أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل والأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله تمسكهما بنهج المقاومة واعتبراه"خياراً استراتيجياً"، في خطوة لافتة بمضمونها وسياقها والمكان الذي اختير لتوجيه الرسالة. جاء ذلك خلال مشاركة مشعل ونصرالله في"المؤتمر العربي العام الرابع لدعم المقاومة"الذي عقد أمس في بيروت تحت شعار"سلاح المقاومة شرف الأمة". ولاحظ المراقبون أن موقف مشعل جاء غداة تأدية حكومة"حماس"اليمين الدستورية، وغداة صدور مقررات القمة العربية في الخرطوم التي جددت دعمها مبادرة السلام العربية التي أمل كثيرون في أن تؤيدها"حماس"كدليل على رغبتها في الانضواء في عملية البحث عن السلام. ولاحظ المراقبون أيضاً أن كلام نصرالله جاء في وقت جددت فيه الدول الكبرى دعواتها الى تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1559، والذي ينص على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وفي ظل انهماك جلسات الحوار الوطني اللبناني بالبحث عن مخرج ل"سلاح المقاومة"في ضوء هذا القرار. ولفتوا الى أن كلام نصرالله يأتي في ظل تجدد الخلاف بين"الثنائية الشيعية"ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة ومن يمثله خصوصاً بعد المشادة بين السنيورة والرئيس اميل لحود في قمة الخرطوم، ومضاعفاتها. وفي موقف ينذر بإحباط من راهنوا على"انضاج"موقف"حماس"من الاتفاقات التي وقعتها مع إسرائيل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، قال مشعل:"لا خيار أمامنا إلا أن نجمع السلطة والمقاومة. المقاومة خيار استراتيجي". وأضاف:"كنا نمارسها المقاومة كحركة واليوم سنمارسها كسلطة. هذا خيار عسير ولكنه قرار حاسم". ورأى مراقبون في بيروت أن كلام مشعل"سيعقّد مهمة الراغبين في تجنيب حكومة اسماعيل هنية عزلة دولية قاسية ستدفع"حماس"الى تعزيز تحالفها مع"حزب الله"وصولاً الى إيران ومروراً بسورية". ولفتوا الى أن زعيم"حماس"حمّل إسرائيل مسؤولية افراغ"خريطة الطريق"ومبادرة السلام العربية من مضمونهما في رفض واضح للتعامل، خصوصاً مع الأولى، التي يعتبرها الرئيس محمود عباس"المرجعية الوحيدة لعملية السلام، كونها تستند الى القرارات الدولية ورؤية الرئيس جورج بوش ومبادرة السلام العربية". وأشار نصرالله الى أن المقاومة في لبنان تعاطت مع القرار 1559 وفي روحه المرتبطة بسلاح المقاومة بحزم ولين. وقال:"أنا أردد أمامكم. لن يستطيع أحد في لبنان أو في غير لبنان أن يعاقب المقاومة على انجازاتها ومن يريد أن ينزع سلاح المقاومة بالقوة وقلنا في أكثر من مناسبة نحن سنقطع يده ونقطع رأسه وننزع روحه. أما اللين فقلنا نحن جاهزون للحوار. تفضلوا لنتناقش في الخيارات السياسية الكبرى والخيارات الاستراتيجية، حيث نريد أن نحمي بلدنا وشعبنا ونحافظ على سيادتنا وكرامتنا...". ولفت نصرالله الى أن الدولة في لبنان"لم تتحمل مسؤوليتها يوماً في مواجهة الصراع العربي - الإسرائيلي ... ان الدولة ساندت المقاومة لكن اعطوني مثلاً واحداً على أن الدولة حررت أرضاً أو اطلقت اسيراً أو ردت خرقاً للعدو حتى اليوم...". وتطرق الى الوضع في العراق، قائلاً:"إن العملية السياسية يجب أن يكون هدفها تحرير العراق بالوسائل السياسية، فليتم ذلك وليتبعوا هذه الوسيلة ولكن يجب أن يترك الباب مفتوحاً أمام المقاومة المسلحة التي تستهدف المحتلين لتتواصل". ورأت مصادر سياسية في بيروت أن اطلالة نصرالله ومشعل معاً من العاصمة اللبنانية تحديداً، تشير الى طبيعة الاصطفافات الجديدة في المنطقة، ويمكن أن تلقي ظلالها على جلسات الحوار الوطني اللبناني والانسجام الحكومي، وكذلك على"الزيارة الصعبة"التي أعلن السنيورة عزمه على القيام بها لدمشق. ولفتت الى أن لحود"قد يكون الرابح الكبير أو الوحيد من مناخات التشدد، فعملية ازاحته من منصبه تبدو الآن أكثر صعوبة مما كانت عليه قبل أسبوع، وقد تجلى ذلك من خلال الموقف غير الودي الذي اتخذه رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري من السنيورة في جلسة اليوم أمس".