جرائم بلا دماء !    «خدعة» العملاء!    «قمة الرياض».. إرادة عربية إسلامية لتغيير المشهد الدولي    الحكم سلب فرحتنا    الخرائط الذهنية    ماذا فعلت القمة الكبرى؟    مبادرات نسائية    احتفال أسرتي الصباح والحجاب بزواج خالد    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    علاقات حسن الجوار    الشؤون الإسلامية في منطقة جازان تقيم مبادرة توعوية تثقيفية لبيان خطر الفساد وأهمية حماية النزاهة    6 ساعات من المنافسات على حلبة كورنيش جدة    عاد هيرفي رينارد    «السوق المالية»: تمكين مؤسسات السوق من فتح «الحسابات المجمعة» لعملائها    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    لماذا فاز ترمب؟    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    الصين تتغلب على البحرين بهدف في الوقت القاتل    هاتفياً.. ولي العهد ورئيس فرنسا يستعرضان تطورات الأوضاع الإقليمية وجهود تحقيق الأمن    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    NHC تعزز وجهاتها العمرانية ب 23 مركزًا مجتمعياً بقيمة تتجاوز نصف مليار ريال    القبض على (7) مخالفين في جازان لتهريبهم (126) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    فريق الرؤية الواعية يحتفي باليوم العالمي للسكري بمبادرة توعوية لتعزيز الوعي الصحي    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    مركز صحي الحرجة يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للسكري"    تبرعات السعوديين للحملة السعودية لإغاثة غزة تتجاوز 701 مليون ريال    إجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    «الداخلية» تعلن عن كشف وضبط شبكة إجرامية لتهريب المخدرات إلى المملكة    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 43736 شهيدًا    أمير الرياض يستقبل أمين المنطقة    الذهب يتراجع لأدنى مستوى في شهرين مع قوة الدولار والتركيز على البيانات الأمريكية    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    الأمير عبدالعزيز بن سعود يرأس اجتماع الدورة الخمسين للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    اختتام مؤتمر شبكة الروابط العائلية للهلال الأحمر بالشرق الأدنى والأوسط    انعقاد المؤتمر الصحفي للجمعية العمومية للاتحاد الدولي للخماسي الحديث    "محمد الحبيب العقارية" تدخل موسوعة جينيس بأكبر صبَّةٍ خرسانيةٍ في العالم    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    عصابات النسَّابة    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    198 موقعاً أثرياً جديداً في السجل الوطني للآثار    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    أجواء شتوية    مقياس سميث للحسد    الذاكرة.. وحاسة الشم    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوارات غير منشورة كانت تنتظر استكمالها وموافقته على التوقيت . رفيق الحريري : رفض جنبلاط وصول لحود وغادر من دون تناول العشاء أُنفق 150 مليون دولار سنوياً ولا يهمني موقعي في نادي الأغنياء 2
نشر في الحياة يوم 12 - 02 - 2006

غداة انتخاب العماد اميل لحود رئيساً للجمهورية في 15 تشرين الاول اكتوبر 1998 ذهبت للقاء الرئيس رفيق الحريري في السراي الكبير. كانت احدى محطات التلفزة تعيد وقائع جلسة الانتخاب والحريري يتابع المشاهد كأنه يتفرس في صور نواب اضطروا الى تأييد"الرئيس الجديد"على غرار ما فعل. وبدا لي كأنه يحاول عبر الصور قراءة معنى وصول لحود لبنانياً وسورياً. كان الحريري يعرف ان سورية هي"الناخب الأول والكبير"في رئاسة الجمهورية اللبنانية، لكنه كان يحلم ان يكون شريكها اللبناني في بلورة اختيار الرئيس. لم يتمكن وكانت الرئاسة من نصيب الرجل الذي كان يأمل في استبعاده.
كان الحريري رجل دولة، وكان يطالب عقله بترويض مشاعره. حاولت استفزازه قائلاً:"دولة الرئيس الى أي فترة زمنية يحتاجون للاستغناء عن خدماتك؟". ابتسم ورفع اصبعين. وسألته إن كان يقصد حاجتهم الى سنتين، فرد:"يحتاجون الى ولايتين رئاستين إذا كان هاجسهم مصلحة البلد. مصلحتي في الخروج ومصلحة البلد في بقائي. قررت تقديم مصلحة البلد".
اعتذر الحريري عن تشكيل الحكومة الأولى في عهد لحود بعد خلاف بينهما حول مسألة تجيير أصوات النواب الذين تركوا للرئيس الحرية في تسمية رئيس الحكومة المكلف. والحقيقة ان بعض أصدقائه نصحوه بمغادرة الحكم وكان بينهم نائب الرئيس السوري آنذاك عبدالحليم خدام. قال له خدام ان لحود ينطلق في عهده بسيارة"بويك"جاءت طازجة من الشركة، وأنت ستنطلق بسيارة"أوبل"استهلكتها ممارسة الحكم. لماذا لا تتركه يستهلك بعض قوة سيارته ثم لكل حادث حديث. وهذا ما حصل حين عاد الحريري الى الحكم في العام 2000 بعد فوز لافت لم يزعج بعض الأطراف السورية التي لم تكن متحمسة أصلاً لوصول لحود.
في صيف 1999 ذهبت الى الحريري في سردينيا. بدا الرجل منشغلاً ببيروت عن سحر المكان الذي يرسو فيه يخته. وخلال الحوار الذي دام معظم ساعات النهار كان الحريري يستفيد من الاستراحات ليجري اتصالات بمعاونيه أو أصدقائه من الصحافيين سائلاً عن أحوال البلد والمستجدات. وهنا نص الحلقة الثانية:
متى صار لديك مليار دولار؟
- ذهبت بعيداً في الاسئلة.
متى صار لديك مئة مليون دولار؟
- في الثالثة والثلاثين. كانت مرحلة الطفرة والاشغال كالمطر.
في 1982 كنت صرت مليارديراً؟
- في 1982 أو 1983.
"فوربس"قدرت ثروتك بأربعة مليارات دولار هل هذا قريب من الحقيقة؟
- الحقيقة أنني لا أعرف بدقة. لتقدير الثروة علاقة بأسعار الاسهم والأراضي والشركات وهذه تختلف. أنا أقول الحمد لله.
هل هذا الرقم قريب؟
- ليس بعيداً. نحن عملنا مستمر.
قبل أربعة أعوام قلت لي ان لديك 25 ألف موظف؟
- نعم وما زالوا.
لم تتراجع أشغالك؟
- لا، زادت سنة 1998 كان"التيرن أوفر"في السعودية أعلى من اي سنة أخرى في الشغل حتى أثناء وجودي هناك 2.2 مليار دولار.
تهتمون بالصيانة؟
- صيانة كل المشاريع التي ننفذها. نصون مطارات ومنشآت.
أعمالك في السعودية يديرها نجلك سعد؟
- نعم ومعه مجلس ادارة.
وماذا بعد عن الثروة؟
- أؤكد مجدداً انني لست مصاباً بهاجس دخول النوادي التي يتحدث عنها الاعلام كنادي أغنى 500 رجل في العالم أو اغنى مئة رجل في العالم. لا أهتم بهذا الموضوع.
ماذا بقي لديك من مطالب. صرت مليارديراً وتوليت رئاسة الحكومة. ماذا تريد؟
- لا شيء. لا أريد شيئاً. لهذا السبب لا يقدر أحد على ابتزازي.
مع الأسد
لك علاقة قوية مع الملك فهد بن عبدالعزيز، مع من لك علاقة قوية ايضاً عربياً؟
- مع الرئيس حافظ الأسد.
متى التقيته للمرة الأولى؟
- في أواخر 1982 أو أوائل 1983 على ما أذكر. كنت مع الأمير بندر بن سلطان وكان الغرض وقف النار في لبنان. واستمرت العلاقة. لا أعتقد ان أحداً من خارج سورية عقد هذا القدر من اللقاءات مع الرئيس الأسد وأمضى معه هذا الوقت. العلاقة مستمرة منذ 17 عاماً والتقيته نحو خمسين مرة.
ماذا يميز الرئيس الأسد؟
- عقله استراتيجي ويهتم في الوقت نفسه بالتفاصيل. السياسيون يمتلكون عادة واحدة من هاتين الصفتين، لكن الرئيس الاسد يجمع بينهما. استراتيجي ويهتم بأدق التفاصيل. هذا إضافة الى مواصفات الوفاء وبعد النظر. جعل الرئيس الأسد لسورية مكانة في العالم. راقب الآن كل الأنظار متجهة الى سورية في موضوع السلام إذ لا أمل من دونها.
متى بحثت دمشق معك موضوع رئاسة الحكومة؟
- في 1992.
معقول؟
- كما قلت لك. لم يبحث الموضوع قبل ذلك معي. ربما بحث مع آخرين.
يقولون ان الرئيس الياس الهراوي طرح اسمك فور انتخابه؟
- هذا صحيح.
وقيل له بعد بكير؟
- نعم بعد بكير.
لماذا صار مناسباً في 1992 ما كان مبكراً قبل قليل؟
- اعتقد ان الظروف تغيرت. بعد الانتخابات النيابية في لبنان. مرحلة جديدة وتوجه جديد. رئيس جديد لمجلس النواب.
قبل التكليف التقيت الرئيس الأسد، حول ماذا كان التفاهم؟
- تفاهم على التحالف بين لبنان وسورية. أعتقد اننا من جهتنا طبقنا ما اتفقنا عليه وانهم طبقوا من جهتهم. دعم الرئيس الأسد العلاقة بين سورية ولبنان وانا عملت كل شيء خلال وجودي في رئاسة الوزراء لتوثيق هذه العلاقة. واعتقد ان العلاقة انتقلت من وضع الى آخر. لا شك ان الرئيس الهراوي لعب دوراً أساسياً والرئيس بري كذلك. في لبنان ليس هناك شيء اسمه الرئيس الأوحد. كل يساهم من موقعه.
هل حاولت في تلك الجلسة الحصول على تفويض واسع لتشكيل الحكومة؟
- الرئيس الأسد شخصية تتمتع بجاذبية خاصة. لم يحدث ان بحثنا مع الرئيس الاسد في اسماء الوزراء.
هل لعبت السعودية دوراً مباشراً في وصولك الى رئاسة الحكومة.
- لا.
قيل إنك سألت الملك فهد بن عبدالعزيز وتردد في تأييدك؟
- سألت الملك فهد وقال لي:"وفقك الله ونحن تهمنا مصلحة لبنان". كان الملك فهد يخاف عليّ من حوادث أمنية.
هل تعرضت لأي محاولة اغتيال؟
- لا.
هل تلقيت معلومات عن خطط لاغتيالك؟
- باستمرار ترد تقارير.
من يتولى أمنك؟
- قوى الأمن الداخلي.
هل استهدفتك المافيات مثلاً؟
- تردد كلام كثير. أنا لم أسمح لسلوكي ان يتأثر بهذه التقارير. في البداية كنت أكثر حذراً وكذلك الذين يتولون مسألة أمني. أنا انسان مؤمن ولا أعيش هاجس الاغتيال.
هل أيد والداك دخولك المعترك السياسي؟
- لا، كانا دائماً ضد هذا الخيار.
لماذا؟
- أولاً لست من بيت سياسي، أي ليس هناك تقليد من هذا النوع. كان والدي يردد دائماً:"السياسة ليس لها دين"بمعنى انها بلا دين. وكان يقول لي:"الله رزقك وأعطاك. تريد ان تساعد العالم ساعدهم، إذا كنت تريد تعاطي السياسة لمساعدة بلدك هناك طريقة أخرى غير السياسة".
هل الخوف على ثروتك بين الأسباب؟
- لا، لم تكن لديهم هذه المشكلة.
ووالدتك؟
- كان لها الموقف نفسه وهو ان المساعدة ممكنة من دون دخول المعترك السياسي. لم يكن أحد في بيتنا يريدني أن أخوض في العمل السياسي. زوجتي لم تكن مؤيدة لهذا الموضوع. شقيقتي أنا أدخلتها الى السياسة.
هل تريدني أن أصدق ان زوجتك فرحت بخروجك من الحكم؟
- أقاموا احتفالاً يشبه العيد.
عادة تفضل المرأة ان يكون زوجها في السلطة، ربما تعتقد زوجتك انك ستبقى تحت الأضواء؟
- إذا كنت تريد التأكد اسألها. هي الآن تخشى ان أعود الى الحكم.
متى بدأت علاقتك مع الرئيس الياس الهراوي؟
- في 1982.
تم التعارف بمبادرة من جوني عبده والتقيتم في بيت الهراوي وانكسر بك السرير؟
- صحيح.
لعبت دوراً في وصول الهراوي؟
- نعم.
يحكى انك لم تكن مؤيداً لوصول رينيه معوض؟
- هذا غير صحيح.
ماذا تذكر من الجانب الرئاسي بعد الطائف؟
- حتى قبل الطائف كان هناك تفاهم بين سورية والسعودية على وصول رينيه معوض.
من ساهم في ترتيب هذا التفاهم؟
- كثيرون ساهموا وشخصيته كانت مساعدة. كان معروفاً من كل الأطراف.
متى أيدت سورية معوض؟
- قبل الطائف. لم يكن الكلام نهائياً تماماً لكنه كان موجوداً. بعد الطائف ترجم هذا الكلام.
ما قصة رحلته السرية الى سورية بعد الطائف ولقائه مع الرئيس الأسد؟
- جاء النواب الى باريس. ذات يوم قيل ان معوض غائب. في ذلك اليوم كان في سورية، ذهب بطائرتي والتقى الرئيس الأسد ثم صارت الانتخابات.
مرشحك الأول كان الياس الهراوي؟
- كنت أعرفه أكثر وأعرف انه"طحيش"مبادر. واعتبرت ان المرحلة تحتاج الى مواصفات من هذا النوع. واثبتت الأيام انني على حق.
ألم يبحث معك معوض في إسناد منصب اليك؟
- لا.
ماذا حدث بعد اغتيال معوض؟
- زرت عائلته في البيت في باريس وسئلت ما العمل فأجبت انتخابات. اتصلنا بنواب كانوا في باريس.
عندما طرح الهراوي من طرح غيره؟
- كان جورج سعادة رحمه الله.
هل طرح جان عبيد والتقى الرئيس الأسد؟
- حصل لقاء بينه وبين عبدالحليم خدام وحكمت الشهابي. هذا حصل بعد استشهاد الرئيس معوض.
يقولون ان الرئاسة عرضت على بيار حلو؟
- هناك كلام لكنني لست متأكداً منه. قيل ان الرئيس حسين الحسيني نقل العرض وان حلو أجاب ان موضوع ميشال عون لن يحل بغير استخدام القوة وأنا لست مستعداً.
وجان عبيد؟
- قال ان الرئيس فرنجية مطروح وأنا لا أتقدم على الرئيس فرنجية. موقف فيه وفاء للرئيس فرنجية.
رجحت كفة الهراوي عند سورية؟
- كنت من الذين عملوا لدى سورية ولدى السعودية ايضاً.
ماذا كان يريد الاميركيون؟
- انتخاب رئيس للجمهورية.
هل التقى الهراوي الأسد قبل الانتخابات على غرار ما فعل معوض؟
- اعتقد ان شيئاً من ذلك قد حدث.
منذ اليوم الأول
هل قال لك الهراوي بعد انتخابه انه سيطرح اسمك لرئاسة الحكومة؟
- نعم كان الموضوع حاضراً في ذهنه منذ اليوم الأول.
اختلفت معه بعد توليك رئاسة الحكومة؟
- اختلفنا كثيراً واتفقنا أكثر. هنا سأقول لك شيئاً. لدى كل واحد منا ضعف شخصي تجاه الآخر. حتى حين كنا نختلف وهو بارع في المناورات والتركيبات لم استطع ان أكرهه ولم يستطع ان يكرهني. الحقيقة ان لدي نقطة ضعف. أنا أحب الظرفاء والرئيس الهراوي إضافة الى صفاته الأخرى ظريف، أنا لا أحب الثقلاء ثم انني لست حقوداً. مثلاً أنا أحب نبيه بري على رغم كل الخلافات. كنت أحياناً أغضب من مناوراته وأتوقف عن التحدث اليه واكتشف انني زعلت أكثر مما زعل. في حياتي لم استطع ان أبني علاقة قوية مع شخص ثقيل الدم مهما كانت لي معه مصلحة مالية أو سياسية. هذا طبعي. يمكن ان نلتقي لكنني اشعر بأنني أقوم مرغماً بذلك. احيانا يأتيني الضرر من صاحب دم خفيف ومع ذلك لا استطيع منع نفسي من الاعجاب به.
لنتحدث عن بعض طرائف الرئيس الهراوي؟
- أعوذ بالله. انه استاذ في تركيب المقالب وخفة الدم. وحين تضبطه يركب مقلباً يضحك.
هل حدثت طرافات في مجلس الوزراء؟
- دائماً. قصة الزواج المدني أليست طرفة. وزع النص على الوزراء وقال للعلم ثم قام بتطبيقهم من وراء ظهري وطرحه على التصويت.
وكان بينكما عتاب؟
- دائماً. عتاب شديد وعتاب خفيف وعتاب متوسط لكن المحبة كانت حاضرة.
هل بقيت العلاقة الشخصية مع الرئيس الهراوي بعد خروجه من القصر؟
- نعم.
هل تلعب النساء دوراً في تسميم العلاقات؟
- نعم، تلعب دوراً في التسميم وفي الترطيب.
زوجتك من أي نوع؟
- نازك لا تتدخل.
ليست لديها حساسيات تجاه سياسيين معينين؟
- لا.
والسيدة منى زوجة الرئيس الهراوي؟
- أقدرها لكن شخصيتها مختلفة.
ماذا كان الرئيس الهراوي يقول عن جولاتك في الخارج؟
- لا شيء، كان يأخذها بنكتة. فبعد زيارة في الخارج كان يقول لي: اكيد ستقول لي انهم يسلمون عليك ومشتاقون اليك.
لماذا لم يكن يذهب؟
- لا يحب.
وكنت تقترح عليه؟
- كنت اقترح عليه ان أذهب بمعيته. لم يكن يحب. هناك انتقادات كثيرة لعهد الرئيس الهراوي لكن يجب القول انه ابن النظام وديموقراطي. كان متضايقاً من بعض بنود الدستور لكنه لم يخالفها بل سعى الى تعديلها بالوسائل الديموقراطية. هذه نقطة تحسب له. أنا كنت متضايقاً من بعض البنود لكن لم أخالفها.
في الخلافات كنتم تحتكمون الى سورية ألم يكن باستطاعتكما الجلوس في بعبدا؟
- كنا نجلس في بعبدا ولم نكن نحتكم الى سورية في كل شيء. نحن كنا عرضة لحملة مركزة. من كانوا ضدي ليسوا قلائل.
هل صحيح انك قبل تشكيل حكومتك الأولى فكرت بتشكيل حكومة كالتي شكلت في عهد الرئيس لحود؟
- نعم. كان بودي ان تكون الحكومة على الشكل الآتي. أنا كنت مع حكومة ال30 وزيراً وما زلت. والتجربة دلت على صحة ذلك. السياسة في لبنان قصة كبيرة لا بد من اعطاء مواقع للسياسيين من جهة والمجيء بمجموعة من التكنوقراط للعمل من جهة أخرى. حكومة على سلامتهم أو حكومة طبوشين لا تنفع ولا تمشي.
في أول حكومة ماذا طرحت؟
- كان بودي ان تحافظ كل الحكومات التي شكلتها على الخط الوطني العام، لكن ان يمثل هذا الخط بأصحاب سمعة نظيفة لا تشوبها شائبة. هذا الأمر لم نوفق فيه لأسباب عدة. هناك نقطة يلوموننا عليها. ماذا يجري في ايرلندا؟ محاولات للمجيء بالمحاربين واشراكهم بالسلطة ثم تغليب منطق الدولة. انهاء الحرب في لبنان أو فلنقل إنهاء الميليشيات شهد محاولتين. هناك طريقة اتبعها ميشال عون. طرح انهاء"القوات اللبنانية"بالقوة. استخدم المدفع فماذا كانت النتيجة؟ دمرت المنطقة الشرقية ودمر الجيش وبقيت الميليشيا. الياس الهراوي قدم طرحاً آخر. قال للميليشيات الدولة تتسع للجميع. سلموا اسلحتكم للدولة وشاركوا. هذا بدأ في 1990 ولا أريد ان أنسب الفضل لنفسي، فقد بدأ قبل ان اتولى رئاسة الوزراء. أسالك أين هي الميليشيات اليوم؟ ذابت الميليشيات. تجربة ميشال عون كانت مدمرة بغض النظر عن أهدافه. الهراوي أنهى الحرب الأهلية بطريقة أخرى. الآن الدولة هي الأقوى.
لماذا أيدت التمديد للرئيس الهراوي؟
- كان الوضع الاقليمي يفرض بقاء الأمور على ما هي عليه. جرى تشاور مع الجميع في الداخل والخارج وتوصلنا الى توافق. تم التمديد للرئيس الهراوي. لاقى الأمر معارضة شديدة من قوى عدة واستمرت هذه المعارضة حتى نهاية العهد.
هل كان الهراوي الممدد له ضعيفاً؟
- أنا أعتقد اننا جميعاً كان باستطاعتنا ان نفعل افضل مما فعلناه خلال فترة التمديد. ربما كان أفضل للرئيس الهراوي الخروج في ختام السنوات الست، لكن ذلك حصل ولا نستطيع إعادة عقارب الساعة الى الوراء.
هل صحيح انك طرحت التمديد للهراوي لقطع الطريق على وصول العماد اميل لحود؟
- لا، لو لم يحصل التمديد لجاء شخص آخر.
هل طرحت اسماء آنذاك؟
- كانت هناك اسماء مطروحة بينها جان عبيد.
لماذا جان عبيد؟
- لأنه موثوق.
متى تعرفت الى جاك شيراك؟
- قبل عشرين عاماً. كان رئيساً لبلدية باريس وكنت أنا هناك. نشأت صداقة مبنية على الثقة وتحولت علاقة عائلية.
يبدو انك تحب اقتناء البيوت الجميلة. اين تملك بيوتاً؟
- نعم. لدي في ماربيا وفي بالما وفي كان ومونت كارلو وسان ماكسيم وفي باريس وخارجها وفي نيويورك وواشنطن وفي سويسرا وفي الرياض وجدة وعمان ودمشق وفي لبنان، في بيروت وصيدا وفقرا.
ما هو أحب بيت اليك؟
- كلهم. بيت الرياض له معنى خاص لدي. عشت فيه فترة طويلة وولد فيه أولادي.
من يتولى صيانة هذه البيوت؟
- فرع الصيانة في شركتنا.
كم تنفق في الشهر، خمسة ملايين دولار؟
- كمصروف شخصي لا. القسم الأكبر من مصروفي هو للمساعدات الاجتماعية.
كم تنفق في السنة؟
- فوق ال150 مليون دولار بين المصروف الشخصي والمساعدات.
الشخصي حوالي 30 مليون دولار سنوياً؟
- ممكن.
تملك يختين ما اسمهما؟
-"نارا"و"نارانا".
وكم طائرة؟
- أربع طائرات. اثنتان"بوينغ 727"وواحدة"جي 3"والرابعة لم تصل بعد.
متى اشتريت الطائرة الأولى؟
- اعتقد في 1978 أو 1979 وهي من طراز"سابر لاينر".
في تلك السنة أهديت الرئيس سليم الحص طائرة؟
- نعم، وهي في تصرف الدولة اللبنانية.
ومتى اشتريت اليخت"نارا"؟
- في 1982، أما الثاني فجديد.
كانت لك لقاءات مع سمير جعجع، القائد السابق ل"القوات اللبنانية"المحظورة، داخل لبنان وخارجه؟
- خلال فترة الحرب ونهايتها كنت التقي الجميع.
متى بدأت العلاقة مع وليد جنبلاط؟
- في أواخر 1982. معظم هذه العلاقات بدأت بعد الاجتياح الإسرائيلي. الحقيقة أن العلاقة السياسية مع مختلف الأطراف بدأت بعد 1982. قبل ذلك التاريخ لم أخض في التفاصيل السياسية.
علاقتك مع وليد إما غرام وإما انتقام؟
- أعرف وليد قبل 1982 وتوثقت علاقتي معه بعد ذلك التاريخ. لم يصل الأمر الى الانتقام. ينتكس الغرام لكنه لا ينتكس الى حد الانتقام.
هل وحدتكما المعارضة الحالية؟
- لا، قبل ذلك. قبل الانتخابات الرئاسية زارني في فقرا لتناول العشاء. تحدثنا ولم نتفق وغادر من دون تناول العشاء. كان معارضاً بشدة لوصول العماد لحود. قال رأيه بصراحة.
مع لحود
هل التدخل السوري هو الذي جعلك تؤيد وصول العماد لحود الى الرئاسة؟
- هذا العنصر مضاف الى الجو العام. نظمت حملة تسويق ذكية لضمان وصول العماد لحود، وكان واضحاً أن عدم وصوله سيؤدي الى احباط في البلد. حصل هجوم واسع على الطبقة السياسية التي سهلت الهجوم عليها بسبب حروبها بين أطرافها وتحول وصول لحود مطلباً وهو ما كانت ترمي اليه الخطة.
على ماذا تفاهمت مع العماد لحود قبل انتخابه؟
- على كل شيء.
تشكيل أول حكومة؟
- لم يبقَ أمر لم نبحثه وكان التفاهم كاملاً.
يوم الدخول ويوم الخروج
يومان مهمان، الأول كلفت به تشكيل حكومتك الأولى، والثاني غادرت القصر في عهد آخر معتذراً. ماذا تتذكر من اليوم الأول؟
- في اليوم الأول كان هناك قدر من التهيب والحذر في كل كلمة. كل كلماتي كانت مكتوبة. قلت في خطاب لن يأتي الربيع إلا وتكون الورشة قد بدأت. أمسكها السياسيون وسموها"الوعود الربيعية". أنا كنت أقصد اننا نحتاج الى 10 سنوات. حوروها وأوحوا انني قلت ان كل شيء ينتهي في الربيع. السياسيون شاطرون عندنا. لا شك أن المرء يتعلم ويكتسب خبرة.
ماذا قالت لك زوجتك يوم توليت رئاسة الحكومة للمرة الأولى؟
- لم تكن مبسوطة.
مخاوفها أمنية؟
- مجموعة أشياء. حياتنا تغيرت. لم يعد هناك وقت كاف للأولاد. كانت نازك إذا عاشت معي في بيروت قلبها على الأولاد في باريس، وإذا عاشت مع الأولاد قلبها على زوجها. فترة صعبة عائلياً ولعلها الأصعب في حياتي.
هل خفت أن يتعرقل تشكيل حكومتك الأولى؟
- لا.
ونهار الاعتذار، هل صحيح أنك حملت معك ورقتين واحدة للقبول وأخرى للاعتذار؟
- لا، صعدت ومعي ورقة قبول، لكنني فوجئت بقصة تجيير أصوات النواب. كنت قلت للرئيس انني سأضطر الى الاعتذار في حال حصول ذلك، وقال لي إن الأمر لن يحصل. سألته لماذا حدث ذلك، فأجاب: اجبرني النواب. واعتذرت.
ماذا كان رد فعله؟
- سألني كيف، فقلت له اعتذر كما قلت لك.
هل صحيح أنك انتظرت اتصالاً سورياً ولم يأت؟
- هذا غير صحيح. وأنا لم اتصل.
متى تعرفت على السيد عبدالحليم خدام؟
- في 1982.
وتوطدت العلاقات منذ ذلك التاريخ؟
- نعم. كنت على تنسيق دائم مع سورية وهو نائب الرئيس والمسؤول عن الملف اللبناني مع حكمت الشهابي وغازي كنعان.
يشكو السياسيون في لبنان من أسلوب خدام؟
- مثل أبو جمال مرحلة أساسية في تاريخ سورية، خصوصاً في لبنان.
هل تخاف من السلام على المنطقة؟
- لا أخاف، من الضروري أن نكون واقعيين. أنا اعتبر أن السلام ضروري للمنطقة ومهم إذا كان سلاماً شاملاً. لكنني اعتقد أنه لا يحل كل مشاكل المنطقة. يحل نوعاً من المشاكل ويخلق تحديات جديدة. اعطاء الانطباع ان السلام سيحل كل مشاكلنا غير صحيح. لا أشعر أن هناك في لبنان من يحاول تقدير هذه التحديات أو درس انعكاساتها على البلد. هناك كلام من كبار المسؤولين في البلد مفاده أن كل المشاكل ستحل بعد توقيع السلام. اعتقد أن هذا الكلام يشكل خطأ كبيراً. هناك مشاكل عدة: مشاكل مخيمات، مشاكل"حزب الله"، مشاكل تطبيع ومشاكل اقتصادية وتحديات وطنية وثقافية. السلام ليس نزهة، وتبسيط المشاكل يرمي الى تفادي البحث عن حلول.
هل تخاف أن ينجب السلام إرهاباً؟
- في الجانبين هناك من يعارض عملية السلام. لدى الإسرائيليين ولدى العرب هذه القوى ستعبر عن نفسها بوسائل متعددة. أتمنى أن لا يكون العنف بين هذه الوسائل.
هل أنت مراقب الآن؟
- نعم.
هل كنت تشتهي الوجود في السلطة في هذه المرحلة؟
- يضحك، لا.
غداً حلقة ثالثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة