أعلن الإسلاميون الصوماليون الجهاد ضد إثيوبيا، بعدما ساعد جيشها القوات الحكومية الصومالية في الاستيلاء على مدينة بور حقابا الاستراتيجية التي كانت في قبضة"المحاكم الإسلامية". وأصرت أديس أبابا على أنها لم ترسل جنوداً إلى الصومال، على رغم تأكيد مصادر رسمية في بيداوة أن الإثيوبيين شاركوا في الهجوم على المدينة. وقال الرجل الثاني في"المحاكم"شريف شيخ أحمد خلال مؤتمر صحافي في مقديشو أمس:"أدعو الشعب الصومالي كله إلى المشاركة في الجهاد ضد الإثيوبيين". وأضاف شيخ أحمد الذي كان يرتدي زياً عسكرياً ويمسك بندقية من طراز"كلاشنيكوف":"نحتاج إلى أفعال لا أقوال". ودعا الشيخ يوسف اندعهدي مسؤول الأمن القومي في"المحاكم"الذي تحدث في المؤتمر ذاته، الصوماليين إلى الجهاد، مؤكداً أن ما لا يقل عن 35 ألف جندي اثيوبي موجودون في بلاده. ودخل أمس مئات الجنود إلى المدينة التي تقع على بعد ستين كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من بيداوة، مقر السلطات الانتقالية الضعيفة. وقال محمد أبدير، وهو أحد قاطني بور حقابا:"كانت القوات الحكومية في المقدمة، يدعمها الاثيوبيون. واتخذوا لهم مواقع استراتيجية داخل المدينة وفي محيطها". وأكد قائد الميليشيا الإسلامية التي كانت تسيطر على المدينة الشيخ محمد إبراهيم بلال أن"القوات الاثيوبية استولت على بور حقابا واضطرت عناصري للانسحاب إلى مدينة جامعة المجاورة"من دون اشتباك. لكنه أضاف:"سنعيد سيطرتنا على المدينة". وتتيح السيطرة على بور حقابا للحكومة الانتقالية تأمين مقرها من أي هجوم محتمل قد يشنه الإسلاميون، لا سيما أن المدينة تقع على قمم تلال تطل على الطريق الوحيدة التي تربط بين مقديشو وبيداوة. وأشار شهود إلى أن الجنود الإثيوبيين البالغ عددهم نحو 750 انسحبوا من المدينة بعدما مكنوا القوات الحكومية منها، وتمركزوا في معسكر يبعد نحو 20 كلم إلى الشرق من بيداوة. غير أن أديس أبابا كررت نفيها التدخل في الصومال مجدداً. وقال الناطق باسم الخارجية الإثيوبية سولومون آبيبي إن"أي اتهامات بوجود قوات إثيوبية في الصومال لا أساس لها من الصحة". وعلى رغم هذا النفي، فإن مصادر في الحكومة الصومالية الانتقالية أكدت أن اثيوبيا أرسلت نحو 6 آلاف جندي لمساندتها، كما شاهد صحافيون وديبلوماسيون دوريات للجيش الإثيوبي في بيداوة على متن 11 شاحنة مزودة مدافع مضادة للطائرات. وقال الحاكم السابق لبور حقابا محمد عبدي حسين الذي فر إلى بيداوة بعد سقوط مدينته في أيدي الإسلاميين في حزيران يونيو الماضي، إن القوات الإثيوبية شاركت المقاتلين الحكوميين في إعادة احتلال المدينة. ودعا سكان بور حقابا إلى التزام الهدوء. وكان"المجلس الاسلامي الأعلى في الصومال"حذر أول من أمس من اندلاع حرب إقليمية في القرن الأفريقي، إذا لم يضغط المجتمع الدولي على إثيوبيا لسحب قواتها. واعتبر أن الوجود الاثيوبي في البلاد سيقضي على جهود السلام بين المجلس والحكومة، ويؤدي إلى نشوب نزاع يمكن أن يشمل الدول المجاورة.