اتهم نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري امس الاتحاد الاوروبي باستخدام ملفات خارجية وداخلية للضغط على سورية، قائلا ان الاوروبيين"عادوا الى سورية لانهم عرفوا ان لا غنى عنها". وكان الدردري يتحدث الى"الحياة"قبل لقائه امس رئيس وحدة المشرق في مكتب الشؤون الخارجية في المفوضية الاوروبية آلان سيتر الذي اجرى ايضا محادثات مع معاون وزير الخارجية احمد عرنوس. وقالت مصادر رسمية ان سيتر بحث مع عرنوس في"برامج المساعدة التي تنوي المفوضية تقديمها الى سورية في السنوات الاربع المقبلة والاولويات التي تراها سورية في هذه البرامج"، اضافة الى العلاقات السورية - الاوروبية وعملية السلام في الشرق الاوسط وتنفيذ قرارات مجلس الامن. وكان سيتر زار دمشق في بداية العام 2004، ثم التزمت اوروبا فرض عزلة سياسية على سورية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وجمدت التوقيع الرسمي على اتفاق الشراكة مع سورية مع مطالبة دمشق بالابتعاد عن طهران وتحسين واقع حقوق الانسان فيها. وسألت"الحياة"الدردري عن هذا التحول، فأجاب :"هذا يؤكد أن أوروبا لم تكن جدية لا بموضوع اغتيال الحريري ولا بموضوع حقوق الإنسان. هذا ضغط سياسي على سورية لم ينجحوا فيه ولم يحققوا شيئا في هذه المجالات لأنهم ليسوا جديين في أي منها. هذا تدخل في السياسة السورية وفي الشؤون الداخلية السورية لم نقبله ورفضناه ووقفنا في وجهه بصرامة وهذا الأمر غير قابل للنقاش". وزاد :"عندما اقتنع الأوروبيون ان لا غنى عن سورية من اجل تحقيق سلام واستقرار في الشرق الأوسط عادوا للحديث عن الشراكة بكل بساطة". وكانت دمشق شهدت بعد اندلاع الحرب بين"حزب الله"واسرائيل قيام وزراء اوروبيين بزيارتها، ثم زار نواب في البرلمان الاوروبي سورية مع وعد بتحريك اتفاق الشراكة. ومن المتوقع ان يزور مسؤول الشؤون الخارجية في المفوضية خافيير سولانا او مبعوث شخصي منه العاصمة السورية في اطار اجراء اتصالات مع الجانب السوري ل"وضع خطة"لتقديم المساعدة الفنية للقوات السورية لضبط الحدود مع لبنان. لكن مصادر ديبلوماسية لاحظت"عدم وجود غالبية"داخل الاتحاد الاوروبي لاعادة فتح المفاوضات لتوقيع اتفاق الشراكة، قبل ان تقلل من اهمية زيارة النواب الاوروبيين لانهم"اشتراكيون ولايشكلون غالبية وهناك اصوات اخرى متشددة حيال سورية"، اضافة الى كون"القرار ما زال بيد المجلس الاوروبي وليس البرلمان". وكانت مصادر اخرى قالت ل"الحياة:"هناك ادراك لدى بعض الدول الاوروبية لضرورة الانخراط مع سورية وان سياسة العزل لم تكن ناجحة. لكن ذلك لم يؤد الى الان الى غالبية اوروبية تدعو الى توقيع الشراكة"، قبل ان تشير الى ان"المعلومات الواردة من باريس تشير الى ان لا تحول جوهريا في الموقف الفرنسي ازاء دمشق".