حشدت "المحاكم الإسلامية" مئات من المقاتلين والعربات الحربية والأسلحة الثقيلة قرب بلدة بور حقابا جنوب البلاد، بعد يوم من استيلاء قوات تابعة للحكومة الموقتة وجنود إثيوبيين على البلدة الاستراتيجية التي كانت في قبضة الإسلاميين. وعززت الحشود المخاوف من تجدد الاشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي"المحاكم"، ما أدى إلى فرار مئات المدنيين من المنطقة. وقال مصدر إسلامي إن قواته تخطط أيضاً للهجوم على مقر الحكومة في بيداوة. وتجمع مئات من المقاتلين الإسلاميين في بلدة ليغو القريبة من بور حقابا. وتوعدوا بمهاجمة القوات الحكومية إذا لم تنسحب. وقال قائدهم الشيخ يوسف محمد سياد وهو يرتدي ملابس عسكرية ويتحرك وسط جنوده:"الإثيوبيون هاجموا بور حقابا، وإذا لم يرحلوا فسنهاجمهم". وأضاف فيما تجولت العربات الحربية والشاحنات المزودة رشاشات ثقيلة وصواريخ مضادة للطائرات في أنحاء البلدة:"إثيوبيا وحلفاؤها ضد السلام الذي حققناه للصومال بعد 15 عاماً من الاضطرابات ... إذا استمرت هذه الهجمات، فسنطلب من دول إسلامية أخرى مساعدتنا". وأكد مصدر في صفوف الإسلاميين أن"مئات المقاتلين وعشرات من السفن الحربية"في طريقها لمهاجمة بيداوة. وقال:"سيكون هجوماً مفاجئاً، بما أن الحكومة تنتظر أن تهاجم قواتنا بور حقابا". وأعلن الإسلاميون الجهاد ضد إثيوبيا التي تصفهم بأنهم"إرهابيون"، ويتهمونها بدعم الحكومة في مواجهتهم. ويمثل استيلاء الحكومة على بور حقابا ضربة نادرة للإسلاميين وجهتها الادارة الموقتة الهشة التي يدعمها الغرب. ويشكل زيادة نفوذ"المحاكم"التي تسيطر على معظم جنوبالصومال بعد استيلائها على العاصمة مقديشو من قادة الفصائل المدعومين من الولاياتالمتحدة في حزيران يونيو الماضي، تهديداً لمحاولات الحكومة إعادة فرض الحكم المركزي في البلاد التي تخيم عليها حال من الفوضى منذ الاطاحة بنظام الديكتاتور محمد سياد بري العام 1991. ويخشى ديبلوماسيون أن تشعل المواجهات الأولى من نوعها بين الحكومة والإسلاميين فتيل حرب إقليمية في منطقة القرن الافريقي. وكانت الحكومة أكدت أن قواتها لن تغادر بور حقابا التي وضعت الإسلاميين على بعد 30 كلم فقط من بيداوة، ونفت مراراً استعانتها بمساعدة من إثيوبيا، على رغم تأكيدات سكان وشهود وديبلوماسيين أن أديس أبابا دفعت بآلاف الجنود عبر الحدود لدعم هذه الإدارة الضعيفة. وأكدت أمس مصادر متطابقة أن الإسلاميين تقدموا من ليغو إلى مسافة 15 كلم من بور حقابا، غير أنه لم ترد تقارير عن اندلاع اشتباكات جديدة. وفر مئات من سكان البلدة إلى قرى مجاورة خوفاً من أن يشن الإسلاميون هجوماً شاملاً. وقال كثيرون في ليغو إنهم يفكرون في الفرار. وقال عبدالقادر نور، وهو رجل أعمال:"القلق يسود البلدة بكاملها. ولا نعلم إلى أي جهة سنفر حين تندلع هذه الحرب". وقال علي ايمان، وهو أحد سكان بور حقابا، إن البلدة هادئة لكن يخيم عليها التوتر. وأضاف:"بعض السكان فروا نحو القرى المجاورة خشية الصواريخ والأعيرة النارية الطائشة إذا اندلع القتال ... هناك احتمال كبير لوقوع اشتباك. والقوات تستعد للمواجهة". في غضون ذلك، أكد سكان منطقة نائية جنوب غربي الصومال أن الإسلاميين اشتبكوا أمس مع ميليشيا موالية لوزير الدفاع بري هيرالي عند قرية تبعد نحو 20 كلم من مدينة بوعالي. وقال القيادي العسكري البارز في"المحاكم"عبدالله أحمد وارسامي إن جنوده سيطروا على باجوما التي تبعد نحو 350 كلم إلى الجنوب الغربي من مقديشو، بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيا هيرالي. لكنه رفض تحديد خسائر رجاله في القتال، مكتفياً بالإشارة إلى استيلائهم على مجموعة من العربات المزودة أسلحة ثقيلة من خصومهم.