سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الابراهيمي يبدأ جولة استطلاعية في السودان ... والخرطوم تزيد نسبة "التجمع" المعارض في قسمة السلطة . القذافي يعلن نقل القمة الخاصة بدارفور من شرم الشيخ الى طرابلس
أعلن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمس في طرابلس، أمام فعاليات شعبية من إقليم دارفور السوداني وممثلين عن"حركة العدل والمساواة"و"حركة تحرير السودان"المتمردتين وممثلين عن الإدارة الأهلية في الإقليم المضطرب، أن القمة الإفريقية الخاصة بدارفور ستعقد الإثنين المقبل في طرابلس. وكان من المقرر عقد هذه القمة التي ستجمع كلاً من ليبيا ومصر والسودان وتشاد و نيجيريا، في مدينة شرم الشيخ المصرية. إلا أنه تم الاتفاق على نقل مكان انعقادها إلى طرابلس. والتقى الزعيم الليبي أول من أمس فعاليات أهلية من دارفور ووفدي"حركة العدل والمساواة"و"حركة تحرير السودان"الناشطتين عسكرياً في دارفور، وذلك في اطار مساعي ليبيا الى إطفاء نار الحرب الأهلية المشتعلة في الإقليم منذ العام 2003. يذكر أن القمة الخماسية الأولى حول دارفور عُقدت في تشرين الأول أكتوبر 2004 في طرابلس وفوضت الى العقيد القذافي الاتصال بالأطراف ذات الصلة بالأزمة في دارفور بهدف الوصول إلى حل دائم في الإقليم بعيداً عن أي تدخل خارجي. وذكرت وكالة"فرانس برس"ان القذافي كان يتحدث أمس خلال توقيع ممثلين عن قبائل ومشايخ دارفور وعن أربع حركات هي"حركة تحرير السودان"و"حركة العدل والمساواة"والإدارة الأهلية و"ابناء دارفور في المهجر"في خيمته في منطقة باب العزيزية الاربعاء على"اعلان طرابلس"الذي نص على اتفاق سلام بين هذه الاطراف. وقال القذافي ان نقل القمة الخماسية من شرم الشيخ الى طرابلس تم"بناء على رغبة الكثير منكم". ودعا الحاضرين الى البقاء في ليبيا خلال فترة انعقاد القمة الاثنين. وقال:"سيكن العالم الاحترام للاتفاق"الذي وُقّع أمس. ونص الاتفاق على التزام وقف اطلاق النار والاسراع باطلاق المعتقلين عند كل الاطراف والاستئناف العاجل للمفاوضات بين هذه الاطراف والحكومة والتعاون لفتح الطريق امام الاغاثة في دارفور وتشجيع المصالحة بين القبائل. وتابع الزعيم الليبي، في اشارة الى الاتفاق الذي وُقّع، ان"ما يحصل في دارفور حل ذاتي نابع من عقلية قبلية من أبناء دارفور بعيداً عن وصاية العالم ولنؤكد للعالم اننا اقوياء". ودعا الشعب السوداني الى ان يكون"قدوة للدول الافريقية المتنازعة لتلجأ الى الحلول الاجتماعية والقبلية". وقال:"ما حدث في دارفور له جانب ايجابي يؤكد ان المواطن السوداني ... يرفض ان يكون مهمشاً ويرغب في أن يقرر مصيره فوق ارضه ويطالب بالعدل". وكان متمردو دارفور في غرب السودان طلبوا الاثنين من العقيد القذافي ان يكون المتحدث باسمهم في القمة الافريقية حول دارفور التي كان مقرراً ان تعقد في مصر. كما طلب مندوبون عن دارفور من القذافي خلال لقائهم به، دعماً مالياً قيمته سبعة ملايين دولار ومساعدة لتعويض عائلات ضحايا التجاوزات الحكومية والمشاركة في اعادة اعمار دارفور. واعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل السبت ان الموعد النهائي للقمة الافريقية حول دارفور سيحدد لاحقاً بحسب ظروف كل دولة مدعوة. وكان من المقرر ان تعقد القمة في 20 نيسان ابريل في شرم الشيخ على البحر الاحمر لكنها ارجئت بسبب انشغال بعض المشاركين. وستضم القمة الرؤساء المصري حسني مبارك والتشادي ادريس دبي والنيجيري اولوسيغون اوباسانجو والسوداني عمر البشير، اضافة الى الزعيم الليبي. قسمة السلطة وفي أسمرا، كشفت مصادر في المعارضة السودانية ان حكومة الخرطوم خصصت نسبة 7 في المئة من قسمة السلطة ل"التجمع الوطني"بما في ذلك الحزب الاتحادي الديموقراطي في مفاوضات القاهرة، استبعد"التجمع"الوصول الى اتفاق مع الحكومة"في ظل مواقفها المعلنة"، ودعاها الى التخلي عما وصفه ب"سياسة التعالي التي تنتهجها في تعاملها مع القوى السياسية المعارضة". وعلمت"الحياة"ان الوفد الحكومي الذي سيستأنف تفاوضه السبت مع"التجمع الوطني"في القاهرة، خصص نسبة 5 في المئة الى"التجمع"ونسبة 2 في المئة الى الحزب"الاتحادي الديموقراطي"بزعامة محمد عثمان الميرغني رئيس المعارضة من قسمة السلطة التي حددت ب14 في المئة لكل القوى السياسية. وتوقعت المصادر ان تخصص بقية النسبة لمتمردي دارفور و"جبهة الشرق"وحزب"الأمة"و"المؤتمر الشعبي"بزعامة الدكتور حسن الترابي. وتوقعت المصادر ان"تثير النسبة المخصصة للمعارضة من قسمة السلطة مواقف متشددة من التجمع وان تضع المحادثات امام طريق مسدود". الا انها اشارت الى احتمال"رفع حصة التجمع والاتحادي في حكومات الولايات الشمالية والتي خصص لها نسبة 20 في المئة". في غضون ذلك، حمل الناطق باسم"التجمع"حاتم السر علي في شدة على الحكومة، وقال في بيان صحافي ان"الجمود الذي اكتنف مفاوضات القاهرة يعود بالدرجة الاولى الى مواقف الحكومة المتعنتة". واتهم الحكومة بأنها افشلت جولات التفاوض السابقة بسبب"اصرارها على طروحات ومواقف غير مقبولة جعلت المسافة بينها وبين التجمع تبدو بعيدة". وأضاف انه على رغم تباعد المسافات الا ان الاتفاق أمر ممكن اذا توافرت الارادة الحقيقية لدى الجانب الحكومي. واستبعد الوصول الى اتفاق مع الحكومة في ظل مواقفها المعلنة وفي ظل الاشارات السلبية العديدة التي نشط بعض قادة الحكم في ارسالها خلال الفترة الاخيرة. ودعا"الحكومة الى التخلي عن سياسة التعالي التي تنتهجها في تعاملها مع القوى السياسية المعارضة". وقال:"على الحكومة ان تعلم ... ان تعليماتها ورغباتها لن تطاع ولن تنفذ". واشار الى ان"الفرق بين مواقف التجمع ومواقف الحكومة هو ان التجمع يريد من خلال مفاوضات القاهرة ان يعالج نواقص نيافاشا وان يصل الى حل سلمي شامل للأزمة السودانية، في حين ان بعض قيادات الحكومة يريد ان يختزل عملية التفاوض التي تجري في القاهرة في تحقيق مصالحة تخرج ثورة"الانقاذ"منتصرة وتؤدي الى تفكيك التجمع الوطني الديموقراطي". برونك وفي الخرطوم، طالب مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك الحكومة ومتمردي دارفور باستئناف المحادثات بينهما في أبوجا في حزيران يونيو المقبل على ابعد تقدير. وتوقع ان يرتفع مستوى تمثيل الطرفين وان يتوصلا الى اتفاق بحلول الاسبوع الأول من تموز يوليو. واعرب برونك في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس عن سعادته بسير تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السوان"، موضحاً انه لمس جدية من الطرفين وتعاوناً وثيقاً بين الأطراف. وكشف اتصالات بين النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم"الحركة الشعبية"جون قرنق لتشكيل اللجنة السياسية التي ستشرف على اللجنة العسكرية لمراقبة وقف النار، مشيراً الى انه تلقى تأكيدات من الجانبين بتمثيل وزاري عال في اللجنة. واضاف ان زياراته الى جوبا وملكال في جنوب البلاد وكسلا في شرقها اكدت له جدية طرفي اتفاق السلام وعدم وجود اي عداءات بينهما. وذكر ان ممثليهما في اللجنة العسكرية يجتمعون بصورة دورية من دون اي صعوبات. وفي شأن الأوضاع في دارفور اعلن برونك انه يحمل"اخباراً طيبة هذه المرة"، مؤكداً ان الاقليم يشهد استقراراً واضحاً وتحسناً ملحوظاً في الأوضاع الأمنية والانسانية داخل مخيمات النازحين وخارجها. وقال ان الاقليم لم يشهد عمليات عسكرية كبيرة خلال الاسابيع الماضية، لكنه اعرب عن قلقه لانتشار اللصوصية وعمليات النهب المسلح ومهاجمة قوافل الاغاثة، مشيراً الى ان تقارير الاتحاد الافريقي تشير الى مقتل شخص كل ثلاثة أيام بسبب هذه العمليات. وبرأ القوات الحكومية والمتمردين من اي مسؤولية فيها. وطالب برونك الحكومة ومتمردي دارفور بالعودة فوراً الى طاولة المفاوضات في أبوجا، وقال انه لا يرى سبباً في عدم استئنافها. واعرب عن أمله بأن تبدأ في حزيران المقبل، متوقعاً ان يرتفع مستوى تمثيل الطرفين الى مستوى النائب الأول للرئيس وقادة حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة وان يتوصلا الى اتفاق قبل الثالث من تموز المقبل الذي يتزامن مع مرور عام على اتفاق وقعه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان مع الحكومة لانشاء آلية مشتركة لمعالجة الاوضاع في دارفور خلال زيارته الخرطوم. ونفى برونك ما راج عن رفض زعماء القبائل والعشائر في ولاية كسلا المتاخمة للحدود الاريترية ومناطق أخرى على نشر القوات الدولية لحفظ السلام، موضحاً ان زيارته الى الولاية ولقاءاته مع المسؤولين وزعماء العشائر أجابت على الكثير من التساؤلات في شأن مهمات القوات، وكشف انهم طالبوا بأن تحترم القوات الدولية ثقافات المناطق التي ينتشرون فيها. الابراهيمي وأفيد في نيويورك ان مستشار الأمين العام للأمم المتحدة السفير الأخضر الابراهيمي سيصل الى الخرطوم اليوم ومنها الى دارفور لقضاء اسبوع في زيارة"استطلاعية"بناء على طلب الأمين العام كوفي أنان. وكان الابراهيمي أجرى محادثات في أديس أبابا في شأن دارفور، وتوقف في القاهرة في طريقه الى الخرطوم. ويرافق الابراهيمي وكيل الأمين العام رئيس دائرة حفظ السلام في الأممالمتحدة جان ماري غيهانو. وتأتي زيارة الابراهيمي في وقت قدّمت بريطانيا مشروع بيان تأمل ان تُصدره رئاسة مجلس الأمن ويتضمن ترحيباً بتقرير أنان الخاص بالمساعدة التي يمكن ان تقدمها المنظمة الدولية للاتحاد الافريقي في المهمة التي يقوم بها في السودان، وتحديداً في دارفور. وفي الكويت، قال وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر مبارك الصباح للصحافيين امس ان بلاده قررت ارسال 150 جندياً الى السودان ليشاركوا ضمن قوات دولية هناك، لكن هؤلاء الجنود لن يعملوا في اقليم دارفور. وقال ان الحكومة وافقت على ارسال قوات كويتية ضمن قوات دولية الى السودان وذلك استجابة لدعوة من الأممالمتحدة، لكنه قال ان"تلك القوات لن ترسل الى منطقة دارفور". وأوضح ان وزارتي الدفاع والخارجية تنسقان لهذه المهمة وان وزارة الدفاع اتخذت كل الاجراءات اللازمة وهي جاهزة لارسال القوة التي سيبلغ مجموعها 150 عسكرياً.