دعا الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصرالله الى تخفيف حدة الخطاب السياسي في لبنان، محذراً من استخدام الشارع لفرض الخيارات، ومؤكداً التجاوب الكامل مع الدعوة الى الحوار. وكان نصرالله يتحدث أمام عشرات الالاف من مناصري الحزب المحتشدين في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية لبيروت، للتنديد بالاعتداء على مقام الإمامين علي الهادي وحسن العسكري في سامراء. ودعا نصرالله اللبنانيين"سنة وشيعة"الى ضبط النفس مهما بلغ الغضب والسخط مما يحصل في العراق، وقال"لن نسمح لأي عميل أو مندس أو مجنون أن يعبث بأمننا. ومهما حصل في العراق فنحن سنبقى في لبنان موحدين متضامنين". واعتبر نصرالله ان"كل من يخرج عن هذا الكلام يكون خارجاً عن الدين، وخادماً لمصالح المستفيدين من هذه الاعتداءات"وعرفهم بأنهم"أميركا واسرائيل والتكفيريون". وعندما بدأ نصرالله حديثه عن زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس صرخت الجموع تنديداً بها، فمازحها قائلاً:"تستحق ذلك". وتابع:"اليوم زارتنا رايس وراحت تجيب عن الاسئلة كلها بأن الشعب اللبناني هو من يقرر، مشيدة بالديموقراطية اللبنانية. لكنها في المقابل تمارس الضغوط كافة على حكومة"حماس"المنتخبة ديموقراطياً أيضاً". وسأل نصرالله:"لو جرت انتخابات مبكرة في لبنان، أو حتى انتخابات عادية بعد ثلاث سنوات ونتج عنها وصول أكثرية ما تعارض مصالح أميركا، هل كانت رايس ستشيد بالديموقراطية اللبنانية؟". وشدد نصرالله على أنه لن"ينطلي علينا خداع أميركا، ولا يجوز ان نراهن الا على وحدتنا الوطنية". وأضاف:"أنا أدعو في لبنان بعد كل الخطابات النارية، وبعدما قال كل ما عنده من افكار وآراء ومن شتائم ايضاً، وقد استنفد قاموس الشتائم، أدعو الى الهدوء والتهدئة، وتخفيف حدة الخطاب السياسي. سيقال اننا ندعو الى ذلك، لأن هناك مشروعاً لدى بعض قوى 14 آذار للاطاحة برئيس الجمهورية، لكن لا، انا اتحدث على المستوى الوطني. لا يمكن لأحد أن يستند الى شارع خاص ثم يفرض خياراته على الآخرين. فهذا غير منطقي وغير مقبول. أنا اقول بصراحة، لا نحن ولا هم ولا أحد في لبنان يمكن أن ينجح في أي استحقاق الا على قاعدة الحوار والتوافق". وتابع:"هناك طاولة حوار، بدأ تحضيرها منذ أسبوعين ورأيناها أمس على التلفزيون، من يريد مصلحة لبنان، ومن يريد الا يضع البلد امام مأزق، ومن يريد اخراجه من التوتر، ومعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي يجب أن يأتي الى طاولة الحوار. أما من يرفض أو يضع شروطاً مسبقة فما زالت تتحكم فيه عقلية الغلبة، وهو منطق سيفشل في لبنان فلا مكان هنا لمنطق الغالب والمغلوب". واعتبر نصرالله ان السلوك الوطني الطبيعي"يقضي بالحضور الى طاولة الحوار"، مشيراً الى أنه في حال كان"يحق لأحد ألا يأتي الى طاولة الحوار فهو نحن. فقد أسيء إلينا، وظلمنا ونحن لم نرتكب أي ذنب أو خطأ. ومع ذلك، ومن أجل المصلحة الوطنية نحن نتجاوز كل الأحقاد والحساسيات ونقول نعم، تعالوا لنجلس. يؤسفني أن أقول ذلك، لكن يجب أن اقول أعلم ما يشعر به كثيرون منكم، وقد قال لي كوادر الصف الاول، نحن لا نتصور كيف ستجلس أنت بعمامتك وعباءتك على هذه الطاولة، فليذهب أحد آخر. لكن، من أجل المصلحة الوطنية، ولأن الطريق الوحيد للخروج بلبنان من معاناته هو الحوار، نحن ذاهبون". وقال نصرالله انه يجب انتظار ثمار"الزيارة الكريمة للسيدة رايس"، معتبراً أنه ليس مهماً ما قالته في مؤتمراتها الصحافية بل ما قالته في لقاءاتها مع المسؤولين، لأنها لم تخف طلباتها بأن على لبنان تطبيق القرار الرقم 1559". وسأل:"من سينزع سلاح"حزب الله"؟ فلتتفضل القوات الاميركية الى شواطئ المتوسط وتنزع سلاحنا". وغمز نصرالله من جانب رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، من دون أن يسميه وطلب توضيحاً على نقطة قال انها أثارت بعض الفضول، عندما تحدث"مسؤول نحترمه ونقدر مواقفه عن صبر السيدة رايس، لكننا لم نعرف ما هو الصبر الذي تشكر عليه؟ هل لأنها طلبت منا أن ننزع سلاح المقاومة والمخيمات؟ على كل حال سنعرف فنحن كما يقال شركاء في هذا البلد".