لم تخل الانتخابات النيابية التي أُجريت في ثلاث ولايات ألمانية اول من امس من مفاجئات صبّت في مصلحة"التحالف الكبير"بين الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي برئاسة المستشارة آنغيلا مركل. وعزز كل من الحزب الديموقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي مواقعه، فيما تراجع نفوذ الاحزاب الصغيرة مثل"الليبيرالي"وپ"الخضر"وپ"اليسار الجديد". وحقق الاشتراكيون في ولاية راينلاند - بفالتس افضل نتيجة لهم منذ الحرب العالمية الثانية وحصلوا على 45.6 في المئة من الاصوات، ما سمح لهم بالاستغناء عن الحزب الليبيرالي حليفهم التقليدي في الولاية، وتشكيل حكومة بمفردهم. وفي وقت مني المسيحيون بهزيمة كبيرة في هذه الولاية، حققوا فوزاً كبيراً في ولاية بادن - فورتمبيرغ 44.2 في المئة، من دون ان يتمكنوا من الحصول على غالبية المقاعد في البرلمان المحلي. وعلى رغم حلول حزب الخضر في المرتبة الثانية 11.7 في المئة قبل الحزب الليبيرالي 10.7 في المئة، فإن المراقبين توقعوا عودة التحالف المسيحي - الليبيرالي الى الحكم من جديد. وتلقى الحزب الاشتراكي في هذه الولاية، ضربة موجعة بعد تراجع مؤلم لشعبيته من 33.3 الى 25.2 في المئة، وهي أسوأ نتيجة له حتى الآن. وفي ولاية ساكسن - أنهالت الشرقية فاجأ الحزب الديموقراطي المسيحي الجميع باحتفاظه بشعبيته كاملة تقريباً، على رغم التذمر الشعبي الذي واكب حكمه، وحصل على 36.2 في المئة من أصوات الناخبين متراجعاً بنسبة 1.1 في المئة فقط عن الانتخابات السابقة. وحقق حزب اليسار الجديد الذي حل في المرتبة الثانية نجاحاً كبيراً، حاصداً 24.1 في المئة من الاصوات بزيادة بلغت 3.7 في المئة، لكنه فشل في دخول البرلمانين الآخرين. وحل الحزب الاشتراكي الديموقراطي في المرتبة الثالثة حاصلاً على 21.4 في المئة، بزيادة 1.4 في المئة عن الانتخابات الماضية. ومني الليبيراليون في الولاية بخسارة مؤلمة جداً بعد ان فقدوا نصف اصواتهم السابقة واكتفوا ب6.7 في المئة منها. ولم يتمكن حزب الخضر من اختراق حاجز الخمسة في المئة للتمثل في برلماني راينلاند - بفالتس وساكسن - أنهالت، ما يهمش دوره السياسي اكثر فأكثر بعد خروجه من الحكم مع الاشتراكيين في برلين نتيجة الانتخابات العامة الخريف الماضي. ويرى مراقبون ان نتائج الانتخابات المحلية ستعزز مواقع حكومة مركل المسيحية - الاشتراكية داخل مجلس اتحاد الولاياتالمتحدة وتوسع الغالبية الضئيلة التي تتمتع بها بعد الاتجاه الى تشكيل حكومة مسيحية - اشتراكية في ساكسن - أنهالت، اضافة الى قيام الحكومة الاشتراكية الجديدة في راينلاند - بفالتس. ويعتقد هؤلاء ان حكومة مركل ستتمكن الآن من تمرير جملة من الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والصحية في المجلس بعد إكمال التوافق حولها بين الحزبين الكبيرين.