أظهر استطلاع للرأي في فرنسا امس, ان معظم المواطنين يعتقدون ان المرشح المحافظ المتوقع في انتخابات الرئاسة نيكولا ساركوزي ومنافسته الاشتراكية المتوقعة سيغولين رويال, لقيا دعماً من النزاع في شأن قانون عقد العمل الاول للشباب الذي ألغي. وأظهر استطلاع لمؤسسة"تي ان اس - سوفريه"ان نحو 90 في المئة يرون ان الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء دومينيك دوفيلبان, اصابهما الضعف نتيجة المواجهة التي استمرت شهرين وأدت الى تراجع مهين يوم الاثنين الماضي. وقال 71 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان الزعيمة الاشتراكية التي أكدت هذا الاسبوع انها قد تسعى لكي تصبح أول امرأة تخوض انتخابات الرئاسة في فرنسا سنة 2007, لقيت دعماً نتيجة للنزاع. ووافق نحو 55 في المئة على ان ساركوزي, وزير الداخلية الذي حض دوفيلبان منذ فترة طويلة على التراجع والسعي الى حل وسط مع الطلبة المحتجين, لقي دعماً ايضاً. وأكد الاستطلاع الذي شمل 1000 ناخب وأجري يومي 11 و12 الشهر الجاري, نتائج اخرى تشير الى ان شيراك وحليفه الوثيق دوفيلبان تضررا في شدة نتيجة لاحتجاجات عنيفة احياناً اجتذبت ملايين الاشخاص الذين نزلوا الى الشوارع. وقد يؤثر ذلك في اليمين الفرنسي ككل, اذ اشار الاستطلاع الى ان 59 في المئة من الناخبين اصيبوا بالاحباط أو غضبوا لاستسلام الحكومة. وفي ما يتعلق باليسار, عبر 81 في المئة من الناخبين عن ارتياحهم أو رضاهم. ووافق شيراك يوم الاثنين الماضي, على الغاء قانون عقد العمل الاول الذي استهدف توفير وظائف من خلال تسهيل توظيف وفصل الذين تقل اعمارهم عن 26 عاماً, والذي قال نقاد انه سيؤدي فقط الى وظائف غير آمنة. ولم تقم رويال التي تبلغ من العمر 52 عاماً بأي دور في النزاع على قانون عقد العمل الاول. وظهرت على أغلفة المجلات في الايام السبعة الاخيرة, وهي توجه نداءات في شأن تعزيز القيم الاسرية والقانون والنظام والعدالة الاجتماعية. وأظهر استطلاع للرأي اجراه معهد"ايبسوس"مطلع الاسبوع, ان رويال ستتفوق على ساركوزي بنسبة 51 في المئة الى 49 في المئة اذا جرت انتخابات الرئاسة الآن. نائب مضرب عن الطعام وفي خضم الأزمة حول عقد الوظيفة الاولى للشباب، نسي الجميع في فرنسا النائب عن حزب"الاتحاد من أجل الديموقراطية الفرنسية"جان لاسال يمين وسط الذي بدأ اضراباً عن الطعام في 7 آذار مارس الماضي، احتجاجاً على احتمال نقل شركة"تويال"اليابانية مصنعها الواقع ضمن دائرته. ولحسن حظ لاسال 51 عاماً ان هذه الازمة التي انهكت الجمهورية الفرنسية، سويت، فتذكره المسؤولون وسارعوا الى معالجة قضيته بعد فقدانه نحو 21 كيلوغراماً من وزنه على مدى الاضراب الذي استمر 38 يوماً. وفيما كانت السلطات منهمكة بمعالجة الاحتجاجات والجدل حول مكافحة بطالة الشباب، كان لاسال يقاوم بصمت قرار"تويال"الذي يعرض للصرف 150 شخصاً من سكان دائرته. ونجح لاسال الذي لازم طوال مدة اضرابه، مكتبه الصغير في مقر البرلمان، في الابقاء على المصنع في بلده أكو، والحفاظ على وظائف العاملين فيه، بعد تدخل شيراك ودوفيلبان وساركوزي لمعالجة الموضوع. ونقل لاسال الذي اوقف اضرابه عن الطعام الى مستشفى ريمون بوانكاريه في ضاحية باريس للعلاج نتيجة الانهاك الذي يعانيه. وأصدر قصر الاليزيه بياناً يعرب فيه عن ارتياحه للقرار الذي تم التوصل اليه بين السلطات الفرنسية و"تويال"التي تنتج عجينة الالومينيوم، وحيا جهود الاطراف التي ساهمت في التوصل الى اتفاق في هذا الشأن. وكان شيراك اتصل هاتفياً بلاسال، كما زاره دوفيلبان في مكتبه قبيل نقله الى المستشفى لاطلاعه على تطور الملف. وتعهدت السلطات الفرنسية، بموجب الاتفاق الذي توصلت اليه مع"تويال"بتعويض الكلفة الاضافية المترتبة على الشركة نتيجة ابقائها لمصنعها في أكو.