علمت"الحياة"ان ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز سيزور دمشق بعد غد الجمعة، وبعد زيارة لمصر تستمر بضع ساعات، يلتقي خلالها الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ. وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة"ان الأمير عبدالله سيجري في دمشق محادثات مع الرئيس بشار الأسد، ويتوقع ان يطلعه بعد ظهر الجمعة على نتائج محادثاته مع الرئيسين جاك شيراك وجورج بوش التي استبقها الرئيس السوري بإيفاد نائب وزير الخارجية وليد المعلم الى الرياض حاملاً رسالة ركزت على التزام سورية سحب قواتها الأمنية والعسكرية من لبنان، وايفاء كل متطلبات القرار 1559 المتعلقة بسورية. وقالت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة"امس ان"حصول زيارة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أمر ممتاز في هذه الفترة"، منوهة ب"المواقف الايجابية"التي عبر عنها في فرنسا واميركا، في إشارة الى دعوته الى تهدئة الأمور لأنه"مهما حصل، سورية ولبنان شقيقان". وكان الرئيس الأسد زار السعودية وأبلغ ولي العهد عزم دمشق على الانسحاب عسكرياً وأمنياً من لبنان، وقالت المصادر ان"العلاقات السورية السعودية أخوية فيها الكثير من الصراحة المتبادلة". وكانت طهران سعت الى تحسين العلاقات بين باريسودمشق، عبر زيارة وزير الخارجية الايراني كمال خرازي لسورية قبل لقاء الرئيس محمد خاتمي نظيره الفرنسي الرئيس جاك شيراك. وعلمت"الحياة"ان الاشارات المباشرة وغير المباشرة الآتية من فرنسا تدعو سورية الى"استخدام نفوذها السياسي في لبنان بطريقة ايجابية، لإنجاح الانتخابات اللبنانية وتشكيل حكومة". وعلم ان السفير المعلم زار بين 27 و29 الشهر الماضي برلين وفيينا، وأجرى حوارات صريحة عن علاقات سورية مع أوروبا وأميركا، فيما زار رئيس هيئة تخطيط الدولة عبدالله الدردري البرلمان الأوروبي لطرح وجهة نظر دمشق للدفع باتجاه توقيع اتفاق الشراكة السورية الاوروبية. وفي الرياض، وصفت مصادر مطلعة زيارتي ولي العهد السعودي لسورية ومصر بأنهما مهمتان جداً لمستقبل الأوضاع في العالم العربي، خصوصاً مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط، وبناء نمط جديد من العمل العربي المشترك، للتفاهم الأفضل مع الولاياتالمتحدة، يساعدها في التدخل في شكل ايجابي واكثر فاعلية لتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وفق برنامج"خريطة الطريق"، تمهيداً لإقامة دولة فلسطينية مستقلة خلال العامين المقبلين. وأوضحت المصادر انه نتيجة لمحادثات الأمير عبدالله مع الرئيس بوش وأركان ادارته، وجد ولي العهد ان المطلوب حالياً العمل لتوظيف كل الطاقات العربية باتجاه عملية السلام، وتأمين أرضية لتحقيق السلام العادل والشامل من خلال تسوية الصراع العربي الاسرائيلي. ووفقاً للمصادر ذاتها التي اطلعت على المحادثات السعودية الاميركية الاسبوع الماضي، استطاع ولي العهد السعودي اقناع بوش وأركان إدارته بإعطاء مسألة ايجاد تسوية سلمية في المنطقة وحل القضية الفلسطينية، الاهتمام الأول، كي يتواكب ذلك مع الاصلاح السياسي والاقتصادي المطلوب للمنطقة. وبسبب هذه"النتائج الايجابية"التي لمسها ولي العهد السعودي في الموقف الاميركي، قرر زيارة مصر وسورية والبحث مع مبارك والأسد في مستقبل العمل السياسي في المنطقة. وأوضحت المصادر ان الأمير عبدالله يريد من زيارته دمشق، ليس فقط اطلاع الرئيس الأسد على الموقف الاميركي من سورية، بل ايضاً عرض أفكار واقتراحات تجنب دمشق الضغوط الاميركية التي ما زالت تتعرض لها، وتمهد لخلق حال جديدة في العلاقات بين سورية والولاياتالمتحدة. ويعتقد بأن زيارة ولي العهد السعودي لسورية تستهدف تشجيع الأسد على تحقيق ما أبداه من نيات ايجابية في مجالي الاصلاح الداخلي والتعاون الاقليمي، خصوصاً ازاء التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.