خلافاً لأجواء التفاؤل التي بثتها وسائل الإعلام الإسرائيلية في عناوينها الرئيسة أمس لجهة احتمال التوصل قريباً إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، استبعد المسؤول السابق عن قسم «الأسرى والمفقودين» في «الموساد» الإسرائيلي رامي ايغرا أن تكون الهوة بين مواقف الطرفين تقلصت. جاء ذلك في حين أفادت تقارير اسرائيلية أن القائد العسكري للحركة أحمد الجعبري انتقل الى مصر للمشاركة في محادثات حول صفقة شاليت. وقال ايغرا للإذاعة العسكرية أمس إن دخول ألمانيا على خط الوساطة بين إسرائيل و«حماس» لا يعني بالضرورة حصول تغيير جوهري في المفاوضات للتوصل إلى صفقة. وأضاف لا يبدو أن حركة «حماس» تراجعت عن أي من مطالبها في خصوص قائمة الأسرى التي قدمتها إلى إسرائيل ورفضها اشتراط تل أبيب إبعاد 125 من الأسرى إلى دول عربية. وشكّك في نية الحركة التوصل «الآن» إلى اتفاق تبادل أسرى، وقال إن «حماس» ليست معنية في الوقت الراهن بالتوصل إلى اتفاق في غياب ضغط عليها من ذوي المعتقلين الفلسطينيين، وتعلم جيداً أن بين يديها «ذخراً» هو الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليت. يمكن أن تحقق مقابل التخلي عنه مكسباً كبيراً لها. واتهم الحركة بتعمّد تسريب أنباء عن تقدم في المفاوضات بهدف تأليب الرأي العام في إسرائيل ضد حكومته، وحضّها على دفع الثمن الذي تطالب به «حماس» مقابل الإفراج عن شاليت. وأضاف ان حركة «حماس» تلعب بمشاعر الإسرائيليين وعلى وتر قلقهم على مصير الجندي «إذ تدرك أهمية جلعاد شاليت للإسرائيليين وتستغل ذلك أحقر استغلال ونحن في الإعلام نشاركها في اللعبة». ورأى ايغرا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو «لن يعطي حركة حماس ما لم يقدر على إعطائه سلفه ايهود أولمرت ولن يطلق كبار قتلة اليهود في هذا القرن، وفي القرن الماضي». وختم شبه جازم قائلاً إن الفجوة بين إسرائيل و«حماس» أكبر بكثير مما تبثه وسائل الإعلام من تفاؤل «وكأن في مقدور هذا الوسيط أو غيره أن يعمل سحراً». وكانت الصحف العبرية أبرزت في عناوينها أمس دور الوساطة الذي تقوم به ألمانيا في المفاوضات وأبدت تفاؤلها منه لجهة إمكان التوصل إلى اتفاق حيال ما تتمتع به ألمانيا من ثقة من جانب إسرائيل و«حماس» على السواء، وعلى خلفية الدور الذي لعبته في التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل و«حزب الله» العام الماضي، لكنها مع ذلك حرصت على التأكيد بأن على رغم التفاؤل، فإن من السابق لأوانه الحديث عن اتفاق نهائي. من جهتها، أضافت صحيفة «هآرتس» سبباً آخر يدعو إلى التفاؤل يتمثل في رغبة حقيقية لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بالتوصل إلى صفقة تبادل، وأنه منح المسؤول المكلف المفاوضات حاغاي هداس صلاحيات واسعة. من جهتها، نقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، عن مصدر مصري قوله إن ايران تمارس ضغوطاً كبيرة على رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل لعرقلة صفقة يتم فيها إطلاق شاليت. وأضافت ان مشعل زار طهران أخيراً، سراً، والتقى كبار المسؤولين في الاستخبارات وحرس الثورة وسمع منهم تعهداً ايرانياً بمواصلة تقديم الدعم المالي والوسائل القتالية لقيادة حركة حماس في دمشق «لتنفيذ عمليات إرهابية» بشرط عدم إنجاز صفقة تبادل الأسرى في الوقت القريب. وبحسب الصحيفة، دخلت ألمانيا على خط الوساطة في أعقاب الرفض القاطع الذي أبداه وزير الاستخبارات المصري عمر سليمان للطلب الإسرائيلي بإبعاد 125 أسيراً «من الوزن الثقيل» خارج الأراضي الفلسطينية. وتابعت أن الوسيط الألماني يعمل منذ أشهر، من وراء الكواليس وبموافقة جميع الأطراف ذات الصلة على دفع المفاوضات نحو اتفاق. جاء ذلك في حين رأت أوساط إعلامية إسرائيلية في خبر توجه «رئيس هيئة أركان حركة حماس»، كما وصفته، أحمد الجعبري للقاهرة ظهر أمس للبحث في موضوع شاليت على رأس وفد من كتائب «القسام» مؤشراً إلى حصول تقدم في المفاوضات. وأشارت إلى حقيقة أن الزيارة الأخيرة للجعبري لمصر كانت قبل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية وسجل خلالها تقدماً كبيراً كاد يسفر عن اتفاق.