شنت حركة "حماس" هجوما لاذعاً على الرئيس محمود عباس على خلفية مغادرته قطاع غزة ليل السبت - الاحد من دون ان يلتقي رئيس الوزراء اسماعيل هنية للبحث في سبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. واتهم نائب رئيس كتلة"حماس"البرلمانية يحيى موسى الرئيس الفلسطيني باتباع اسلوب"الحرد"في التعامل مع الوضع الداخلي الفلسطيني. وانتقد في حديث لاذاعة"صوت الاقصى"التابعة ل"حماس"تصرفات عباس وقدومه الى غزة من دون عقد لقاء مع هنية او قادة الحركة لحل الازمة. وكان الرئيس الفلسطيني وصل ليل الجمعة - السبت الى غزة حيث مكث نحو 24 ساعة قبل ان يغادر الى رام الله فجأة من دون ان يلتقي أياً من قادة"حماس"او رئيس وزرائها، بل اكتفى بلقاء عدد من الشخصيات الموقعة على"نداء من اجل فلسطين"، او ما بات يعرف بمبادرة تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين. وبحث عباس في شكل الحكومة الفلسطينية المقبلة مع الوفد الذي كان التقى هنية في وقت سابق في محاولة لاقناعه بقبول فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين، الا ان هنية رفض الفكرة، مشددا على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية من كل الطيف السياسي الفلسطيني استنادا الى"وثيقة الاسرى"المعدلة. وعلمت"الحياة"من مصادر مطلعة ان عباس غادر غزة بعدما وصلته اشارات غير مشجعة من"حماس"والحكومة عبر طرف فلسطيني وسيط. لكن مصادر مطلعة أخرى قالت ل"الحياة"ان الرئيس كان ابلغ عددا من قادة الفصائل في غزة في وقت سابق انه لا ينوي"الدعوة الى أي حوار وطني في شأن تشكيل الحكومة الجديدة بعدما خذلتني حماس وتراجعت عن الاتفاق"، في شأن محددات برنامج حكومة الوحدة الوطنية الذي تم التوصل اليه في اجتماع في 11 الشهر الماضي. الى ذلك، رحبت كل من وزارة الخارجية الفلسطينية وحركتا"فتح"و"حماس"بتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي عبر فيها عن اسفه للمطالب التي يوجهها بعض اعضاء اللجنة الرباعية الدولية ل"حماس"في المرحلة الراهنة. ووصف لافروف في حديث لوكالة الانباء الكويتية"كونا"هذه المطالب بأنها"مبالغ فيها"، وقال: انه"من المؤسف ان يحاول بعض اعضاء الرباعية"التأثير على العملية السلمية عن طريق طرح مطالب مبالغ فيها في هذه المرحلة"، في اشارة الى الولاياتالمتحدة الاميركية. واعتبر ان مطالبة"حماس"بالاعتراف باسرائيل وانهاء المقاومة"مسألة غير واقعية حاليا". وكانت اللجنة الرباعية المؤلفة من روسياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة طالبت"حماس"بالاعتراف بالدولة العبرية والاتفاقات معها ونبذ العنف. ورحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بموقف لافروف، واعتبرته"موقفا متقدما يستحق التقدير". وطالبت في بيان لها امس اللجنة الرباعية"بتبني الموقف الروسي والتراجع عن شروطها الظالمة التي يفرض بسببها الحصار على الشعب الفلسطيني". كما رحب الناطق باسم حركة"حماس"فوزي برهوم بتصريحات لافروف، ووصف الموقف الروسي بأنه"خطوة متقدمة جدا في اتجاه الموقف الصحيح بما يخدم القضية الفلسطينية". وقال في تصريح امس:"ندرك ان الحصار الدولي على الشعب الفلسطيني ظالم، وكنا نراهن على تفكيك الموقف الدولي، وبالذات من جانب الاتحاد الاوروبي". بدوره، رحب كبير ناطقي"فتح"احمد عبدالرحمن بالموقف الروسي، وقال في تصريح امس انه"يجب ان يجد ترجمته في اجتماع اللجنة الرباعية المقبل لرفع المقاطعة المفروضة على الشعب الفلسطيني واستئناف تقديم المساعدات المادية والاقتصادية للشعب الفلسطيني".