اقترحت مصر على"حماس"و"فتح"ارسال ممثلين عن الحركتين الى لقاء مفتوح في القاهرة ينتهي باتفاق على برنامج سياسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية، في وقت قدم مسؤولون مصريون ضمانات اضافية لاطلاق اسرى فلسطينيين في مقابل الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت. وقال الدكتور احمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الحكومة اسماعيل هنية ل"الحياة"ان المصريين يسعون في ما يبدو، الى استضافة لقاء فلسطيني شبيه باللقاء الذي عقد في شباط فبراير عام 2005 وافضى الى الاتفاق على اعلان تهدئة من الجانب الفلسطيني. ويتضمن الاقتراح المصري الذي حمله مدير الاستخبارات العامة عمر سليمان الى قيادة"حماس"في دمشق اخيراً اتفاقاً على عقد صفقة تبادل اسرى مع اسرائيل. وأشار مسؤولون في"حماس"الى حدوث تقدم في الاتصالات الجارية في شأن مبادلة الجندي الاسرائيلي بأسرى فلسطينيين. وقال مسؤول كبير في الحركة ان هناك تطوراً في حجم الضمانات المصرية لاطلاق اسرى فلسطينيين، والاتصالات تتركز اليوم على مواصفات الاسرى الذين سيتم اطلاقهم، مؤكداً ان حركته متمسكة باطلاق الاسرى القدامى والنساء اولاً. ويقول مسؤولون في"فتح"و"حماس"ان لقاء القاهرة رهن بحدوث توافق بين الحركتين في الوطن اولاً. وقال الناطق باسم كتلة"حماس"في المجلس التشريعي صلاح البردويل ل"الحياة"ان التمسك بشروط اللجنة الرباعية سيجعل اللقاء بلا فائدة، في حين قال نمر حمّاد المستشار السياسي للرئيس محمود عباس ل"الحياة"انه من دون موافقة"حماس"على برنامج سياسي يؤدي الى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني يصعب التنبؤ بمصير اي لقاء جديد، مرجحا"عدم عقد اي لقاء في القاهرة في حال عدم ظهور بوادر اتفاق في الاراضي الفلسطينية. ويتوقع مسؤولون في مكتب رئيس الوزراء ان يعقد لقاء بين عباس وهنية في الأيام القليلة المقبلة تتحدد على ضوئه فرص الاتفاق. وقال يوسف ان عباس قد يصل الى غزة اليوم وان كل شيء سيكون مرهوناً بنتيجة اللقاء المتوقع بينه وبين هنية. وكان الرئيس عباس وجه دعوة الى نائب رئيس الحكومة الدكتور ناصر الدين الشاعر للمشاركة في لقاء للجنة الحوار الوطني عقد امس في مكتب الرئاسة في مقر"المقاطعة"، لكن الشاعر اعتذر عن عدم المشاركة. وقال مسؤولون في الحكومة ان اعتذار الشاعر جاء بسبب تعرض احد ناشطي"حماس"في نابلس للاغتيال، وبسبب قيام مجموعة من حركة"فتح"في نابلس بخطف اموال وكشوف بأسماء موظفين من مكتب البريد في المدينة ونقلها الى مخيم بلاطة، ومطالبة الموظفين بالقدوم الى المخيم لتسلم مخصصاتهم المالية الموجهة من الحكومة. وقال مسؤول رفيع في الحكومة:"ابلغنا الرئيس عباس اننا نشعر بأن الرئاسة توفر الغطاء لمن يقومون من حركة فتح بمثل هذه الاعمال، وبالتالي فان اللقاءات المشتركة لن تكون مجدية ما لم تتوقف الاعتداءات على ابناء الحركة". وتشعر"حماس"في الضفة بان بعض مراكز القوى في حركة"فتح"بدأ يستهدف ابناءها ردا على قيام مجموعات من"حماس"في غزة باستهداف اشخاص ينتمون ل"فتح"في القطاع.