استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مزرعته بالدرعية أمس، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والوفد المرافق له. ونقل الوزير كيري لخادم الحرمين الشريفين، خلال الاستقبال، تحيات وتقدير الرئيس باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيما حمله تحياته وتقديره للرئيس أوباما. وجرى خلال الاستقبال مناقشة عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، ومجمل الأحداث التي تشهدها المنطقة، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين. وحضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين. كما حضره السفير الأمريكي لدى المملكة جوزيف ويستفول، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى آن باتيرسون، ورئيس الأركان المشتركة الفريق بحري كيرت تيد، والمتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية جينيفر بيساكي، والمستشارة المساعدة لوزير الخارجية الأمريكي ليزا كينا. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة هو سبب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وأشار إلى أن المملكة لا تضمر أي عداء لإيران وهي جارة للدول المجاورة لها، لكن التدخلات الإيرانية وخاصة في سوريا ولبنان والعراق واليمن، عقّدت الوضع في المنطقة، وأضاف إذا أرادت إيران أن تكون جزءا من الحل لا المشكلة فيجب أن تكف عن هذا التدخل في تلك الدول، جاء هذا ردا على سؤال «الشرق» خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء أمس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في قاعدة الرياض الجوية، حول عدم تسمية إيران حتى كدولة داعمه للإرهاب رغم احتلالها للجزر الثلاث في الإمارات وأيضا دولة الأحواز العربية إضافة إلى اعتبار حزب الله جماعة إرهابية فيما تجاهل وزير الخارجية الأمريكي التعليق على تساؤل «الشرق» حول عدم تطرق أمريكا إلى السلاح النووي الذي تملكه إسرائيل وانتهاكها المستمر لحقوق الإنسان في فلسطين، منهيا بذلك المؤتمر الصحفي. وقال الوزير الفيصل خلال المؤتمر الذي عقد بعد اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع كيري، إن ما تم خلال الاجتماع من مناقشات كانت بناءة، إذ تمت مناقشة الوضع اليمني، في ظل اتفاق دولي للرفض المطلق للانقلاب على الشرعية في اليمن، موضحاً أن «وزراء الخليج رفضوا الانقلاب وإعلان ميليشيات الحوثي، والتأكيد على أهمية العملية السياسية باليمن وفق المبادرة الخليجية»، معلناً في الوقت ذاته موافقة بلاده على دعوة الرئيس اليمني لنقل الحوار إلى الرياض. وأكد الفيصل أن وزراء الخليج بحثوا الملف النووي الإيراني مع كيري، وأن «السعودية تؤكد دعمها لجهود الدول الكبرى بالمحادثات مع إيران»، مشيراً إلى أن «كيري كان واضحاً بالتأكيد على ضرورة عدم امتلاك إيران أسلحة نووية»، موضحاً «عبرنا لكيري عن قلقنا من تدخل إيران في سوريا ولبنان واليمن والعراق»، موضحا أن إيران تستولي على العراق ومشجعة للإرهاب، وأن «أمن الخليج يبدأ بالحيلولة دون حصول إيران على النووي». وأوضح وزير الخارجية أن الضمانات التي قدمها الوزير كيري لوزراء دول مجلس التعاون خلال الاجتماع بخصوص الاتفاق النووي الإيراني شفافة وواضحة، وتؤكد حرص المجتمع الدولي على عدم امتلاك إيران قنبلة ذرية، وأن برنامج إيران النووي سلمي بحت ويحجب الفرص والفجوات أمامها التي تمكنها من امتلاك سلاح نووي. وفي الشأن اليمني أكد الفيصل أن المملكة تؤمن أن الشرعية هي الطريق الوحيد لسلامة اليمن، وأنها ودول الخليج والمجتمع الدولي متفقون على رفض الانقلاب الحوثي وإعلانهم الدستوري، وأشار إلى الإجراءات التي تعبر عن رفض الانقلاب ونقل السفارة إلى عدن ودعم الرئيس هادي بكل السبل والتأكيد على حل قضية اليمن وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني هي الطريق لحل الأزمة. وأوضح أنه «ناقشنا مع كيري جهود التحالف لمحاربة الإرهاب، مع تأكيد السعودية على أهمية الحملة الدولية لمحاربة داعش». وأشار إلى أن «استمرار أزمة سوريا جعلها ملاذا للإرهاب بمباركة بشار الأسد، وينبغي إيجاد توازن عسكري على الأرض بسوريا عبر دعم المعارضة المعتدلة». من جهته قال كيري خلال المؤتمر إن «أمن دبلوماسيينا في الخارج أولوية لنا، ولا يمكن إخافة الولاياتالمتحدة عبر تهديد دبلوماسيينا»، موضحاً «شراكتنا مع دول الخليج ضرورية جدا، وواشنطن تتطلع لعلاقة وثيقة مع الملك سلمان بن عبدالعزيز». وحول النووي الإيراني شدد كيري على أن «التوصل لاتفاق مع إيران سيعزز عدم انتشار الأسلحة النووية، وأن سبب زيارتي للرياض إطلاع شركائنا الخليجيين على المفاوضات مع إيران»، مشيرا إلى أنه «حققنا بعض التقدم مع إيران، لكن هناك بعض الفجوات، وعلى إيران تقديم إجابات محددة قبل العودة للمفاوضات، ونحن ملتزمون بمعالجة القضايا مع إيران، بما فيها دعمها للإرهاب»، لافتا إلى أن « إيران مازالت مسماة دولة ترعى الإرهاب». وحول الوضع السوري أوضح: «الأسد دمر بلاده للحفاظ على بقائه، وهو فاقد للشرعية، لكن أولويتنا محاربة داعش، وعلينا تعزيز القدرة للتوصل لحل سياسي في سوريا، وأن إزاحة الأسد ربما تحتاج لضغط عسكري». وشدد على أن الشراكة بين أمريكا ودول الخليج ضرورية لمواجهة التحديات وزيادة فرص السلام بالشرق الأوسط، حيث أن اتفاقية واحدة لن تحل كل شيء.