخل في غيبوبة عميقة منذ الخامس من كانون الثاني يناير الماضي. وقال الشيخ محمود العيساوي امام وخطيب مسجد الشيخ عبد القادر الكيلاني وسط بغداد في خطبته امام مئات المصلين إن"قوات الاحتلال والمسؤولين الاميركيين وعلى رأسهم الشيطان الكبير جورج بوش هم المسؤولون عما يحصل في العراق حاليا من قتل وتهجير". وتابع العيساوي دعاءه وهو يقول رافعاً يديه الى السماء وهو يبكي:"اللهم اجعل مصير المجرم بوش كمصير المجرم شارون، اللهم عذبه في الدنيا قبل الآخرة، اللهم انزل بلاءك على الاميركيين واريهم قدرتك، اللهم يتم اطفالهم ورمل نساءهم واسفك دماءهم كما سفكوا دم العراقيين".