نفت مصادر موثوقة في حركة «حماس» أن تكون المفاوضات غير المباشرة علقت بينها وبين الإسرائيليين في شأن قضية تبادل الأسرى، وقالت ل «الحياة»: «لا يوجد شيء اسمه المفاوضات انتهت»، مضيفاً ان «المفاوضات لا تنتهي، والوسيط الألماني سيستمر في متابعة جهوده طالما أن الجندي الأسير في غزة (غلعاد شاليت) لم يطلق سراحه». ولفتت إلى أن حركة «حماس» لن ترضى بأي تفاوض جديد يتضمن طروحاً إسرائيلية تختلف عن مطالب الحركة. وأكدت: «إذا لم تتم الاستجابة لمطالب قوى المقاومة الآسرة شاليت، فعلى الإسرائيليين الانتظار طويلاً قبل أن يرى النور»، موضحة أن الحركة «ليست في عجلة من أمرها، وليست على استعداد للقبول بشروط اللحظات الأخيرة والتجاوب مع التجييش الاعلامي الذي شنه الإسرائيليون في شأن الصفقة ودعوتهم الى اغتنام اللحظات الأخيرة». وشددت على أنه ليس أمام الإسرائيليين سوى خيار واحد هو الموافقة على كل مطالب الحركة، وقالت: «من شغل العالم بقضية شاليت، عليه أن يدفع ثمن ذلك». ورجحت أن يعلن والد شاليت فشل المفاوضات. ولفتت المصادر إلى أن قيادة الحركة لن تخضع للشروط الإسرائيلية لأن مطالبها لم تتغير، وقالت: «لسنا في صدد تقديم عروض جديدة». وشددت على أن قرار الحركة موحد ويلتزمه الجميع، نافية ما تردد عن خلافات جرت بين الداخل والخارج، وقالت: «مفاوضات الصفقة تجرى في غزة، لكن قرار الحركة لدى مكتبها السياسي في دمشق ممثلاً في رئاسة المكتب السياسي خالد مشعل». واتهمت إسرائيل بالمناورة، وقالت: «لا نسعى إلى الاستثمار السياسي، نحن نريد إنجاز صفقة وطنية فلسطينية بامتياز». ورأت المصادر أنه لا توجد خطوط حمر مع المقاومة، وقالت: «كما رضخ الإسرائيليون وتجاوزوا كل الخطوط الحمر مع المقاومة اللبنانية (في إشارة إلى إطلاق الأسير اللبناني سمير القنطار)، يجب كسر أي خطوط حمر، سواء في هذا الملف أو أي عمليات أسر لاحقة». وشددت على أنه لا يمكن القول إن هناك صفقة قبل التوقيع عليها. وعن الدور المصري، أجابت أن مصر بذلت جهوداً، وهناك تنسيق حالي بينها وبين الوسيط الألماني، مؤكدة أن مصر هي راعية الصفقة، وأن «حماس» ستقدم شاليت هدية لمصر لتقدمه إلى إسرائيل، موضحة أن إسرائيل تحاول إفساد العلاقة بين الحركة ومصر. في غضون ذلك، نفى مصدر مصري رفيع ل «الحياة» أن يكون القيادي في «حماس» محمود الزهار التقى الوسيط الألماني في القاهرة أخيراً، وقال إن الوسيط الألماني كان في القاهرة قبل أسبوعين حيث التقى رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان، مؤكداً أن المفاوضات تجرى حالياً في غزة بين الوسيط الألماني وقيادات «حماس» من دون وجود مصري. لكنه لفت إلى أن مصر تتابع عملية المفاوضات الجارية، وهناك تنسيق ومشاورات تجرى مع مصر التي وضعت أسس صفقة تبادل الأسرى، وهي التي قادتها وحددت آلياتها، وهي تتابع عن كثب ولم ترفع يدها من هذا الأمر. وكشف ان الإسرائيليين وافقوا على إطلاق 20 أسيراً من بين السبعين أسيراً من أصحاب الأحكام العالية الذين تقول إسرائيل ان أياديهم ملوثة بالدماء، معتبراً أن هناك حراكاً إيجابياً لأن إسرائيل كانت في الماضي مصرة على رفض جميع هذه الأسماء السبعين، إلا أنها ترفض إطلاق الخمسين رفضاً تاماً وتريد استبدالهم بأسماء أسرى آخرين. واستبعد المصدر أن تكون قضية إطلاق الأسرى الفلسطينيين الذين ينتمون الى مناطق فلسطينية داخل «الخط الأخضر» أو القدس قد عولجت وتم تجاوزها، وقال: «إن القانون الإسرائيلي يمنع ذلك، وأعتقد أن هذه العقبة ما زالت موجودة لأنهم في نظر الإسرائيليين مواطنون. وأشار إلى أن تظاهرات جرت قريباً داخل «الخط الأخضر» تدعو «حماس» إلى التمسك بالمطالبة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من حاملي الهويات الإسرائيلية، وقال: «هذا يدلل على أن هذه المسألة ما زالت إشكالية، وأن الإسرائيليين يرفضون إطلاق هؤلاء». وشدد على أن الأسماء ما زالت هي العقبة التي تحول دون إنجاز الصفقة، وقال: «حتى الآن لم يتم التوافق على الأسماء التي سيتم الإفراج عنها بسبب إصرار حماس على موقفها إطلاق جميع الأسماء المدرجة في قوائمها، بينما ترفض إسرائيل إطلاق أسماء مدرجة في هذه القائمة التي تضم 450 اسماً والذين من المفترض إطلاقهم في المرحلة الأولى من الصفقة، بالإضافة إلى النساء والأطفال والوزراء والنواب الفلسطينيين، وإسرائيل تبرر رفضها بأن أصحاب هذه الأسماء من الأسرى الملطخة أياديهم بدماء يهودية».