نيروبي، مقديشو - رويترز، ا ف ب - أكد شهود عيان أمس أن ميليشيا موالية للحكومة في جنوب الصومال انتزعت السيطرة على بلدة ثانية من المتمردين، في وقت تسعى إدارة الرئيس شيخ شريف أحمد الهشة إلى سحق المتمردين، وعلى رأسهم «حركة الشباب المجاهدين».وقال الزعيم التقليدي لمدينة لوق عبدالله صلاد: «لم تقع أي معارك هذا الصباح، لكننا رأينا الميليشيات الموالية للحكومة تدخل المدينة وهي تسيطر عليها حالياً». وأوضح أن المقاتلين أتوا من بلدة دولو في إثيوبيا الواقعة على نحو 50 كلم شمال لوق. وأكد سكان في منطقة جيدو المجاورة لكينيا وإثيوبيا أن رجال ميليشيا مدججين بالسلاح، بينهم أعضاء في جماعة «أهل السنة والجماعة» اجتاحوا بلدة لوق بعد الاستيلاء على بولاهاوا الاثنين الماضي. وأشار رجل من سكان المنطقة اسمه أحمد محمد إلى أن لوق كانت تحت سيطرة متمردي «حزب الإسلام» الذين فروا عند اقتراب خصومهم، لكنه أكد أنهم «تجمعوا من جديد خارج البلدة، وقد يبدأ القتال». وقال يوسف هوري، وهو رجل أعمال في لوق، إن الجانبين يتلقيان تعزيزات على ما يبدو، وان المتاجر والأسواق بقيت مغلقة خوفاً من وقوع اشتباكات. وفر كثيرون من سكان البلدة. وطردت قوات «أهل السنة والجماعة» الاثنين «حركة الشباب» من بلدة بولاهاوا من دون إطلاق رصاصة واحدة. ووافق البرلمان الصومالي أمس بغالبية ساحقة على إعلان حال الطوارئ ما دامت الحكومة تقاتل المتمردين. وتتيح هذه الخطوة لأحمد أن يتخذ قرارات كبرى من دون الحاجة إلى استشارة البرلمان. وتعهدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد لقائها أحمد في كينيا، بزيادة دعم بلادها لحكومته، بما في ذلك زيادة التمويل الذي تقدمه لها. وأرسلت الولاياتالمتحدة أكثر من 40 طناً من الأسلحة والذخيرة إلى الحكومة في مقديشو، لكن لم يتبين ما إذا كانت هناك صلة بين هذه الإمدادات والمكاسب التي حققتها الميليشيا الموالية للحكومة هذا الأسبوع في منطقة جيدو. وقال الناطق باسم «الشباب» في جنوب الصومال الشيخ حسن يعقوب إن حركته أرسلت مزيداً من المقاتلين إلى جيدو لاستعادة بولاهاوا ولوق. وأضاف: «نحن نعرف أن هذه الميليشيا تدعمها اثيوبيا... وسندافع عن أنفسنا». وتسعى الميليشيا المؤيدة للحكومة إلى طرد المتمردين من بلدة بيداوة في جنوب وسط البلاد ومن ميناء كيسمايو الجنوبي الاستراتيجي. وقال الناطق باسم المقاتلين الذين سيطروا على لوق اسحق حورو علي إن جنوداً إثيوبيين رافقوهم. وأضاف: «سنستعيد السيطرة على كيسمايو ومنطقة باي. معنا قوات إثيوبية». وغزت القوات الإثيوبية الصومال عام 2006 لطرد حركة إسلامية من مقديشو. واحتدم التمرد بعد ذلك على رغم انسحاب القوات الإثيوبية في كانون الثاني (يناير) الماضي. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين إثيوبيين للتعليق.