سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيسا الجمهورية والحكومة يعودان من الخرطوم وسط استمرار السجال حول الموقف من المقاومة . لحود : ما حصل مخطط المطالبين باستقالتي السنيورة : أسيء فهمنا وبعضهم يحاول تسجيل انتصارات وهمية
طغت امس الخلافات اللبنانية التي ظهرت في القمة العربية الأخيرة على اهتمام اللبنانيين وتجلت الخلافات سجالاً في الجلسة المغلقة مساء الثلثاء في قمة الخرطوم بين رئيسي الجمهورية العماد اميل لحود والحكومة فؤاد السنيورة حول البند المتعلق"بالتضامن مع لبنان ودعمه". وكان السنيورة طلب استبدال عبارة"مع التأكيد على ان المقاومة هي تعبير صادق عن حق الشعب اللبناني بالمقاومة"، بالعبارة الآتية"مع التأكيد على حق الشعب اللبناني في تحرير أرضه..."، وانتهى السجال الذي شارك فيه اكثر من رئيس عربي بإقرار العبارة كما وردت بعد إلحاح رئيس الجمهورية إميل لحود على عدم تبديلها. لكن مصادر السنيورة أكدت ان اقتراحه لم يكن إلغاء عبارة المقاومة بل التأكيد على حق الشعب اللبناني في المقاومة بدل الحديث عن المقاومة على انها تعبّر عن الشعب اللبناني. وأعرب لحود عن أسفه للموقف الذي اتخذه السنيورة في الجلسة المغلقة التي عقدتها القمة، وقال:"فوجئت خلال الاجتماع بطرح للرئيس السنيورة يتعارض كلياً مع ما جاء في البيان الوزاري لحكومته التي نالت ثقة مجلس النواب على أساسه، فضلاً عن انه طرح هذا الاقتراح من دون التشاور معي أو مع وزير الخارجية، لا سيما ان مؤتمر وزراء الخارجية العرب أقر هذه الصيغة في الاجتماع الذي سبق القمة ونشر مضمونها في وسائل الإعلام كافة وأحيط الرئيس السنيورة علماً بها من وزارة الخارجية لكنه لم يبد خلال الأيام الثلاثة الماضية أي تعليق او وجهة نظر". وأضاف في حديث الى الوفد الإعلامي المرافق في طريق العودة الى بيروت بعد ظهر أمس:"الطريقة التي تحدث بها الرئيس السنيورة أمام القمة أوحت وكأن آراء الشعب اللبناني متباينة حول المقاومة وحقها الطبيعي في النضال لاسترجاع الأرض المحتلة"، معتبراً أن"النقاش الدائر في مؤتمر الحوار الوطني هو الذي سيحسم المسألة علماً ان المؤتمر المذكور لم يتطرق حتى الآن الى هذا الأمر وأبقاه كبند أخير في جولات الحوار". وقال الرئيس لحود:"من هنا حاولت إقناع الرئيس السنيورة بسحب اقتراحه في إبدال عبارة"المقاومة اللبنانية"إلا انه أصر على موقفه محذراً القمة من تداعيات اتخاذها القرار بدعم المقاومة اللبنانية لأنها ستظهر وكأنها طرف في الخلافات اللبنانية وهذا أمر مؤسف جداً لأن الرئيس السنيورة وعوض إبراز صورة لبنان الواحد ومشهد الإجماع اللبناني عمد الى استباق قرارات مؤتمر الحوار الوطني الأمر الذي جعلني أصر على التمسك بالنص كما أقره وزراء الخارجية العرب وأيدني في ذلك الحاضرون لإيمانهم بأن المقاومة اللبنانية التي استطاعت تحرير أول أرض عربية من الاحتلال الإسرائيلي من دون أي تنازلات او تسويات جديرة بأن تحظى بتقدير الدول العربية واحترامها". وأعرب لحود عن أمله في ألا يؤدي موقف السنيورة الى أي تداعيات سلبية. وقال:"الرئيس السنيورة يعرف ان الموقف من المقاومة وعما اذا كانت ميليشيا ام مقاومة تسبب في السابق بحدوث خلل على المستوى الحكومي استمر فترة طويلة وانعكس على أداء الحكومة وتمت معالجة هذا الأمر والتأم شمل الحكومة من جديد، ومن المؤسف ان يعود الرئيس السنيورة إلى إثارة هذه المسألة الحساسة في القمة وكأنه بذلك يسعى الى افتعال ازمة حكومية مرة جديدة". وعما اذا كان يخشى من ان يؤدي ما حصل في الخرطوم الى تصعيد لهجة المطالبين باستقالته او تنحيته اجاب:"المطالبون باستقالتي والعاملون في هذا الاتجاه لم ينتظروا لا قمة الخرطوم ولا غيرها فهم يرفعون هذا الطلب منذ اكثر من سنة ويقومون بممارسات تسيء الى وحدة الموقف اللبناني وإلى دور رئاسة الجمهورية. ولعل ما حصل في الخرطوم أحد مظاهر هذا المخطط المستمر والذي ترتفع وتيرته في كل لقاء قمة او مؤتمر دولي أو إطلالة لبنانية رسمية الى العالم. إلا ان ما أثلج صدري ان القادة العرب الذين يتابعون عن كثب ما يجرى على الساحة اللبنانية منتبهون للأمر ولأبعاد هذه الحملة المستمرة وأكدوا بالممارسة ومن خلال قراراتهم أنهم مع كل ما يجمع عليه اللبنانيون ويساعد في إنقاذ وطنهم، وموضوع دعم المقاومة هو أبرز هذه القواسم المشتركة التي يلتقي عليها اللبنانيون". أما وزير الخارجية فوزي صلوخ فقال في دردشة مع الصحافيين على الطائرة نفسها التي نقلت لحود:"لقد أرسلت القرار الذي اتفق عليه وزراء الخارجية العرب الى الرئيس السنيورة وعرض بدوره على المتحاورين وتم تبديل وبناء على طلبه عبارة"ترسيم الحدود"بعبارة"تحديد الحدود"ولم يعترض على العبارة حول"المقاومة اللبنانية"وكذلك الرئيس لحود". وأضاف:"لم أكن أتوقع ان يثير الرئيس السنيورة هذا الموضوع وحاولت معه كي نتجنب ذلك ولكنه أبلغني في القاعات الجانبية للمؤتمر انه سيثير هذا الأمر في الجلسات المغلقة". وتابع صلوخ:"قلت له أن موضوع المقاومة مطروح ونحن لم نضع كلمة مقاومة"حزب الله"بل وصفناها بالمقاومة اللبنانية"، وهذا النص هو مشروع القرار الذي أرسلته والذي أقره وزراء الخارجية العرب". وأضاف:"وهذا القرار قرأه رئيس مجلس الوزراء على المتحاورين وقال انهم كانوا على علم به وأبدوا سعادتهم لمضمونه". وجاء في الفقرة الخامسة من قرار التضامن العربي مع لبنان والتي كانت موضع جدال بين الرئيسين والتي حاول الرئيس السنيورة استبدالها""التأكيد على دعم لبنان في سعيه لاستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانيةالمحتلة من قبل اسرائيل كما يقضي قرار مجلس الأمن رقم 425 لعام 1978 ودعم اتصالات الحكومة اللبنانية لتثبيت لبنانية مزارع شبعا وتحديدها وفق الإجراءات والأصول المتبعة والمقبولة لدى الأممالمتحدة مع التأكيد على ان المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية". وكان لحود أشار في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الختامية للقمة التي عقدت قبل ظهر امس الى"انطلاق عملية حوار داخلي لبناني معمق في بيروت تلاقت فوق طاولته القيادات اللبنانية لطرح ملفات تشكل عصب الحياة السياسية في لبنان وأساساً للتطلع الى مستقبل تنهض فيه البلاد من جروح المرحلة الأخيرة". وأعرب عن"ثقته بأن مسيرة لبنان الحالية للتوافق والوحدة وتحصين الساحة الداخلية ستلقى دعماً واحتضاناً عربياً أخوياً، بدءاً من جارته سورية التي وقفت دائماً الى جانبه بما يعزز الخيارات اللبنانية التي عبر عنها اللبنانيون اخيراً بحرية وفي طليعة هذه الخيارات تمسك لبنان بحقه في استرجاع ما تبقى من ارضه المحتلة في الجنوب لا سيما مزارع شبعا اللبنانية وبضرورة المحافظة على المقاومة الوطنية التي غدت رمزاً للصمود والكرامة". وعن الوضع الفلسطيني قال لحود:"ان دولنا لا يمكنها إلا ان تقدم كل الدعم اللازم للسلطة الفلسطينية التي انبثقت عن ارادة الشعب في مواجهة الضغوط الإسرائيلية التي تتعرض لها. ولا بد لنا من التذكير هنا ان أي حل عادل للصراع العربي - الإسرائيلي لن يكون من دون التأكيد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم المحتلة وعدم توطينهم في البلدان التي لجأوا إليها وذلك وفقاً للقرار الدولي رقم 194 ووفقاً لمقررات قمة بيروت العربية". السنيورة وكان الرئيس السنيورة أصدر بياناً بعد منتصف ليل أول من أمس أوضح فيه حقيقة الاشكال الذي حصل بينه وبين لحود في الجلسة المغلقة للقمة. وأكد السنيورة في بيانه تقديره لانجازات المقاومة في تحرير لبنان مذكراً بأنه أكد مراراً في المجلس النيابي وأعاد التأكيد عليه في القمة العربية. وأشار بيان السنيورة الى ان النص الذي اقترحه"لا يتجاهل دور المقاومة"، والى أنه فضل، بدل النص الذي يعتبر المقاومة تعبيراً صادقاً وطبيعياً عن حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاطماع والاعتداءات الاسرائيلية"ان يعتمد النص الآتي:"التأكيد على حق الشعب اللبناني في المقاومة وتحرير ارضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والاطماع الاسرائيلية"... وأضاف في بيانه:"ان من يزايد، ويحاول تسجيل النقاط على حساب وحدة اللبنانيين وتضامنهم، يهدف في حقيقة الامر الى تعطيل الحوار الجاري بمعزل عنه، وبث التفرقة والانقسام، بما يؤدي الى إضعاف المقاومة ولبنان". وقبل ظهر امس، عقد السنيورة مؤتمراً صحافياً، قبل مغادرته الخرطوم، وبعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أوضح فيه"ان هناك سوء تفسير للموقف الذي اتخذته". وكرر تأكيد"الدور الكبير الذي قامت به المقاومة من أجل التحرير ورفع اسم لبنان عالياً والتأكيد على هذه الظاهرة المهمة في الأمة العربية". أضاف:"لكن ما حاولنا ان نبنيه في ضوء التطورات التي حدثت لا سيما في موضوع الحوار الجاري في لبنان هو ان الدفاع عن لبنان حق للمقاومة وحق للشعب اللبناني. والمقاومة، جزء من الشعب اللبناني وبالتالي عدم حصر هذا الامر بمجموعة من اللبنانيين، فالذي كنت أحاول ان اؤكد عليه هو حق الشعب اللبناني في المقاومة وفي تحرير ارضه، اما محاولة تحويل الانتباه، ومحاولة تحصيل مكاسب معينة والتأثير في الرأي العام قاصداً موقف لحود، فأعتقد بأن موقفنا هو الموقف الصحيح. أي ان الدولة اللبنانية هي التي عليها الواجب الحقيقي في الدفاع عن لبنان، وان الشعب اللبناني بأجمعه له الحق والواجب في الدفاع عن لبنان، والمقاومة هي جزء من هذا المجتمع اللبناني لا ان يكون حصر القضية في جانب المقاومة". واشار الى ان"هذا من ضمن القضايا والمسائل التي على طاولة الحوار والبعض يحاول من خلال هذا الموضوع تسجيل نقاط وانتصارات وهمية ولن أدخل في هذا الجدل". وأشار الى أنه"لم يحصل بحث في القمة حين طرح رأيه، باستثناء احد الرؤساء الذي لم يتكلم احد سواه والنقاش أجري بيني وبين فخامة الرئيس". وتابع:"كانت فكرتنا عدم استباق نتائج الحوار، ولكن أعتقد بأن موقف القمة الحقيقي هو باعطاء الحق في المقاومة للشعب اللبناني، هو حق لبنان والشعب اللبناني في المقاومة، وليس حق المقاومة بما تعني مجموعة". وعما اذا كان الوزير فوزي صلوخ تشاور معه قبل اعداد النص أجاب:"الوزير يعرف ان هذه المعلومات نقلت عبر الهاتف، ونقلت الينا مجتزأة". ونفى أي نية لدى بعض الاطراف اللبنانيين في تدويل القضية بعيداً من العرب، وقال:"لبنان جزء من هذه الأمة ونحن حريصون على ان يساعده الاشقاء العرب لتعزيز التضامن اللبناني وتمكين لبنان من تحرير أرضه ولا سيما ان لدينا أرضاً ما زالت محتلة هي مزارع شبعا والتي ينبغي تثبيت لبنانيتها بالوسائل التي تراها الأممالمتحدة. وهذا ينص عليه مشروع البيان الصادر عن القمة من مادته الخامسة وفق ما ترتأيه الأممالمتحدة". وذكر بأنه كان التقى الرئيس بشار الأسد وطلب الاجتماع به فرحب وقال انه ينبغي اعداد جدول اعمال وقلت اننا سنعد جدول اعمال وأتمنى ان يعقد لقاء. ونفى السنيورة ان يكون هدفه من حضور القمة الغاء الفقرة الخامسة،"وحضرت من أجل توضيح وجهة نظر اللبنانيين ولا سيما المتحاورين الذين يمثلون جميع الكتل النيابية لأن فخامة الرئيس ليس ممثلاً في قاعة الحوار واجتمعت الى عدد كبير من الرؤساء العرب لننقل الصورة الواضحة عما يجري في الحوار". وذكر بأن العرف في لبنان يقضي بأن يتشاور رئيس الجمهورية في كلمته في القمة مع رئيس الوزراء. وأكد ان الحكومة"باقية على ما هي عليه ولدي أمل كبير بالحوار انطلاقاً مما حققناه ويجب ان نستمر ولدينا موضوعان على الطاولة هما الرئاسة وسلاح حزب الله". وعن إمكان حصول خلاف مع"حزب الله"أجاب السنيورة:"اللبنانيون هذا حقهم، وواجب الدولة اللبنانية حماية لبنان، وليس مجموعة من اللبنانيين، وهذا يجب ان يكون واضحاً لدينا جميعاً بأنه لا يجوز ان يقتصر هذا الامر وهذا الواجب على مجموعة دون اخرى. الدولة تحمي اللبنانيين والتي نلجأ اليها جميعاً". وسئل: الا يتناقض هذا الموقف مع البيان الوزاري فقال:"الموقف هو نفسه النص الذي صدر في البيان الوزاري، لكن الذي جرى ان طرأت معطيات، الآن لا يجوز ان نتنكر لما جرى من تطورات، هناك ثمانية اشهر مرت على البيان الوزاري، عندنا الآن معطيات جديدة فهل يمكن ان ننسى هذه المعطيات". وأكد ان الحكومة"تستمر طالما تتمتع بثقة الغالبية في مجلس النواب، لذلك البحث في هذا الموضوع عقيم". وعما اذا كان يتوقع ان يحضر رئيس الجمهورية القمة المقبلة في آذار مارس 2007 أجاب السنيورة:"لست قارئ فنجان موقفي استناداً الى ما أراه مصلحة لبنان ومستقبله هو انني نصحت فخامة الرئيس بالاستقالة وأنا ما زلت عند موقفي الذي ذكرته قبل اشهر عدة، وأنا لا زلت أرى ان هذا الموقف هو الصحيح". وعن السجال بينه وبين لحود في القمة قال انه"حوار ديموقراطي وهادئ، فرئيس الجلسة الرئيس عمر البشير كان يعطيه الكلام ثم يعطيني الكلام، وأنا في عادتي لا ألجأ الى المشادات". ورداً على سؤال قال:"لا أحد يتنكر لدور المقاومة الذي قامت به اطلاقاً، وأنا أقول انها رفعت جبين لبنان والعرب جميعاً، فليكن هذا واضحاً، ولم اقل يوماً من الايام غير هذا الكلام، نحن نتكلم عن المستقبل، من يحمي لبنان؟ الدولة هي التي تحمي لبنان وتدافع عنه، وحق الشعب اللبناني في المقاومة، هذه الامور يجب ان تكون واضحة لدينا، هناك محاولة لانتهاز فرص وتحقيق مكاسب وهمية وهو ما حاولت ان أوضحه، وهو سمعه الرؤساء ولم يشاؤوا الدخول في التفاصيل اللبنانية".