أعلن وزير الخارجية الهولندي برنارد بوت امس انه تبلغ من المسؤولين السوريين ان دمشق ستلعب "دوراً بناء" لحل الأزمة اللبنانية المتصاعدة وتنفيذ القرار 1701، بعدما قال إن على سورية "الكثير من المسؤوليات" في الشرق الاوسط، وان اوروبا ستنظر بإيجابية الى أي خطوة بناءة. وعلمت"الحياة"امس ان الجانب السوري حض الأوروبيين على"عدم الانحياز وعدم دعم طرف دون آخر، لأن ذلك يعقد الوضع بدل حله". وكان بوت حذر من احتمال"انفجار الوضع اللبناني ومخاطر انعكاس ذلك على الشرق الأوسط". والتقى بوت أمس الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ورئيس الوزراء محمد ناجي عطري ووزير الخارجية وليد المعلم. ونقل ناطق رئاسي عن الأسد قوله:"إن الامن والاستقرار لا يتحققان إلا بإقامة السلام العادل والشامل وإعادة الحقوق لأصحابها"، وأكد"التوجه الاستراتيجي السلمي"لدمشق. وأوضحت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة"أمس ان المحادثات تناولت الأوضاع في العراق والأراضي الفلسطينيةولبنان، وأن المسؤولين السوريين شرحوا أبعاد"الخطوة التاريخية"بزيارة المعلم بغداد وتبادل استئناف العلاقات الديبلوماسية مع العراق، والجهود المبذولة للحفاظ على التهدئة بين فلسطين وإسرائيل واقامة حكومة وحدة وطنية، إضافة الى شرح الموقف السوري من الوضع في لبنان. وأوضحت المصادر"ان لبنان لا يحكم إلا بالتوافق وليس بالأكثرية. صيغة الاستقرار في لبنان تقوم على التوافق". وأشارت الى ان الدعم الأميركي والغربي لحكومة فؤاد السنيورة"يعقد الأمور، لأن الحل يتطلب عدم الانحياز الى أي طرف دون آخر". وفي ختام زيارة الوزير الهولندي، عقد مؤتمر صحافي بين المعلم وبوت. وقال الوزير الهولندي:"لسورية دور مفتاحي في المنطقة، وعليها مسؤوليات كبيرة. ويجب ان تكون سورية جزءاً من الحل"، مشيراً الى ان"عيون أوروبا ستتطلع إلى سورية إذا لعبت دوراً بناء في الصراع الفسطيني وفي لبنانوالعراق"، إذ ابلغ السوريين"هناك الكثير من الفرص في المنطقة"، بعدما لاحظ الجهود الايجابية لدمشق بالتوصل الى وقف اطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل. وعن لبنان، قال بوت:"أكد الجانب السوري لي انها سورية تريد لعب دور بناء في الأزمة اللبنانية لحل المشكلة المتصاعدة في لبنان وتنفيذ القرار 1701"، مشيراً الى ان هناك"العديد من الاشارات الايجابية التي سمعتها بأن سورية يمكن ان تلعب دوراً ايجابياً في المنطقة، وهذا سيعزز العلاقات بين أوروبا وسورية". وأبلغ بوت المسؤولين السوريين انه سينقل انطباعاته الى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الخميس المقبل وإلى وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، وان"هذا سيحسن من التفاهم والحوار بين سورية واميركا من جهة وسورية والاتحاد الاوروبي". وسئل المعلم عن موقف بلاده من الوضع في لبنان، فقال:"نحن ندعم جهود الجامعة العربية وجهود المبعوث السوداني".