انتقد خطباء الجوامع والمساجد والحسينيات في العراق استمرار عمليات التهجير الطائفي في البلاد وفسح المجال امام الميليشيات الحزبية والعناصر المسلحة بارتكاب الجرائم ضد المدنيين، ودعوا الى تشكيل فرق شعبية لحماية الأماكن الدينية، فيما تواصلت الحملة على السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد، وطالب المرجع الشيعي آية الله محمد اليعقوبي واشنطن بسحبه من بغداد. وانتقد اليعقوبي في خطبة الجمعة في بغداد أمس"عدم حيادية"السفير الأميركي"الطائفي"وتقاريره المنحازة"التي تفتقر الى المصداقية والموضوعية". وأضاف"على الولاياتالمتحدة ان لا تخضع لابتزاز الارهاب الأسود وأن لا تخدع بالطائفيين الحاقدين". وتابع"على واشنطن ان تستبدل سفيرها في العراق اذا ارادت ان تحمي نفسها من الانهيار والفشل"في العراق. وحذر خطيب وامام جامع الرحمن في حي المنصور الشيخ محمد كاظم الحميداوي، ممثل اليعقوبي في بغداد،"من استمرار بعض دول الجوار في دعم الارهاب السياسي في العراق"وقال"ان الاحداث الاخيرة ولدت بركاناً ملتهباً بين صفوف ابناء الشعب العراقي وسيؤول انفجاره الى احراق الجميع بمن فيهم العازفون على اوتار الحرب الطائفية". واكد ان الشيخ اليعقوبي اصدر فتوى تطالب الاهالي في المدن بتشكيل لجان منظمة للدفاع عن انفسهم ومقدساتهم واجتثاث اصول الفساد. وطالب رجل الدين حسين الاسدي، من التيار الصدري، خلال خطبة الجمعة في حسينية المصطفى حيث قتل 17 شخصاً الاسبوع الماضي ب"طرد السفير الاميركي"و"عدم دخول"الجيش الاميركي منطقة الرصافة الجانب الشرقي من بغداد لأنها اصبحت"بيد القوات العراقية". ولفت الى ان تصريحات زاد حول الميليشيات المسلحة انما تشير الى"جيش المهدي"في محاولة لتصعيد المواقف السياسية ضد التيار الصدري. وفي مرقد الامام موسى الكاظم في منطقة الكاظمية شمال، حمّل خطيب الجمعة طلال الساعدي الاميركيين"مسؤولية"قتل المصلين في حسينية المصطفى. وأكد حق الائتلاف ان يرشح من يريد لرئاسة الحكومة ... والرفض جاء من خارج الحدود وعلى لسان القوات الاميركية المحتلة". ولفت الشيخ صباح الساعدي، خطيب وامام جامع البصرة الكبير، الى ان"الادارة الاميركية لا تريد الاعتراف بالفشل في العراق ... لكسب الوقت في تنفيذ مشاريعها في تغيير ديموغرافية العراق واضعاف المكون الشيعي الرئيسي فيه"، معتبراً ان عمليات التهجير الطائفي للشيعة تأتي في اطار تنفيذ هذا المخطط. وانتقد الصمت العالمي والعربي ازاء ما سماه ب"عمليات التصفية الطائفية"وقال ان"ما يجري في البلاد هو حرب طائفية باتجاه واحد وهي ليست حرب السنة على الشيعة، انما حرب الصداميين والتكفيريين واعداء القيم الانسانية على الشيعة". من جانبه اتهم الشيخ حازم الأعرجي، من التيار الصدري، في الحضرة الكاظمية السفير الاميركي بالطائفية ومحاولة اثارة النزاعات بين ابناء الشعب العراقي . وانتقد الشيخ محمود الصميدعي، امام وخطيب جامع ام القرى، القمة العربية لانها لم تتخذ قرارات واضحة ازاء القضية العراقية بشكل خاص وباقي القضايا العربية بشكل عام، وتساءل"كيف سيتم التوصل الى قرارات فاعلة تخص مصير الامة ولم يحرك احد من هؤلاء القادة العرب ساكناً ولم يهتموا لحال المسلمين والدماء البريئة التي تسفك في هذا البلد الجريح العراق؟". ودعا العراقيين الى التوحد"تحت خيمة الاسلام وعدم الانصياع الى مخططات التفرقة والطائفية". الى ذلك دعا الشيخ احمد الكبيسي، امام وخطيب"لا الله الا الله"الى"الوقوف بوجه الميليشيات المسلحة التي تمارس عمليات ابادة جماعية وتتخذ من حكومة الجعفري غطاءً لعملياتها". مشدداً على"ضرورة تشكيل فرق شعبية لنصرة العائلات التي تتعرض لعمليات المداهمة الليلية من جانب عناصر مسلحة ترتدي زي الشرطة والجيش"، وانتقد مواقف التيار الصدري من قضية الميليشيات المسلحة،"وقال انه يلوذ بالصمت إزاء الكثير من القضايا التي تستهدف العراقيين بسبب انخراطه في الحكومة، ووصف مواقفه بأنها"مخيبة للآمال"وانه لم يدن عمليات القتل الجماعي التي يتعرض لها ابناء الطائفة السنية في الجوامع والمنازل. وفي النجف 160 كم جنوب، رأى امام الحسينية الفاطمية صدر الدين القبانجي من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ان"البيان الختامي لقمة الخرطوم تضمن قراءة خاطئة للواقع العراقي على رغم الاقتراب النسبي لفهم هذا الواقع". وتابع ان"الرؤية العربية، وقد أستثني بعض الدول العربية الصديقة، مصابة بثلاثة امراض اولها العمى فأعينهم لا ترى الواقع الا من خلف نظارة سوداء. وثانيها الجفاء وثالثها البكاء على صدام وحزب البعث". وفي كربلاء 110 كم جنوب، قال احمد الصافي النجفي وكيل المرجع آية الله علي السيستاني ان"الشعب ينتظر تشكيل الحكومة من اجل رفع معاناته. وهذه الحكومة لا نريدها هزيلة ضعيفة بل قوية وحازمة قادرة على تلبية حاجات الناس".