تشهد دمشق في الايام المقبلة سلسلة من الزيارات الرسمية بهدف التشاور مع المسؤولين السوريين في مواضيع العراق والاراضي الفلسطينية ولبنان. واكدت مصادر رسمية سورية ل"الحياة"امس ان اي تغيير لم يطرأ على الزيارة المقررة لوزير الخارجية الالماني فرانك - فالتر شتانماير المقررة غداً والهولندي برنارد بوت يومي الثلثاء والاربعاء المقبلين. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتفق مع شتاينماير على القيام بزيارة رسمية الى دمشق على هامش لقائهما في اجتماع وزراء خارجية"يوروميد"في فنلندا الاسبوع الماضي. ومن المقرر ان تشمل الزيارة لقاء مع الرئيس بشار الاسد ومعه المعلم ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري. وكان شتاينماير الغى زيارة رسمية مقررة الى دمشق في منتصف آب اغسطس الماضي، بسبب اعلان سورية دعمها ل"حزب الله"في مقاومته اسرائيل. وتردد احتمال الغاء الزيارة الحالية بسبب تطورات الوضع اللبناني، لكن برلينودمشق اكدتا نية شتاينماير القدوم الى سورية. واعربت المصادر السورية عن"الارتياح"لنتائج مشاركة المعلم في اجتماع"يوروميد"في فنلندا يومي 27 و28 الجاري، منوهة بالبيان الختامي الذي تحدث عن"سلام شامل على اساس قرارات مجلس الامن ومبدأ الارض مقابل السلام". لكن هذه المصادر اشارت الى ان المحادثات الثنائية"كشفت وجود فجوة في المواقف. ولم تكن سهلة بسبب تركيز الوزراء الاوروبيين على الموضوع اللبناني"، ذلك ان الجانب السوري حرص على التشديد على اتخاذ"موقف حيادي"ازاء تطورات الوضع اللبناني ونزول المعارضة الى الشارع. ومن المقرر ان تتناول المحادثات بين الوزيرين الالماني والهولندي والمسؤولين السوريين موضوع العلاقات بين سورية والاتحاد الاوروبي، ذلك ان المانيا سترأس الاتحاد في النصف الاول من العام المقبل. وعلمت"الحياة"ان الدردري ابلغ المفوضية الاوروبية موافقة دمشق على البرنامج التأشيري للتعاون بين الطرفين في السنوات الاربع المقبلة. وسيتزامن وجود شتاينماير وبوت في دمشق مع زيارة رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية الذي يصل اليوم من الدوحة لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين السوريين وقادة الفصائل الفلسطينية، قبل ان يتوجه الى طهران يوم الاربعاء. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ان الجانب الاوروبي سيشجع دمشق على"ممارسة نفوذها لدى حماس لإبداء مرونة ازاء تشكيل حكومة الوحدة الوطنية". وقالت مصادر فلسطينية ان"حماس"لاتزال تتمسك بسمير ابو عيشة للمال ويحيى موسى للداخلية، مع الاشارة الى وجود"شكوك ازاء الضمانات الدولية برفع الحصار المالي بعد تشكيل الحكومة". الى ذلك، ستتناول المحادثات الموضوع العراقي، اذ اعربت اكثر من دولة اوروبية عن الارتياح ازاء زيارة وزير الخارجية السوري الى بغداد نهاية الشهر الماضي. وقالت المصادر السورية ان دمشق تعارض عقد مؤتمر دولي للمصالحة في العراق، لكنها تدعم عقد مؤتمر عراقي - عراقي بدعم اقليمي وحضور دولي، ذلك لاعتقاد دمشق ان"مؤتمرا دوليا لن يكون مجديا اذ من الممكن ان لا تحضر المعارضة العراقية مؤتمرا كهذا لاعتقاد قياداتها انه سيستهدف فرض املاءات اميركا على العراق، وبالتالي سيكون مصيره الفشل". ومن المقرر ان يكون الملف العراقي احد المواضيع التي سيبحثها الرئيس بشار الاسد خلال"زيارة العمل"الى موسكو المقررة في 19 الشهر الجاري. وقالت المصادر ان الاسد سيعقد اجتماع عمل مع الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين للبحث في"قضايا استراتيجية تتعلق بالشرق الاوسط". الى ذلك، يشارك وزير الداخلية التركي عبدالقادر اوكسو في المؤتمر المخصص للسلطات المحلية المقر يومي السبت والاحد المقبلين، بدعم من الاتحاد الاوروبي تمهيدا للانتخابات البلدية المقررة في سورية خريف العام المقبل. كما ان وفداً من"مجموعة الازمات الدولية"برئاسة مسؤول قسم الشرق الاوسط روبرت مالي سيزور دمشق في السادس من الشهر الجاري للقاء كبار المسؤولين.