كشفت دوائر حكومية يمنية أمس رسالة تلقاها الرئيس علي عبد الله صالح في كانون الاول ديسمبر الماضي من نظيره الاميركي جورج بوش، تحتج على اصطحابه القيادي في"التجمع اليمني للإصلاح"الإسلامي المعارض الشيخ عبد المجيد الزنداني ضمن الوفد الرسمي الى مؤتمر القمة الإسلامي الأخير في مكةالمكرمة، في حين ذكرت صحيفة رسمية ان الرسالة تضمنت طلباً باعتقال الزنداني. وتتهم الولاياتالمتحدة الزنداني الذي يدير"جامعة الإيمان"الدينية في اليمن، بدعم جماعات ارهابية. وصدرت من الأممالمتحدة مذكرة تؤكد ادراجه ضمن قائمة المتهمين بتمويل الارهاب وتطالب بتجميد أرصدته ومنعه من السفر الى خارج اليمن. وقالت رسالة بوش ان اصطحاب الزنداني في وفد رسمي لرئيس الجمهورية يعد مخالفة لقرارات الاممالمتحدة، كما يضر بجهود البلدين وشراكتهما في مكافحة الارهاب. واكدت صحيفة"26 سبتمبر"اليمنية الرسمية ان واشنطن قدمت طلباً رسمياً الى الحكومة اليمنية للقبض على الزنداني وايداعه المعتقل والحجز على امواله تطبيقاً لما جاء في قرار الاممالمتحدة. واضافت ان اليمن رد على الجانب الاميركي بضرورة تقديم ادلة واضحة تدين الزنداني وتثبت بصورة قاطعة التهم الموجهة اليه، بحيث تتمكن السلطات اليمنية من اتخاذ الاجراءات القانونية ضده وفقاً للدستور والقوانين اليمنية. ويأتي كشف الضغوط التي تمارسها واشنطن على صنعاء في قضية الزنداني في وقت تشهد العلاقة بين حزب"المؤتمر الشعبي"الحاكم وبين أحزاب المعارضة المنضوية في"اللقاء المشترك"وبينها"تجمع الاصلاح"، توتراً بسبب مطالبتها بإقالة اللجنة العليا للانتخابات وتشكيل اخرى جديدة. ويرى مراقبون ان كشف الرسالة الاميركية يهدف الى دفع"الاصلاح"الى طاولة المفاوضات والتخفيف من مواقفه المناوئة للحكومة. كما انه يأتي بعد فرار 23 عضواً مفترضاً في تنظيم"القاعدة"، بينهم عدد من المطلوبين في الولاياتالمتحدة، من سجن الامن السياسي الاستخبارات في صنعاء، وما ادى اليه ذلك من استياء اميركي بالغ وشكوك بوجود تواطؤ في تسهيل عملية الهروب. وكان الزنداني اتهم اكثر من مرة صحافة الحزب الحاكم والحكومة ب"تلفيق الاكاذيب وترويج الاشاعات المغرضة"ضده وضد"جامعة الايمان"لتستند اليها واشنطن في توجيه الاتهامات اليه، وطالب الحكومة اليمنية بحمايته والدفاع عن حقوقه الدستورية. وفي واشنطن، أكد مكتب التحقيق الاتحادي أف بي آي ل"الحياة"أمس دهم مقر"الخطوط الجوية اليمنية"في مدينة ديربورن بولاية ميشيغين الأميركية من دون أن يذكر أي تفاصيل حول الخطوة، في وقت أكدت مصادر يمنية - أميركية مطلعة أن الاستخبارات حققت مع المسؤول في المكتب عبد الخالق الزنداني الذي تربطه صلة قربى بالشيخ عبد المجيد الزنداني، بتهمة غسل أموال الى اليمن. وأشارت المصادر إلى أن عملية الدهم التي جرت مساء أول من أمس استندت الى معلومات عن تحويل أموال من المكتب الى جهات غير محددة في صنعاء بقيمة 75 ألف دولار وبصورة غير قانونية، لكن المصادر نفت اعتقال أي عاملين في المكتب الذي يضم أيضا وكالة"الآفاق"للسياحة والسفر. ورفض"أف بي آي"في ديربورن اعطاء أي تفاصيل حول الدهم باستثناء حصوله، كما التزم مكتب الشركة اليمنية التكتم حول الموضوع. وتأتي الخطوة بعد يومين من اعتقال الأميركي من أصل فلسطيني حسن قاسم في ولاية فلوريدا بتهمة تحويل 53 ألف دولار عبر مكتب"الخطوط اليمنية"الى اليمن من دون ابلاغ السلطات المعنية، وخرق القانون الاتحادي الذي يفرض ترخيصاً رسمياً في حال تعدت قيمة التحويل عشرة آلاف دولار.