اندلعت معارك أمس بين الجيش التشادي ومتمردي"اتحاد القوى من أجل الديموقراطية والتنمية"في مدينة أبيشي على بعد 885 كلم شرق العاصمة نجامينا، في محاولة جديدة يقوم بها معارضو الرئيس إدريس دبي لإطاحة نظامه. وقال نائب رئيس الأركان في الجيش التشادي الجنرال أدوم غابغاليا ان المنطقة كانت"هادئة"بعد الظهر، وان"مرتزقة موّلتهم الخرطوم"شنّوا الهجوم. وأعلن المتمردون الذين جاؤوا في رتل من 80 عربة، سيطرتهم على المدينة من خلال الاذاعة الناطقة باسمهم. وسارعت الحكومة إلى نفي زعمهم، لكنها اضطرت لاحقاً إلى الإقرار بأنها انسحبت منها. وقالت قيادة أركان الجيش التشادي، في بيان وقّعه غابغاليا، ان القوات المسلحة انسحبت من أبيشي"حرصاً على أرواح المواطنين"، لكنها انتشرت في ضواحيها. وصرح زعيم اتحاد القوى الجنرال محمد نوري إلى وكالة"فرانس برس"في اتصال هاتفي بأن قواته استولت على جزء كبير من المدينة. وقال:"منذ الساعة 7.30 من صباح اليوم أمس وانا داخل المدينة. دخل رجالي ابيشي ونحن نسيطر على جزء كبير من المدينة والمعارك متواصلة في محيطها". وكما حدث قبل ستة شهور عندما صدت القوات التشادية هجوماً شنته"الجبهة الموحدة للتغيير"عند أبواب نجامينا، اتهمت تشاد هذه المرة أيضاً السودان بمساندة المتمردين، وهو ما نفته الخرطوم في شدة. ونقلت وكالة"رويترز"عن عمال اغاثة متمركزين في أبيشي ان بعض المتمردين دخل فعلاً البلدة الاستراتيجية الواقعة على الطريق الرئيسي المؤدي الى العاصمة التشادية وعلى بعد 160 كلم من الحدود السودانية. وللجيش الفرنسي قوات متمركزة فيها بمقتضى اتفاق تعاون دفاعي مع الحكومة. وذكرت"رويترز"أن عمال الاغاثة في أبيشي استيقظوا على صوت نيران أسلحة آلية وأسلحة ثقيلة من ناحية ضواحي البلدة، واستمر ذلك لنحو ساعة. ونقلت عن مسؤول من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة رفض نشر اسمه في اتصال هاتفي عبر الأقمار الاصطناعية:"شاهدنا متمردين في عربات في الشوارع". لكنه أضاف أنه يبدو أن عربات المتمردين انتقلت إلى مكان آخر وأن القتال هدأ. وتابعت:"في الوقت الحالي الوضع هادئ". وقال وزير الدفاع التشادي بشارة عيسى جاد الله ل"رويترز"في نجامينا:"كل قواتنا الدفاعية والامنية تتجمع في المنطقة. لم تسقط أبيشي في يد المتمردين"، لافتاً إلى أن القتال اندلع على مشارف البلدة. وفي أديس أبابا، ندد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري، في بيان أمس،"في شدة"بالهجوم، وقال انه"يشعر بقلق شديد لتحرك مجموعات مسلحة في اتجاه مدينة ابيشي في تشاد"، داعيا"بالحاح المجموعات المسلحة الى وقف هجماتها فوراً".