أفاد مصدر عسكري ان المتمردين التشاديين سيطروا امس السبت على العاصمة نجامينا بعد مواجهات مع القوات النظامية استمرت اكثر من ثلاث ساعات، فيما لا يزال الرئيس ادريس ديبي في مقر الرئاسة. ومنذ صباح امس بدأت معركة نجامينا بين الجيش التشادي وتحالف متمردين مناهض للرئيس ادريس ديبي قطع البلاد من الشرق الى الغرب في غضون اسبوع انطلاقاً من السودان، مع معارك بالاسلحة الثقيلة واطلاق نار عند مشارف القصر الجمهوري في العاصمة. وافادت مصادر عسكرية ان معارك بين القوات الحكومية والمتمردين التشاديين دارت صباحاً عند مشارف مقر رئاسة الجمهورية في نجامينا. واكد مسؤولون في الاجهزة الامنية في منظمات دولية تعمل في تشاد هذه المعلومات. ولا يعرف مكان تواجد الرئيس ادريس ديبي. وبدأت المواجهات بعيد الساعة الثامنة (الساعة السابعة ت.غ) على بعد عشرين كيلومتراً تقريباً شمال المدينة. وافاد مراسل وكالة فرانس برس في وسط نجامينا ان اطلاق نار من اسلحة ثقيلة كان متفرقاً في البداية وصار اكثر كثافة وانتظاماً كان يسمع في وسط العاصمة. وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان "المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين اندلعت على مسافة عشرين كلم شمال نجامينا".. مضيفاً ان قوات المعسكرين "متكافئة نوعاً ما". واكد اباكار توليمي احد القادة المتمردين في اتصال هاتفي اجري معه عبر الاقمار الصناعية ان "المعارك تدور عند مدخل المدينة الشمالي".. مضيفاً ان الرئيس التشادي ادريس ديبي وقواته يتفككون. سيسقط بين لحظة واخرى. وبعد هذا الاتصال قرابة الساعة التاسعة سمع تبادل كثيف لاطلاق النار بالاسلحة الرشاشة على مسافة اقرب من وسط المدينة على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وكان مصدر النيران جنوب العاصمة وشرقها. وافاد عدة شهود ان عناصر من المتمردين شوهدوا داخل المدينة ولا سيما قرب الجمعية الوطنية والمطار. ومنذ الاثنين اجتازت قافلة من المتمردين تضم حوالى 300شحنة صغيرة يمكن لكل واحدة ان تقل عشرة الى 15عنصراً تشاد عابرة مسافة 800كلم من السودان حيث اقام المتردون قواعدهم. ولم تلق القافلة خلال تقدمها اي مقاومة حتى يوم الجمعة قرب بلدة مساغيت على بعد 50كيلومتراً على خط مستقيم شمال شرق العاصمة حيث حاول الجيش التشادي صد المتمردين من دون التوصل الى السيطرة عليها رغم وقوع معارك ضارية. وكان الرئيس ادريس ديبي الزعيم العسكري الذي وصل الى الحكم بقوة السلاح انطلاقاً من السودان كذلك في العام 1990عندما اطاح بالرئيس حسين حبري، على خط الجبهة بعد ظهر الجمعة لكنه عاد الى نجامينا عندما فشلت قواته في فرض نفسها امام المتمردين على ما قالت مصادر عسكرية. وامضى الليل في القصر الرئاسي في نجامينا على ما افادت مصادر مقربة من الرئاسة. وفي العاصمة لزم السكان الذين ينتظرون مواجهة كبيرة منذ ثلاثة ايام، منازلهم. ومنذ الجمعة نشر الجيش الوطني التشادي تعزيزات لضمان امن النقاط الرئيسية في العاصمة. وقد انتشر عسكريون مدججون بالسلاح عند مفارق الطرق الرئيسية وتمركزت دبابات قرب الرئاسة والمقار الاستراتيجية. وفي باريس دعت السلطات الفرنسية السبت رعاياها المقيمين في نجامينا الى "ملازمة منازلهم وعدم الخروج" بسبب المعارك الدائرة في العاصمة التشادية، حسبما افادت وزارة الخارجية الفرنسية. وكان الفرنسيون المقيمون في العاصمة التشادية بدأوا بالتجمع في ثلاثة مواقع في المدينة استعداداً لاجلائهم بطلب من السفارة الفرنسية على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. ويقيم نحو 1500فرنسي في تشاد 85% منهم في نجامينا. وتدرس السبت عملية اجلاء السبت لكنها رهن بالوضع الامني على ما افاد عدد من المواطنين الفرنسيين. ويقوم الجيش الفرنسي الذي له وجود في تشاد منذ العام 1986مع 1100عنصر في قوة ايبيرفيه التي تعززت اعتباراً من الجمعة بمئة جندي اضافي اتوا من ليبرفيل، بضمان امن مراكز التجمع والفنادق الكبرى في العاصمة. وتتزامن معركة نجامينا مع بدء نشر قوة اوروبية في شرق تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى. ويفترض ان يقوم 3700جندي في هذه القوة بينهم 2100فرنسي بحلول نهاية ايار/مايو. وفي موضوع ذي صلة اعلنت رئاسة الاركان الفرنسية وصول تعزيزات قوامها 150جندياً فرنسياً صباح السبت الى نجامينا حيث تدور المعارك بين المتمردين والقوات الحكومية. واضاف مصدر في الجيش الفرنسي ان نحو الفي متمرد تشادي دخلوا السبت نجامينا حيث يخوضون معارك مع القوات النظامية قرب القصر الرئاسي خصوصاً. وكان وزير الخارجية التشادي اماد علام - مي قد اعلن مساء الجمعة لوكالة فرانس برس في اديس ابابا، صد هجوم للمتمردين على نجامينا، مؤكداً ان الوضع في العاصمة "هادئ وتحت السيطرة". واكد الوزير التشادي "انفي كل الشائعات التي تفيد ان معارك تدور في نجامينا، او ان مروحيتين قد اسقطتا. وقد هزم المتمردون بعد مواجهات حادة، والعاصمة تنعم بالهدوء والامور فيها تحت السيطرة". واضاف في اتصال هاتفي اجري معه ان "المعارك دارت على محور مساغت - نغورا الذي يبعد ما بين 100و 80كلم عن نجامينا، بين الساعة 9.30صباحاً والساعة الثانية عشرة"، لكنه لم يستبعد "امكانية وقوع هجمات اخرى، لأن المتمردين يتلقون تعزيزات من السودان". واكد ان الجيش التشادي "يلاحق الفارين. نعرف ان ارتالاً عدة تأتي لكن الهجوم الاساسي قد صد". وسئل وزير الخارجية التشادي الذي يشارك في القمة العاشرة للاتحاد الافريقي في اديس ابابا عن امكانية وقوع العاصمة في ايدي المتمردين، فأجاب "كل شيء ممكن. يجب عدم استبعاد شيء، والمتمردون وصلوا مدججين بالسلاح والتجهيزات". وقال "انه لامر محزن بالنسبة الى تشاد، ومحزن للعاصمة التشادية ان يستمر التشاديون في السعي الى التقاتل. والسودانيون هم الذين يقفون وراءهم، ونحن لسنا سوى وقود للمدافع في نزاع لا يعنينا". واكدت رئاسة اركان الجيوش الفرنسية التي تنشر قوات في نجامينا، ان معارك وقعت الجمعة بين القوات المسلحة التشادية ومتمردين في مساغت التي تبعد 50كلم شمال شرق نجامينا.