رحبت الحكومة السودانية، أمس، بمبادرة طرحها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لاحتواء التوتر بين السودان وتشاد وعقد قمة مصغرة لهذا الغرض في الخرطوم، قبيل انعقاد القمة الافريقية الاثنين المقبل، فيما كشف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى السودان يان برونك استراتيجية جديدة لإحلال السلام في دارفور تحل محل الاستراتيجية السابقة التي اعلن فشلها أمام مجلس الامن الاسبوع الماضي، وتشمل الاستراتيجية نقل المفاوضات بين الحكومة ومتمردي دارفور من أبوجا الى داخل السودان. وتوقع وزير الخارجية السوداني الدكتور لام اكول عقد لقاء يجمع الرئيس عمر البشير ونظيره التشادي ادريس ديبي قريباً لاحتواء التوتر بين البلدين، موضحاً ان البشير أجرى محادثات مع القذافي الأربعاء في مدينة سرت ركزت على العلاقات بين نجامينا والخرطوم وان الأخير نجح في اقناع الرئيسين السوداني والتشادي بالجلوس لإنهاء خلافاتهما، لكنه لم يحدد موعداً لذلك. وأعلن القذافي بعد لقائه البشير في سرت مبادرة لاصلاح العلاقات بين السودان وتشاد تمهيداً لطرحها على القمة الافريقية في الخرطوم منتصف الاسبوع المقبل. وقال إن مبادرته ما زالت محل درس، وأوضح انها ترتكز على"نشر ثلاثة آلاف من قوات الاتحاد الافريقي الموجودة في دارفور على الحدود بين السودان وتشاد لكي نقفل هذه الحدود أمام المتمردين من الطرفين ونمنع التسلل ونقل السلاح من جهة الى جهة". وأضاف:"في الوقت نفسه نعمل على تعزيز الأمن في دارفور في مقابل سحب هذا العدد من قوات الاتحاد ونقلها الى الحدود وستكون ليبيا قائدة في هذا الأمر من أجل السلام في هذه المنطقة". وأضاف انه مكلف من قمة تجمع دول الساحل والصحراء رعاية السلام في المنطقة"ولنا الحق في ان نعرض مثل هذه المبادرات". وطالب القادة الأفارقة بالمساعدة في تمويل هذه القوات، وتابع:"يبدو ان اخوتنا في السودان من جانبهم يرفضون تدخل قوات غير قوات الاتحاد الافريقي"، معرباً عن أمله في ان تنعقد القمة الافريقية المصغرة في شأن اصلاح العلاقات السودانية - التشادية قبل قمة الاتحاد الافريقي في الخرطوم. الى ذلك، كشف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى السودان يان برونك في بروكسيل استراتيجية جديدة لاحلال السلام في دارفور تحل محل الاستراتيجية السابقة التي اعلن فشلها امام مجلس الامن الاسبوع الماضي. وقال برونك عقب حصوله على موافقة كبار المسؤولين في حلف شمال الاطلسي الناتو على دعم قوات حفظ السلام في دارفور، ان الاستراتيجية الجديدة تتلخص في ثلاث نقاط: أولاً، تحويل مهمات بعثة الاتحاد الافريقي في دارفور الى الاممالمتحدة وتوسيعها وضمان مصادر تمويل لها. ثانياً، نقل المحادثات السياسية حول مستقبل دارفور الى الاقليم لتسهل مشاركة المجتمعات القبلية في المفاوضات. ثالثاً، تقوية وقف اطلاق النار من خلال مساعدات اضافية من المجتمع الدولي. وذكر برونك في تصريحات وزعها مكتبه في الخرطوم أمس ان اعضاء في مجلس الأمن طالبوا بارسال قوات دولية الى دارفور لكن الاتحاد الافريقي اقترح عوض ذلك تقوية قواته على الأرض في الاقليم. موضحا ان هذه القوات بعد زيادتها وتوسيع مهماتها وتحويلها الى الاممالمتحدة سوف تستند بصورة اساسية على القوات الافريقية، يضاف إليها قوات اخرى مساعدة من بقية انحاء العالم تقوم بمهمات محددة هندسية ولوجستية وفنية. وفي معرض تقويمه لمحادثات أبوجا، قال برونك انها لم تصل الى اي نتيجة حتى الآن. وحمّل الطرفين مسؤولية هذا الجمود. وفي هذا الإطار رويترز، انتقد الاتحاد الافريقي الحكومة السودانية والمتمردين لفشلهم في احراز تقدم في محادثات أبوجا. ونقل بيان للاتحاد الافريقي عن كبير الوسطاء سام ايبوك ان المحادثات تعثرت بسبب مسائل تتعلق باقتسام السلطة وكيفية التوصل الى وقف نهائي لاطلاق النار وتحتاج لانعاش. على صعيد آخر رويترز، يبدأ متمردو شرق السودان محادثات مع الحكومة الاسبوع المقبل لانهاء الصراع الدائر في منطقة تضم الميناء الوحيد للبلاد وخط انابيب النفط الرئيسي واكبر منجم للذهب. وقال مسؤولون حكوميون ومتمردون يتهمون الحكومة بإهمال المنطقة امس ان المحادثات ستبدأ في ليبيا يوم 27 كانون الثاني يناير الجاري.