اعلنت سورية ان "لجنة المبادرة" العربية لم تكلف احداً التحدث باسمها في اجتماع اللجنة الرباعية في نيويورك بعد غدٍ، فيما نفى وزير الخارجية المصري احمد ماهر وجود خلافات عربية - عربية حول لقاء نيويورك، وقال ان نظيره السعودي الامير سعود الفيصل لن يشارك نظراً لانشغاله في ارتباطات اخرى. وتوقعت مصادر روسية فرط عقد "الرباعية" وتفككها. واستبق رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون اجتماع "الرباعية" بمزيد من التشدد عكسه الغاؤه لقاء كان مقرراً مساء امس بين وزير خارجيته شمعون بيريز ومسؤولين فلسطينيين، ورفضه فتح أي أفق سياسي "قبل أن يمتثل الفلسطينيون لشروطه". ودافعت مستشارة الرئيس الاميركي للامن القومي غونداليزا رايس عن سياسة شارون، معلنة ان تغيير القيادة الفلسطينية لا يعني عرفات وحده "بل الجهاز السياسي بأكمله" عبر "الانتخابات". راجع ص4 وفي القاهرة، انتهى اجتماع لجنة المبادرة العربية للسلام اول من امس بخلافات كشفتها سورية عندما جددت رفضها تفويض وزيري الخارجية المصري احمد ماهر والاردني مروان المعشر لقاء ممثلي "الرباعية"، مشيرة الى ان لجنة المبادرة بكامل اعضائها اتفقت على ان اي اتصالات يجب ان تجري مع كامل اعضائها لانها مشكلة بقرار قمة عربية، ولان المبادرة العربية تتضمن عناصر التسوية المستندة الى قرارات الشرعية الدولية. وكرر السفير السوري في مصر يوسف احمد هذا الموقف عندما قال لوكالة "فرانس برس" ان ماهر والمعشر لم يمنحا اي تفويض للحديث باسم اللجنة اثناء لقاء "الرباعية"، مضيفا ان الوزراء العرب اتفقوا على "انتظار تحديد موعد لعقد اجتماع بناء على طلب منهم، بين الاعضاء العشرة في لجنة مبادرة السلام العربية وممثلي الرباعية". الا ان وزير الخارجية المصري نفى حدوث خلافات ادت الى انسحاب وزير الخارجية السوري فاروق الشرع من الاجتماع، مؤكدا ان لجنة المبادرة "لم تفوض احدا شيئا" وان التحرك في اجتماعات نيويورك "سيتم في اطار المبادرة العربية". واضاف ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل لن يشارك في هذه الاجتماعات بسبب ارتباطات مسبقة له. من جانبه، ألغى شارون لقاء كان مقررا مساء امس بين بيريز ومسؤولين فلسطينيين، في رسالة واضحة لاجتماع "الرباعية" بانه يتمسك بمقاطعة القيادة الفلسطينية وعزل عرفات ويرفض استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني "قبل ان يمتثل الفلسطينيون لشروطه". ودافعت كوندوليزا رايس عن سياسة شارون بعدما ابدت اعجابها بشخصه، وقالت ان تحديد جدول زمني لانهاء النزاع "ليس بالتفكير السليم"، مؤكدة للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان واشنطن عندما تتحدث عن استبدال القيادة الفلسطينية فهي لا تعني عرفات وحده "بل الجهاز السياسي بأكلمه حتى يتوفر امكان المحاسبة في المؤسسات ... واجهزة امنية خاضعة للمحاسبة". وزادت: "بعد الان يجب الا يكون لرجل واحد السيطرة على مقدرات الشعب الفلسطيني باكمله"، موضحة ان واشنطن تعتقد انه لا ينبغي ازاحة عرفات عن رئاسة السلطة الا "عن طريق الانتخابات". في غضون ذلك، اعربت مصادر سياسية رفيعة في تل ابيب عن قلقها من جهود تقودها مصر ضد استبدال القيادة الفلسطينية، ومحاولات مصرية ل"اللعب في الحلبة السياسية والحزبية الاسرائيلية"، خصوصا بعد الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها رئيس حزب "العمل" الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر للاسكندرية غدا. واوضحت مصادر مطلعة في القاهرة ان محادثات الرئيس حسني مبارك وبن اليعيزر ستبحث في "خطة تسوية جديدة" مع "العمل"، مضيفة ان مبارك سيطلب منه انسحاب القوات الاسرائىلية من الاراضي الفلسطينية ليتمكن الفلسطينيون من استكمال خطواتهم الاصلاحية بما في ذلك الانتخابات، كما سيطلب منه عدم التركيز على ازاحة عرفات بل ضرورة التعامل معه حتى ابرام اتفاق سلام شامل وعادل ودائم. وعزت المصادر "الهجمة الاسرائيلية" في الاتصال مع مصر التي زارها اخيرا وزير المواصلات افراييم سنيه ويزورها اليوم رئيس الكنيست ابراهام بورغ، الى محاولة التخفيف من اثر فشل مهمة ريس الاستخبارات المصرية عمر سليمان خلال زيارته اسرائيل اخيرا. وقال وزير الخارجية المصري ان بلاده استمعت من سنيه الى خطة قدمها حزب "العمل". في موسكو توقع ديبلوماسي روسي رفيع المستوى فشل اجتماعات "الرباعية"، مشيرا الى انها ستتفكك قبل أن تحقق أي نتيجة بسبب الخلافات الحادة بين اميركا والأطراف الأخرى، خصوصاً أن واشنطن قررت وضع الملف الفلسطيني "على نار بطيئة، وستبدأ تحركاً عسكرياً ضد العراق كمرحلة من استراتيجية شاملة لإقامة "شرق أوسط جديد". وعلمت "الحياة" ان واشنطن لم تبلغ حتى الآن الاتحاد الأوروبي وروسيا والامم المتحدة برنامج اجتماع نيويورك، وقد تسعى الى وضع "الرباعية" أمام الأمر الواقع وتفرض خطة بوش "من دون تحريف". وأكد خبير في شؤون المنطقة ان الروس والأوروبيين يصرون على نقطتين أساسيتين أولاهما رفض المحاولات الرامية الى احداث تغيير "من الخارج" في القيادة الفلسطينية، والثاني التوصل الى حل في اطار مؤتمر دولي على أساس مبادئ مدريد والشرعية الدولية. ولم توافق الولاياتالمتحدة على أي من النقطتين، لذا فإن اجتماع الثلثاء قد يفشل في التوصل الى رأي موحد، ولا يستبعد ان تصدر واشنطن بياناً بالنيابة عن الأطراف، يفاقم الخلافات. إلا أن الموقف الأوروبي والروسي "تراجع" في غياب الضغوط العربية، أو حتى اقتراب عواصم عدة من "الرؤية الاميركية". وترسخت لدى موسكو قناعات في هذا الشأن بعد زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وتأييد عمان الضمني خطة بوش وتلميحها الى ان القيادة الفلسطينية الحالية لم تعد قادرة على ادارة الأمور "في الوجهة الصحيحة".