تصاعدت وتيرة الخلاف وسط الجماعات العراقية المسلحة، في مقدمها"الجيش الاسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"و"جماعة المجاهدين"من جهة، ومن جهة اخرى الفصائل المرتبطة بتنظيم"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"بزعامة أبي مصعب الزرقاوي الذي أعلن تأسيس"مجلس شورى"مكون من ستة فصائل معظمها مجهول، مقدمة لمواجهة محتملة في الانبار وعدد من المدن السنية بعدما زادت هجمات"التكفيريين"على متطوعين في الشرطة، ورجال دين، كان آخرهم عضواً بارزاً في"الحزب الاسلامي". واعلن الزرقاوي في بيان أمس تأسيس"مجلس شورى"ل"توحيد وتنسيق الجهاد ضد الصليبيين والكفرة"، داعياً"المسلمين في العالم للانضمام الى الجهاد في العراق". وأدرج في بيانه ست جماعات بينها"القاعدة"و"جيش الطائفة المنصورة"و"سرايا أنصار التوحيد"و"سرايا الجهاد الاسلامي"و"سرايا الغرباء"و"كتائب الأهوال". وقالت مصادر مطلعة على طبيعة التشكيلات المسلحة في المدن السنية ان هذه الفصائل هي في الاساس"جزء من تنظيم القاعدة"بشقيه"التوحيد والجهاد"و"اسود التوحيد"، وان"سرايا الغرباء"و"كتائب الاهوال"تضم متطوعين غير عراقيين. واشارت المصادر الى ان بيان الزرقاوي يحاول إظهار تفوق أنصاره وهو موجه الى أهالي المناطق السنية التي تشهد حركة تمرد عنيفة ضد من يسمونهم"الجماعات التكفيرية"ويتهمونها بتنفيذ عمليات اغتيال، طاولت رجال دين لديهم مؤيدون وسط السنة، بينهم الشيخ اياد العزي، والشيخ حمزة العيساوي، وأخيراً الشيخ عبدالغفور الراوي الذي اغتاله مجهولون أمس في حي التأميم غرب الرمادي 70 كلم غرب بغداد فور خروجه من مسجد الإمام الشافعي في المدينة. وجاء الحادث في اعقاب تحذيرات وجهها الزرقاوي في وقت سابق الى"الحزب الاسلامي"الذي ينتمي اليه الراوي وبعد هجوم على متطوعين من السنة في صفوف الشرطة أودى بحياة العشرات من شباب الرمادي. وعكس بيان الزرقاوي الأخير التوتر بينه وبين الجماعات المسلحة مثل"الجيش الاسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"و"جماعة المجاهدين"و"قوات عمورية"و"البعثيين"التي نددت في وقت سابق بأعماله"المسيئة الى المقاومة العراقية"، وأجبرته على وقف هجماته خلال الانتخابات في كانون الأول ديسمبر 2005. ولم تصدر تلك الجماعات بيانات عن خلافها مع الزرقاوي، فيما نقلت تقارير اعلامية عن مصادر قريبة من الأحداث في المناطق السنية قولها ان مواجهات وقعت بالفعل خلال الأيام الماضية مع أنصار الزرقاوي في سامراء والضلوعية وبيجي. وان زعماء عشائر وجماعات مسلحة في عانة وراوة وحديثة، غرب الانبار، أنذرته بالمغادرة.